لاحظت من مداخلات بعض الإخوة أنهم يحسبون أن السنة في تقديم الطعام والشراب أن يبدأ الداخل الذي سيوزع الطعام أو الشراب بمن على يمينه، وهذا ليس بصحيح بل السنة كما يستفاد من الأحاديث أن موزع الطعام والشراب يبدأ بكبير القوم (أي رئيسهم وكبيرهم مقاما بغض النظر عن كونه أكبر سنا أم لا) ثم بعد ذلك يعطي من عن يمين الكبير ثم من عن يمينه على الترتيب، وذلك لأن الأحاديث فيها أن حامل الطعام أو الشراب كان يبدأ بإطعام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسقيه بغض النظر عن كون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن يمين الداخل أو يساره، وبهذا نستطيع أن نقول إن السنة جمعت بين التكبير والتيامن في الإطعام والسقيا.
ثالثًا:
بخصوص سؤال أخينا الغزي عن الكبير "السفيه " جوابه أنه في باب الإكرام والتوقير يكون التوقير للكبير قدرًا ومقامًا من جهة دينه وعلمه وصلاحه، وإذا تساوى اثنان في الديانة والعلم فيقدم أكبرهما سنا، وأما السفيه فليس أهلًا للتوقير، إلا إذا كان ذا شوكة وجاه ويخشى انتقامه إذا لم يقدمه أو يخشى ترتب مفسدة كالتباغض والتنازع إذا لم يقدمه فحينئذ يقدمه.
يستفاد هذا من كلام العلماء في نظائر هذه المسألة
كقول النووي: تقبيل يد الرَجُل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو صيانته أونحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب، فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة وقال أبو سعيد المتولي لا يجوز. اهـ
وكقول الحافظ ابن حجر: ثم ذكر ابن الحاج من المفاسد التي تترتب على استعمال القيام أن الشخص صار لا يتمكن فيه من التفصيل بين من يستحب إكرامه وبره كأهل الدين والخير والعلم. أو يجوز كالمستورين , وبين من لا يجوز كالظالم المعلن بالظلم أو يكره كمن لا يتصف بالعدالة وله جاه , فلولا اعتياد القيام ما احتاج أحد أن يقوم لمن يحرم إكرامه أو يكره , بل جر ذلك إلى ارتكاب النهي لما صار يترتب على الترك من الشر. وفي الجملة متى صار ترك القيام يشعر بالاستهانة أو يترتب عليه مفسدة امتنع , وإلى ذلك أشار ابن عبد السلام.اهـ
وما نقلناه في تقبيل اليد والقيام للداخل يقال مثله في التقديم عند الدخول وعند الأكل وما أشبه ذلك من مظاهر التكريم والتوقير أن الأصل أن يكون التقديم إكراما لكبير القوم علما وزهدا وصلاحا، وأنه يحرم تقديم الظالم المعلن بالظلم ويكره تقديم ذي الجاه عند أهل الدنيا إذا لم يكن عدلا في دينه إلا إذا ترتبت مفسدة من عدم تقديمهما فيقدمهما درءًا للمفسدة، والله أعلم.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[18 - 05 - 04, 05:01 م]ـ
الاخ عبدالسلام
ما أدري بعد النقولات التي يفترض أن تكون قرأتها بتمعن، ما أدري الداعي لمجرد نقل لاحد المشايخ المعاصرين، كيف يقال بكل بساطة لم ترد سنة، و أحاديث تقديم الايمن و هي كثيرة جدا أين ذهبت؟
من المستحيل ان تجد في الشرع الحكيم نص خاص في مسألة الدخول و نص آخر في مسألة الخروج و نص ثالث في مسألة الشرب و رابع للأكل و خامس للتنعل و سادس لكذا و هكذا هذا لا يوجد في السنة غالبا و إنما نصوص عامة من خلالها يؤخذ الحكم الشرعي، أما ان يقدم الأفضل سبحان الله ما ادرانا أن هذا أفضل من ذاك؟ هذا علمه عند ربي
الاخ رياض
قولك (حديث بن عباس الذي أخرجه أبو يعلى بسند قوي قال كان رسول الله e إذا سقى قال ابدءوا بالكبير)
قبل ان تصير للجمع بين الأحاديث، يقال أثبت العرش ثم انقش، الظاهر ان الحديث فيه كلام فلو تستطيع ان تأتينا بالاسناد كاملا حتى ينظر فيه و في خلوه من الشذوذ و العلة فهو حسن.
و دمتم جميعا في رعاية الله و حفظه
و الظاهر يا أخوان ان المسألة ما تحتاج كل هذه الردود و إلا إيش رأيكم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 05 - 04, 05:15 م]ـ
الأخ الكريم واحد من المسلمين _ وفقه الله _
حديث التيمن ليس على إطلاقه في كل شيء، وكلام سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ خالد المشيقح حفظه الله كلام سديد، فالذي يتأمل السنة يجد أن باب الإكرام والتوقير البداءة فيه بالأتقى والأعلم، لا بالأيمن، فعندما دفن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شهداء أحد كان يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فيقدمه، ولم يكن يبدأ بمن عن يمينه، وهذا نوع من التقديم، وكما أسلفنا الداخل بالطعام كان يبدأ بإطعام أتقى وأعلم الجالسين وهو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يكن يبدأ بمن على يمين الباب إذا دخل، وفي التقديم للإمامة في الصلاة يقدم الأقرأ أو الأفقه لا الأيمن، وله نظائر كثيرة.
وأما كيف نعرف أن هذا أفضل من ذاك؟ فالجواب أن أحكام الدنيا تجري على حسب ظواهر الناس وحسابهم على الله.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[18 - 05 - 04, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخي وعزيزي المدعو (واحد من المسلمين) جمعني واياك في الفردوس الاعلى:
اما ما نقلته لك فهو من كلام الحافظ ابن حجر حفظك الله ورعاك ولعلك لم تنتبه لما نقلته لك او لم تقرأه جيدا او نسيت ان تلبس النظارة (ابتسامة)
=================
الاخ الفاضل ابو خالد السلمين لفتة طيبة منكم حفظكم الله ورعاكم
ولكن لي تساؤل على ما اوردتم , هل يمكن ان يكون تقديم النبي صلى لله عليه وسلم في الاكل والشرب وغيره خاص به صلوات الله وسلامه عليه , وذلك للأدلة التي تحث على اكرام النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره واحترامه , أما بالنسبة لباقي الخلق فلا نعلم ايهم افضل وايهم احق بالتقديم؟
ويشكل على ذلك , لماذا بعد ان شرب النبي صلى الله عليه وسلم الماء او اللبن لم يقدمه لابي بكر رضي الله عنه وهو افضل خلق الله بعد الانبياء. فدل ذلك على ان النبي صلى الله عليه وسلم خاص بالتوقير والاحترام والبداءة في مقام تقديم الشراب على الاقل , او لان النبي صلى الله عليه وسلم هو من طلب الشراب ,
هذه بعض الاشكالات ترد عندي على كلامكم بارك الله في علمكم ونفع بكم وجزاكم كل خير
¥