تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفتاوي السريعة في هدم الشريعة!]

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 02 - 04, 10:29 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

ففي موسم الحج كل عام يكثر الكلام في العلم، ومسائله والنقاش، والأخذ والرد،وطرح مسائل الخلاف .... ويقتحم في ذلك من يحسن ومن لا يحسن!

ولا يحس بخطر ذلك إلا من وفقه الله لاتباع الهدى، وابتغى نجاة نفسه بتخليصها لا بتخليص السائل.

قال البيهقي في المدخل ص 437:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أبنا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبدالله ثنا عبدالرزاق أبنا معمر قال: سأل رجل عمرو بن دينار عن شيء فلم يجبه، فقال: إن في نفسي منها شيئا فأجبني،

فقال عمرو: والله لأن يكون في نفسك مثل أبي قبيس أحب إلي من أن يكون في نفسي منها مثل الشعرة!. وانظر الطبقات الكبرى 5/ 480.

دعاني لكتابة هذا أني جلست في مجلس فقال لي أحد القادمين من الحج: حج معنا رجل فلما لبس ملابس الإحرام ـ وقبل أن يحرم ـ طيب إحرامه! فقلنا له لا يجوز ... والطيب في البدن .. إلخ

قال: فلما قدمنا إلى مخيمنا سأل من أفتاه هناك؟ فقال له: الأمر واسع!!

وقال لي أيضا: أنه واجه على جسر الجمرات بعض من يعرفه من أبناء بلده يوم الحادي عشر وقد رموا الجمرة الصغرى والوسطى، ولم ولن يرموا جمرة العقبة لأنهم رموها يوم العيد!

قال: من علمكم هذا؟ قالوا: مفتينا!

وأخبرني عن أخيه أنه قال في تلبيته: لبيك حجا وعمرة فطاف للقدوم وسعى ثم وقف بعرفة ثم مزدلفة .... وترك المبيت بمنى ليلة الحادي عشر فسألهم؟

فقالوا: عليك دم بترك المبيت، فقال: أدفع قيمة هدي .. فقالوا: ادفع هدي لترك المبيت، أما دم القران فقالوا له: ماذا نويت؟ قال: الحج فقالوا:إذن لاهدي عليك إلا هذا لترك المبيت!

وأخبرني أن أخاه بعد هذا رمى يوم الثاني عشر وطاف للوداع وسافر! فقلت له: هل طاف طواف الحج؟ فقال: لا، فقلت هل نواه للحج والوداع أو للحج؟ قال: لا نواه وداع ولا يدري أنه بقي طواف للحج!

فتكلم مباشرة أحد الحاضرين وقال: أبدا لا شيء عليه على رأي الشافعية يقع الوداع بنية الحج! .....

إلى غير هذا من الفتاوي السريعة التي تهدم الشريعة، وتدل على جهل المقدمين عليها والمتسارعين فيها وقد جاء في الخبر" أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار ". رواه الدارمي مرفوعا 1/ 69.

وعند عبد الرزاق 10/ 262: عن معمر عن أيوب عن نافع قال: قال ابن عمر:" أجرأكم على جراثيم جهنم أجرأكم على الجد".

ولا يخفى على الكثير تحذير السلف وخوفهم من الفتيا ويكفي في ذلك مارواه ابن المبارك في الزهد ص19:

قال أخبرنا سفيان عن عطاء بن السائب عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال" أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ أراه قال في هذا المسجد ـ فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.

ورواه ابن سعد في الطبقات 6/ 110 وأبو خيثمة في العلم ص 10 والفسوي في المعرفة 3/ 114وغيرهم.

لذا أذكر نفسي وإخواني بهذا الأمر الخطير الذي كثر التساهل فيه وأنصح بقراءة:

ما كتبه العلامة حمود التويجري رحمه الله في كتابه تغليظ الملام على المتسرعين إلى الفتيا وتغيير الأحكام.

وما سطره الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله في كتابه موارد الظمآن 1/ 132 - 139

و زجر السفهاء عن تتبع رخص الفقهاء للشيخ جاسم الفهيد الدوسري.

والله أعلم.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 04, 12:19 ص]ـ

ينظر:

التعالم للشيخ بكر أبو زيد ص 31 و89

ـ[المنيف]ــــــــ[07 - 02 - 04, 12:41 ص]ـ

جزاك الله كل خير على هذه اللفته

ـ[السدوسي]ــــــــ[07 - 02 - 04, 09:59 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي على هذا التنبيه.

ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[17 - 02 - 04, 04:34 ص]ـ

* رابط جيد:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2942&highlight=%C7%E1%DD%CA%ED%C7

وقد عقد الخطيب البغدادي رحمه الله فصلاً رائعا في كتابه الماتع الفقيه والمتفقه ((باب الزجر عن التسرع في الفتوى مخافة الزلل))

قال تعالى:

(((قال الله تبارك تعالى (ستكتب شهادتهم ويسألون)

وقال تعالى (ليسأل الصادقين عن صدقهم)

وقوله سبحانه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

وكانت الصحابة رضوان الله عليهم لا تكاد تفتي إلا فيما نزل ثقة منهم بأن الله تعالى يوفق عند نزول الحادثة للجواب عنها وكان كل واحد منهم يود أن صاحبه قد كفاه الفتوى ...

ثم ذكر رحمه الله آثاراً في ذلك وكثير منها صحيح ..

ثم عقب بقوله:

قلت:

وقل من حرص على الفتوى , وسابق إليها , وثابر عليها إلا

قلّ توفيقه , واضطرب في أمره

ومن كان عنده فسحة من الوقت أو كان عنده كتاب الفقيه والمتفقه في جهازه فلينقل لنا ما قاله في الفصل كاملاً غير مأمور .. فهو كلام رائع وجميل .. ((2/ 394))

فاللهم وفق العلماء العاملين ,, لما تحب وترضى ,, ووفقهم لسداد القول العمل .. وألحقنا بركبهم .. يارب العالمين ..

-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير