تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأما الاقتراح: فهو أن تعرض هذه المسألة على أحد المحققين من المتخصصين حتى يبحثها لتكون الاجابة محققة.

وأما الرد: فكان على قول أبي شهيد نفع الله به: ((فكُل القراءات هي قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم كما صح عن الرسول

في صحيح البُخاري "اقرأني جبريل على سبعه أحرف" أو كما قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم ..

)).

فأقول أن هذا فيه نظر لأن الذي قرأ به صلى الله عليه وسلم الأحرف السبعة كما أفاد الحديث لا القراءات العشر,

وذلك لأن الاحرف السبعة لا علاقة لها بالقراءات , ومن الفروق بينهما أن الخلاف في الاحرف أبلغ من القراءات فقد يكون بإبدال كلمة بكلمة أوزيادة أونقصان , وأما الخلاف في القراءات فيكون في التحريك والتسكين والفتح والامالة التسهيل والتحقيق والاختلاسات وغيرها.

يقول ابن جرير وهو من أعلم الناس بهذا الفن:

وأما ما كانَ من اختلاف القراءة في رفع حرفٍ وجرِّه ونصبه، وتسكين حرفٍ وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتّفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف" - بمعزل. لأنه معلوم أنه لا حرفَ من حروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء به كفرَ الممارى به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراءِ فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرتْ عنه بذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب.1\ 65 تفسير الطبري, تحقيق احمد شاكر.

ويقول ابن عبدالبر في الاستذكار:

ذكر بن أبي داود قال حدثنا أبو الطاهر قال سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءات المدنيين والعراقيين اليوم هل تدخل في الأحرف السبعة فقال لا إنما السبعة الأحرف كقولك أقبل هلم تعالى أي ذلك قلت أجزأك

قال أبو الطاهر وقاله بن وهب وبه قال محمد بن جرير الطبري.2\ 483

قلت: ومازال العلماء سلفا وخلفا ينبهون على ذلك وإن قرأت المرشد الوجيز لأبي شامة ستجد ما يشبعك في الموضوع.

فإذا عرفت هذا تبين لك مافي قولك من النظر حين قلت: ((وإنما كان الأفضل أن يكون سؤالك بأي قراءة كان يقرأ الرسول قبل

نزول بقية القراءات؟

الجواب: كان يقرأ بقراءة نافع المدني)).

_ وأما روايتي حفص وقالون وإن كانت قلة الإمالات فيها متجلية إلا أن تحقيق الهمزات فيها أجلى _ وقدعلمت أن ذلك ليس من لغة قريش-, وكذلك رواية ورش كثر التصرف فيها للهمز بالتسهيل والإسقاط ونحوها _وهي قريبة من لغة قريش_ إلا أن الإمالة اللتي لم تكن من قريش كثرت فيها.

فمن هنا تعلم أن الجزم بقراءة ما بأنها موافقة لأداء النبي صلى الله عليه وسلم مستحيل.

_وأما قول فضيلتكم: ((وإلا فكل القراءات قرآن والقرآن أقوى ثبوتاً من السنة لتواتره بخلاف السنة فمنها المتواتر ومنها الآحاد ومنها الصحيحيح ومنها الضعيف)).

فهنا أقول: أن كون القرآن متواترا وأقوى ثبوتا من السنة لا يشك فيه مسلم , أما كون القراءات كلها متواترة كما أفهم من كلامكم فهذا فيه نظر , فالقراءات منها المتواتر والأحاد والصحيح والشاذ والباطل. وانظر في ذلك كتاب "المرشد الوجيز " لأبي شامة فقد فصل القول في ذلك, والله أعلم.

وبعد هذا أرجوا من الشيخ اتساع صدره فإنما نحن نتفق في ابتغاء الحق لا المماراة.

((اللهم أرنا الحق حقا وازقنا اتباعه أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه)).

وصلى اللهم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير