تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ((((((ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ))))))))) وَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ

رواه الإمام مسلم رحمه الله في الأصل لا في المتابعات فهنا صرح أبو هريرة رضي الله عنه بأنه هكذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت رواية (فمن أراد أن يطيل غرته .. ) مدرجة فهذه الرواية هنا صريحة وقد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في شرحه قبل الشروع في شرح الحديث


بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ وَالتَّحْجِيلِ فِي الْوُضُوءِ

اِعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيث مُصَرِّحَة بِاسْتِحْبَابِ تَطْوِيل الْغُرَّة وَالتَّحْجِيل، أَمَّا تَطْوِيل الْغُرَّة فَقَالَ أَصْحَابنَا: هُوَ غَسْلُ شَيْء مِنْ مُقَدَّم الرَّأْس وَمَا يُجَاوِز الْوَجْه زَائِد عَلَى الْجُزْء الَّذِي غَسَلَهُ لِاسْتِيقَانِ كَمَالِ الْوَجْه، وَأَمَّا تَطْوِيل التَّحْجِيل فَهُوَ غَسْلُ مَا فَوْق الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ، وَهَذَا مُسْتَحَبّ بِلَا خِلَاف بَيْن أَصْحَابنَا، وَاخْتَلَفُوا فِي قَدْر الْمُسْتَحَبّ عَلَى أَوْجُهٍ أَحَدُهَا: أَنَّهُ يُسْتَحَبّ الزِّيَادَة فَوْق الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ مِنْ غَيْر تَوْقِيت وَالثَّانِي: يُسْتَحَبّ إِلَى نِصْف الْعَضُد وَالسَّاق، وَالثَّالِث: يُسْتَحَبّ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ. وَأَحَادِيث الْبَاب تَقْتَضِي هَذَا كُلّه، وَأَمَّا دَعْوَى الْإِمَام أَبِي الْحَسَن بْن بَطَّال الْمَالِكِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض اِتِّفَاقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهُ لَا يُسْتَحَبّ الزِّيَادَة فَوْق الْمِرْفَق وَالْكَعْب فَبَاطِلَة، وَكَيْف تَصِحّ دَعْوَاهُمَا وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ؟ وَهُوَ مَذْهَبنَا لَا خِلَاف فِيهِ عِنْدنَا كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وَلَوْ خَالَفَ فِيهِ مُخَالِف كَانَ مَحْجُوجًا بِهَذِهِ السُّنَن الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة، وَأَمَّا اِحْتِجَاجهمَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ "، فَلَا يَصِحّ لِأَنَّ الْمُرَاد مَنْ زَادَ فِي عَدَد الْمَرَّات. وَاَللَّه أَعْلَم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير