تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-أنا يا مطوع إذا كنت ماشياً في أرض منقطة موحشة لا أنيس بها ولا أحد ولا أثر لحياة ولا لأحياء، ثم وجدت فتاة كلها فتنة جالسة في ذلك القفر الموحش، واستنجدت بي وطلبت مني أن آخذها معي لأوصلها إلى أهلها فهي ضائعة، وأنا شاب أخشى الفتنة، ولو أمنت على نفسي الفتنة لم آمن من كلام الناس وتهمتهم لي إن أنا أقبلت بها عليهم. فماذا أفعل؟ أأتركها فتهلك، أم آخذها مع خوفي من نفسي وخوفي على نفسي وطربت لهذا السؤال، وعجبت من فصاحة هذا البدوي في صياغته وإلقائه مع أن موضوع السؤال يعد من الواقعات التي يصادفها البدو أحياناً، فهي ليست صورة خيالية، وقلت في نفسي. الآن نسمع العجائب من فقه بواب (كلية الشريعة). قال البواب المفتي:

- تتركها ولا تأخذها لأن العلماء قالوا: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

وضحكنا أنا وصديقي من هذا الجواب، وبينما كان السائل البدوي يناقش هذا المفتي العجيب، ويراوده عله يغير فتواه كأنما الفتاة التي تصورها في السؤال ملقاة فعلاً في الفلاة تنتظر الفتوى، قال لي صديقي: لا يحل لنا السكوت.

قلت: يا أبا فلان، هذه الواقعة فيها دليل من السنة.

فلما سمع صوتي قال: ها .. هنا بعض المشايخ إذن هم أولى بالفتوى مني اسمعوا منهم.

وأكملت تعليقي على فتواه:

لما مر صفوان بن المعطل السلمي ووجد أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الفلاة، وكان الركب قد مضوا إلى المدينة النبوية وحملوا هودجها ولم ينتبهوا إلى خلوه منها لخفة وزنها، فجلست أم المؤمنين متلفعة بجلبابها حتى مر بها صفوان، فلما رآها وعرفها استرجع، ولكنه لم يتركها، بل أناخ جمله ثم تنحى عنها حتى ركبت، وأخذها إلى المدينة دون أن يلقي بالاً لما يمكن أن يقوله المنافقون، وفعلاً هذه الواقعة هي التي استغلها المنافقون فرموا أم المؤمنين عائشة بالإفك، ثم أنزل الله براءتها من فوق سبع سموات قرآناً يتلى إلى يوم الدين ...

فلا يحل إذن للسائل أن يترك تلك الفتاة معرضة للهلاك أو حتى للفساد إذ قد يمر بها فاسق، وذلك من أجل مفسدة متوهمة، بل يتوكل على الله ويأخذها معه ويوصلها إلى أهلها وأجره على الله.

د. عبد العزيز القارئ

مجلة البيان العدد 19 - ص27

الهوامش:

1 - أي حاشية السلطان، كما بيناه في الحلقة السابقة.

2 - تفسير ابن جرير: 3/ 327.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 01 - 05, 12:53 م]ـ

دعاني لكتابة هذا أني جلست في مجلس فقال لي أحد القادمين من الحج: حج معنا رجل فلما لبس ملابس الإحرام ـ وقبل أن يحرم ـ طيب إحرامه! فقلنا له لا يجوز ... والطيب في البدن .. إلخ

قال: فلما قدمنا إلى مخيمنا سأل من أفتاه هناك؟ فقال له: الأمر واسع!!

أخي الفاضل السديس

إن كان الأمر واسعاً كما علمت، فلم تضيق على الناس؟!

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[14 - 01 - 05, 01:20 م]ـ

أخي الفاضل السديس

إن كان الأمر واسعاً كما علمت، فلم تضيق على الناس؟!

أقول للأمين:

وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً - وآفته من الفهم السقيمِ

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 01 - 05, 04:12 م]ـ

الأخ محمد الأمين

لعلك تعيد قراءة الكلام مرة أخرى ليتضح لك من هو المتكلم

ومرادي من النقل ..

(فالسرعة مقصود ذمها هنا!)

ثم يا أخي أنا لم أضيق ...

أنا أحكي صورة من تعجل بعض المتصدرين للفتوى، وتساهلهم في إصدار الفتاوى، وإن كان قد يصادف قولا مرجوحا لأهل العلم!

بل قد يوافق الحق لكن من غير علم بل مصادفة.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 05, 09:44 م]ـ

الأخ السديس، تفضلت بالقول:

"دعاني لكتابة هذا أني جلست في مجلس فقال لي أحد القادمين من الحج: حج معنا رجل فلما لبس ملابس الإحرام ـ وقبل أن يحرم ـ طيب إحرامه! فقلنا له لا يجوز ... والطيب في البدن .. إلخ قال: فلما قدمنا إلى مخيمنا سأل من أفتاه هناك؟ فقال له: الأمر واسع!! "

وليس في كلامك أنه ليس أهل للفتوى ولا أنه أفتى بمجرد الظن. فربما كان ذلك الرجل قد رجع لأقوال الصحابة فوجد فيها الخلاف الواسع الذي علمت، فقال بأن الأمر واسع. أما لو كان قد أفتى بمجرد الهوى فلا شك أن في ذلك ضلال.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:22 ص]ـ

خاص للأخ محمد الأمين:

الرجاء الرد على ما في هذا الرابط، وإلا .... !

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير