[فوائد ولطائف حول التهنئة بالعام الهجري]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 - 02 - 04, 12:02 ص]ـ
هذه بعض الفوائد المتعلقة بهذه المسألة التي يكثر السؤال عن حكمها هذه الأيام:
قال السيوطي في رسالته "وصول الأماني بأصول التهاني" 1/ 83، والتي قال في مقدمتها (فقد كثر السؤال عن ما ـ هكذا كتبت ـ اعتاده الناس من التهنئة بالعيد،والعام، والشهر،والولايات ونحو ذلك، هل له أصلٌ في السنة؟ فجمعت هذا الجزء في ذلك):
"قال القمولي في "الجواهر" لم أر لأصحابنا كلاماً في التهئنة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، ورأيت ـ فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري ـ أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين، أهو بدعة أم لا؟
فأجاب: بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة، ولا بدعة، انتهى ـ أي كلام أبي الحسن المقدسي ـ.
ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج، ولم يزد عليه " انتهى كلام السيوطي.
وهذا النقل عن القمولي تتابع على نقله متأخروا الشافعية في مصنفاتهم في الفقه، كالشربيني وغيره.
مما سبق في نقل السيوطي، يستفاد ما يلي:
الأول: أن السؤال عن هذه المسألة قديم، فهذا الحافظ أبو الحسن المقدسي (ت: 611) يسأل عنها، ومثله المنذري (ت: 656) وهذا ـ فيما يظهر ـ يضعف القول بأن التهنئة بالأعوام جاءت من قبل النصارى، والذي بنى عليه بعض الفضلاء من أهل العلم منعهم لها.
الثاني: أن الحافظ أبا الحسن المقدسي، يرى التوسط في ذلك، وهو القول بالإباحة، فلا هي سنة ولا هي بدعة، وهذا ـ والله أعلم ـ مبني على أن التهاني من باب العادات، فلا يشدد فيها، وهذا هو الذي فهمه العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله،ففي كتاب "الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة" للشيخ عبد الله ابن عقيل ـ وهو كتاب حوى مراسلات بينه وبين شيخه العلامة عبد الرحمن ابن سعدي ـ جاء في ص (174) أن الشيخ ابن سعدي كتب لتلميذه ابن عقيل كتاباً، في 3/محرم/1367هـ، وكان في ديباجة رسالته: " ... ونهئنكم بالعام الجديد، جدد الله علينا وعليكم النعم، ودفع عنا وعنكم النقم ".
أقول: فلعل العلامة السعدي بنى تهنئته على هذا الأصل، وقد قرر ذلك في شرحه على منظومته في "القواعد".
وقد رأيت جماعة من مشايخنا ـ حفظهم الله وبارك فيهم ـ توسطاً توسطاً آخر، فقالوا: لا يبتدأ بها، ولا ينكر على من فعلها، وهذا رأي أشياخنا: الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد الكريم الخضير.
والله تعالى أعلم.
ـ[البخاري]ــــــــ[22 - 02 - 04, 02:42 ص]ـ
سمعتُ الشيخ ابن منيع يُجيزها
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 03:34 ص]ـ
إذن نهنئ إخواننا في الملتقى بالعام الجديد، ونسأل الله أن يجعله عام نصر وتمكين لأمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ويجمع كلمتها على الحق ويهلك أعداءها الذين يتربصون بها الدوائر.
آمين آمين آمين
ـ[ابن غانم]ــــــــ[25 - 02 - 04, 04:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تضعيف الشيخ عمر حفظه الله وبارك فيه القول بأن التهنئةبالأعوام جاءت من قبل النصارى واستدلاله على ذلك بأن السؤال عن هذا الأمر قديم كما ذكر فيه نظر، فالاحتفال بالمولد النبوي قديم بدأ في أواخر القرن الرابع الهجري في عهد ما يسمى بالدولة الفاطمية، وهو مأخوذ من النصارى كما قرر ذلك كثير من العلماء 0 قال السخاوي: إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر (التبر المسبوك /14) 0
وأنقل بعض ماورد في كتاب الأعياد وأثرها على المسلمين، وهو رسالة ماجستير مطبوعة للدكتور سليمان السحيمي:
ذكر في أمثلة الأعياد التي شابه فيها بعض المسلمين الكفار الاحتفال برأس السنة، وقال: كان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم من كل عام لأنها أول ليالي السنة، وابتداء وقتها 0 وكان من رسومهم في الاحتفال بهذه الليلة أن يقام حفل بذلك، وتعد الولائم الخاصة بهذه المناسبة من اللحوم والحلوى وتفرق على جميع أرباب الرتب وأصحاب الدواوين حتى يعم ذلك جميع أهل القاهرة ومصر وجميع الشعب 0 وعيد رأس السنة هو أحد أعياد اليهود كما نطقت به التوراة 0
ونقل عن القزويني أن اليوم الأول من محرم معظم عند ملوك العرب يقعدون فيه للهناء كما أن اليوم الأول من سنة الفرس كان عندهم معظما وهو يوم النيروز 0 ثم قال في الاحتفال بأول العام: وهذا الاحتفال هو أحد أعياد العرب في الجاهلية حيث كانوا يحتفلون في أول العام في المحرم ويعظمون رؤساءهم فيه، كما يفعله الفرس أيضا 0 وللأسف أن هذه البلوى سرت إلى بعض المسلمين إلى يومنا هذا حيث تحتفل بعض الدول الإسلامية بهذه المناسبة فتعطل الأعمال احتفالا بتوديع عام ماض واستقبال عام جديد 0
ثم ذكر في الأعياد الزمانية المبتدعة الاحتفال بالهجرة، وأن الاحتفال به يكون بإقامة الخطب والمحاضرات وعقد الندوات والتحدث عن هجرته ‘، وما لاقاه من قريش في أثناء الهجرة، واتخاذه يوم إجازة في بعض البلدان الإسلامية، كما ترسل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة 0 ثم قال: لا شك في أن هذا الاحتفال أمر محدث مبتدع لم يؤثر عن النبي ‘ ولا عن أحد من الصحابة ولا سلف الأمة، ولم يكن من السنة اتخاذ أيام الحوادث أعيادا وأفراحا 0وإنما كان أول من احتفل به فيما اطلعت عليه ناصرو البدعة من ملوك الدولة الفاطمية حيث كان أحد أعيادهم اتخذوه محاكاة لليهود والنصارى في اتخاذ رأس السنة عيدا لهم 0فمن ذلك الوقت حتى يومنا هذا نجد أن كثيرا من المسلمين اهتموا بهذه المناسبة وأولوها عناية فائقة وأضفوا عليها طابع القدسية والجلال حتى أصبحت كأنها شرعية 0 (الأعياد وأثرها على المسلمين /395) 0
فالذي يظهر أن التهنئة جزء وبقية من تلك الاحتفالات 0
ثم إن التهنئة بمرور عام ومجيء آخر لا وجه له، فهل يهنأ الإنسان على اقترابه من أجله سنة؟، وهذا ما يقال لمن يحتفل بعيد ميلاده: أتحتفل بنقص عمرك واقتراب أجلك؟