[اتباع الدليل وموافقة النص وعدم العدول عن ذلك أس الفقه وأساسه]
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 05 - 04, 08:45 م]ـ
يقع الخلط بين طلاب العلم والمتفقهه بين متابعة الاقوال المذهبيه ومتابعة النصوص الشرعية. ومما لحظته على بعض الاحبة المتفقهه خاصة , والمقلدة عامة , هو سلب قداسة النص والتعريض بجلالته بدعاوى باطلة وحجج زائفه.
إن من كمال الادب مع الله وتمام التأدب مع رسوله تعظيم النصوص وتقديمها وأعلم أخي الحبيب ان البعض قد وصل به لسان الحال الى ان جعل النصوص العربية والادلة الشرعيه (أعجميه) لاتفهم الا بترجمان ولا تعرف الا بوسائط وهي اقوال ائمتهم بل وصل الحال بالكثير الا جعل نصوص الائمة مقاربة للنصوص الكتاب والسنة. وهذا كذب وبهتان ورذاذة حال وقلة أدب مع الله ورسوله.
وإن من محاسن الظاهرية التى يدلون بها على أمة الاسلام وإن كانوا قد سلكوا بها سبيلا غير مهيعه , وطريقة عند اكثر علمائنا منكرة الا ان رب ضارة نافعة فقد اعادو شيئا من الهيبة للنص الشرعي بعد ان فقدت حتى صار الامام العلم في البلاد والمحلة مرجعه مختصر مذهبه وكتب أمامه ولا تجد لكتب السنة او تراكم القرآن ذكر عنده.
ولو تأملت أخي الحبيب في حال المبرزين من الاعلام والبارعين من أئمة الاسلام تجدهم ممن صدع بالحجة وجاهر بالبرهان , غير خائف ولا وسنان وتصفح التأريخ وتأمل في السنن , تجد ان من رفع الكتاب والسنة رفعه الله وان كثر حاسدوه و تعدد مناوئوه من لداته وأقرانه بله من كان أعظم منه مقاما وسنا من تبعة المذاهب.
فهذا ابن حزم قد خلد الفقه أثره وصار حاله في مسائله كما قال أبو الطيب المتنبى:
ويسهر القوم من جراها ويختصموا.
وهذا شيخ الاسلام وعمدة الانام ابن تيمية الحراني أمام الدنيا وحديث الناس ومقامه فوق ان يوصف وأعظم من ان يشار اليه وقد أجزم من أرفع أساب رفع ذكره وانبلها تعظيم كتاب الله واعادة الهيبة للنص الشرعي.
وكذا من بعده كالشوكاني ومن كان بسبيله من اعلام اليمن ممن سبقه كالصنعاني او قارنه او لحقه. فهل علمتم من علماء الزيدية او الشافعيه في اليمن من أحد, او هل عاينتم لهم من أثر , وما أخمل ذكرهم على عظيم علمهم الا التقليد وتقديم نصوص الائمة على الكتاب والسنة.
وأعلم اني انما ذكرت هذا لحادثة حدثت و واقعة حصلت , قبل ايام قليلة من بعض طلبة العلم وذلك لمسألة أفطار الحجام.
حيث نقل قول الجمهور من ان المحتجم لايفطر وذكر تفرد أحمد بهذا القول.
فقلت له النص صريح في هذا الباب (أفطر الحاجم والمحجوم) ولا معارض صحيح ولا حديث صريح في المعارضة فالحق مع احمد وجرى ذكر مسائل اخرى في هذ الباب.
وأعلم أخي الحبيب اني لست ممن يأمر بدفن كتب المذاهب ولا تحريقها معاذ الله وكلا والله بل منهجنا معروف في هذا الباب من تعظيم حال الائمة واقوالهم وتعظيم فتاوى ائمة المذهب انما هذه عظة عابرة وعبرة حاضرة أحببت تنفيسها و لاخواني اظهارها نسأل الله التوفيق والسداد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 11:16 م]ـ
أحب التوضيح للإخوة بأن الأخ الفاضل "المتمسك بالحق" من كنوز هذا المنتدى بعلمه وأخلاقه، إلا أنه -للأسف- يتبنى مذهب الظاهرية (فقهاً لا خلُقاً)، ويدافع عنه، غفر الله له.
وهذا المثال الذي ذكره -وفقه الله- لا يُسلّم له.
ولينظر ولينظر هذا الرابط هنا ( http://www.ibnamin.com/ نسخ%20الحديث. htm)
قال ابن حزم: «صح حديث "أفطر الحاجم والمحجوم" بلا ريب لكن وجدنا من حديث ابن سعيد "أرخص النبي r في الحجامة للصائم" وإسناده صحيح. فوجب الأخذ به، لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة. فدلّ على نسخ الفطر بالحجامة سواءً كان حاجماً أو محجوماً».
قلت: لا نسلم بهذا المثال بالنسخ لإمكان الجمع، بل النهي الأول محمول على الكراهة خشية أن يضعف الصائم. وأما إن كان قوياً فلا مانع أن يحتجم كما فعل نبينا عليه الصلاة والسلام. وكذلك فهم الصحابة الأحاديث، وفهمهم أولى لأنهم هم المخاطبون بها. فقد أخرج البخاري (2
685): أن ثابتاً البناني سأل أنس بن مالك t: « أكنتم على عهد النبي r تكرهون الحجامة للصائم؟». قال: «لا، إلا من أجل الضعف».
¥