تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الجود]ــــــــ[14 - 02 - 04, 03:48 ص]ـ

عِيْدُ الحُبّ

د. رقية بنت محمد المحارب

21/ 12/1424

12/ 02/2004

فَاجَأت نورة صديقاتها صباح أحد الأيام بوردة حمراء وضَعَتْها على صدرها، حيث بادرنها بابتسامة أتبعنها بمسائلتها: ما المناسبة؟ أجابت: ألا تعلمن أن اليوم هو يوم الحب، وأن الناس يحتفلون به ويتبادلون التهاني .. إنه احتفال بالحب، بالرومانسية، بالصدق، إنه يوم (فالنتاين) ومضت في فخر تحدثهن عما رأت في تلك القناة الفضائية. لكن أمل _ وكانت تستمع باهتمام _ سألت نورة –متعجبة-: ما معنى فالنتاين؟ قالت: إن معناه الحب (باللاتينية) .. ضحكت أمل التي تميزت بالثقافة والاطلاع من هذا الجواب وقالت: تحتفلين بشيء لا تعرفين معناه!. إن فالنتاين هذا قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي، ومضت تقول لهن ما حدث لهذا القسيس، وأن عيد الحب ما هو إلا احتفال ديني خالص تخليدا لذكرى إحدى الشخصيات النصرانية .. وتأسفت أمل على حال بعض بناتنا اللاتي يتلقين ما يقال لهن ويعملن به دون أي تفكير.

قصة عيد الحب:

قالت أمل لصديقاتها: إن الموسوعة الكاثوليكية ذكرت ثلاث روايات حول فالنتاين، ولكن أشهرها هو ما ذكرته بعض الكتب أن القسيس (فالنتاين) كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني. وفي 14 فبراير 27م قام هذا الإمبراطور بإعدام هذا القسيس الذي عارض بعض أوامر الإمبراطور الروماني .. ولكن ما هو هذا الأمر الذي عارضه القسيس؟ قالت أمل: لقد لاحظ الإمبراطور أن هذا القسيس يدعو إلى النصرانية فأمر باعتقاله، وتزيد رواية أخرى أن الإمبراطور لاحظ أن العزاب أشد صبرا في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب لجبهة المعركة ابتداء فأصدر أمرا بمنع عقد أي قران، غير أن القسيس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر يعقد الزوجات في كنيسته سرا حتى اكُتشِف أَمْره وأُمِرَ به فسجُن. وفي السجن تعرف إلى ابنة لأحد حراس السجن، وكانت مصابة بمرض، فطلب منه أبوها أن يشفيها فشفيت _ حسب ما تقول الرواية _ ووقع في غرامها، وقبل أن يُعْدَم أرسل لها بطاقة مكتوبا عليها (من المخلص فالنتاين) وذلك بعد أن تنصرت مع 46 من أقاربها، وتذكر رواية ثالثة أن المسيحية لما انتشرت في أوروبا لفت نظر بعض القساوسة طقس روماني في إحدى القرى الأوروبية يتمثل في أن شباب القرية يجتمعون منتصف فبراير من كل عام، ويكتبون أسماء بنات القرية ويجعلونها في صندوق ثم يسحب كل شاب من هذا الصندوق، والتي يخرج اسمها تكون عشيقته طوال السنة، حيث يرسل لها على الفور بطاقة مكتوب عليها: (باسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة). تستمر العلاقة بينهما ثم يغيرها بعد مرور السنة!! وجد القساوسة أن هذا الأمر يرسخ العقيدة الرومانية ووجدوا أن من الصعب إلغاء الطقس فقرروا -بدلاً من ذلك- أن يغيروا العبارة التي يستخدمها الشباب من (باسم الآلهة الأم) إلى (باسم القسيس فالنتاين) وذلك كونه رمزا نصرانيا ومن خلاله يتم ربط هؤلاء الشباب بالنصرانية.

وتقول رواية أخرى: أن فالنتاين هذا سئل عن آلهة الرومان (عطارد) الذي هو إله التجارة، والفصاحة، والمكر، واللصوصية، و (جويبتر) الذي هوكبير آلهة الرومان، فأجاب أن هذه الآلهة من صنع الناس، وأن الإله الحق هو المسيح عيسى. قالت أمل: تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وتابعت أمل: يقول أحد القساوسة إن آباءنا وأمهاتنا يستغربون ما وصل إليه هذا العيد الديني، حيث أصبحت بعض البطاقات تحتوي على صورة طفل بجناحين يدور حول قلب وقد وُجِّه نحوه سهم. سألت أمل صديقاتها: أتدرون إلى ما ذا يعني هذا الرمز؟ إن هذا الرمز يعد إله الحب عند الرومانيين!! وقالت: إن أحد مواقع عيد الحب على الإنترنت زَيَّنَ حدوده بقلب يتوسطه صليب!

حكم الاحتفال بعيد الحب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير