تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المعنى من كلام ابن حزم رحمه الله أن القطعيات قد لا تستند إلى كتاب و لا سنة فهو في بداية تقريره لكيفية " تلقي العلم " و تعبيد الناس به ذكر هذه المقدمات الفلسفيه و قد سبق ابن حزم الى ذلك الشافعي في الرسالة غير أنه ألمح إلى أن حتى الحساب " توقيفي! " و أنه علم من الله و ربما دخل الحساب في اللغة فكان توقيفياً لأن الأرقام أسماء والله علم الأسماء كلها لآدم عليه السلام و قول الله عز وجل لآدم " هذه الشجرة " دلالة بالإشارة والعدد و إن قيل بأن الإشارة هنا للجنس فهي اشارة بلا عدد فتكون كل شجرة كهذه الشجرة و لكن مقتضى التوحيد أن يعلم آدم أن الله لا مثيل له و أنه واحد و هذه أشياء داخلة في الفطرة و قال الشافعي في الرسالة:

قال الله تبارك وتعالى في المتمتع (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) فكان بينا عند خوطب بهذه الآية أن صوم الثلاثة في الحج والسبع في المرجع عشرة أيام كاملة قال الله * (تلك عشرة كاملة) * فاحتملت أن تكون زيادة في التبيين واحتملت أن يكون أعلمهم أن ثلاثة إذا جمعت إلى سبع كانت عشرة كاملة

كتب هذا في باب البيان ,

والصحيح أن العدد ليس شيئاً قطعيا فـ 1 + 1 قد تساوي اثنان و قد لا تساوي!

فلو قلت أن الحد في الخمر أربعون جلده فجلدة إلى جلدة قد لا تساوي جلدة أخرى إلى جلدة أخرى غيرها!. فالمساواه باعتبار التكرار و ليس باعتبار المماثله وهذا هو معنى العدد في الشريعة أما في الحساب فهو يقيني لأن " الواحد " في الحساب كمية لا جوهر لها! فهي كالصفر من حيث الحس و لكنها واحد من حيث النظر و العلم النظري وهذا ما سماه ابن سينا في كتابه المنطق " الفلسفة النظرية " وهي تهدف إلى معرفة الحق و الفلسفة العملية تهدف إل معرفة الخير و الوجود النظري لا يساوي الوجود العملي للحساب في حياتنا فـ 1 + 1 = 2 هذا حق و يقين بالنسبة لفلسفة النظر أما في الفلسفة العمليه قد تكون 1+ 1 = 2 من أبطل الأباطيل!.

و الكلام يطول!.

وكون الحس يقين قطعي هذا لا يسلم له و الا فالسند المتسلسل بالتحديث من أوله إلى آخره مستنده السمع و البصر فلزم أن يكون خبر الواحد قطعي كمتواتر القران وهذا باطل عقلا و شرعا فالشريعه قالت بالشاهد والشاهدين و الأربعة شهود فلو كان العدد لا عبرة فيه لكان هذا التعدد من العبث الذي ينزه الشارع عنه!.

أما تعليل العدد و تعدده في الشريعه فهذا أكثره تعبدي لا يد لنا للوصول اليه.

وفي الفلسفة يتكلمون عن القطعي بالنسبة لـ " الحق الذاتي " أي ما تدركه أنت على وجه الحقيقة و لكن ما تدركه أنت على وجه الحقيقة لا يلزم أن يكون هو " الحق الحقيقي المطلق " و الا لما كان للنبوة مقام يذكر فالأنبياء لم يعتمدوا في رسالاتهم على الحس في شئ الا في اثبات المعجزات حيث يفهم الناس بحواسهم ما لا يستهدون اليه بغير ذلك.

و قول ابن حزم رحمه الله أن العربية ليست أفضل اللغات مستنده إلى أن اللغة توقيفية فإن أثبت أنت أن اللغة التي تعلمها آدم من ربه هي العربية سلمنا بما تقول أما إن كانت غير ذلك وهذا ما يرجحه الامام ابن حزم فالأفضل منوط بما تعلمه آدم من ربه فالله خير معلم و الأصل خير من فرعه فان كانت اللغة توقيفية فما بعد ما تعلم آدم من ربه لا يعدو أن يكون فرعاً " مهجنا أو محرفا ً " عن الأصل فكيف يكون أفضل من أصله؟ فان قلت مبانيها خير من مباني غيرها قلنا طالما أنها ليست لغة آدم الأولى فهي من نتاج أفكار الناس و اختراعهم فلا يتميز في ذلك مخترع عن مخترع فهي و غيرها سواء و اختصاصها بالوحي الخالد دليل على فضلها وليس دليل على أنها الأفضل و قد خلق الله أول ما خلق آدم و قد قال " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " و ثبت في البخاري عن أهل الجنة " على خلق ابيهم آدم على صورة رجل واحد ستون ذراعا في السماء " و لم يلزم من هذا أن يكون آدم خير من محمد صلى الله عليه و سلم الذي هو دون أبيه في الخلقة بل إن في ظهره خاتم النبوه وقد قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه و سلم: دعني أراه فإني طبيب!. فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه و سلم ذلك و قال: طبيبه الذي خلقه و هو عند أحمد , أحسبه.

ثم تقول:

أنكار ابن حزم لعلم العلل حيث , ثم تورد كلامه.

وهذا ما دفعني للرد

و الصحيح أنه لا ينكر العلل و تجد ذلك في رسالته " النبذ " بتحقيق محمد صبحي حلاق وهي مطبوعه و قد قال أنه إن طعن في الراوي بجهالة أو سوء حفظ أو غفلة أو رمي الحديث بالارسال فالحق كله مع من كانت معه البينة على ذلك.

أما التعليل بلا بينه فحتى عجائز نيسابور تنكره الا أن فضل العالم يرجح قوله على قول غيره بفضله لا ببينته إذا تساوى هو و مضاده في جهالة البينة.

والله أعلم.

وقد قطعت عهدا أن لا أكتب في المنتدى غير أن كلامي هذا الذي كتبته الآن تم حذف موضوع كان هو داخل في ضمنه اسمه " التحقيق والجزم على قواعد ابن حزم " فانا أعيد سابق كلام.

بارك الله فيك و وفقك لما يحب و يرضى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير