[حكم الترجيع وترقيق الصوت للتأثير على المأمومين؟]
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[07 - 06 - 04, 04:24 م]ـ
الترجيع
بعض النصوص عن السلف في حكم تكرار الآيات في القراءة في الصلاة في الفرض:
قوله باب الترجيع هو تقارب ضروب الحركات في القراءة وأصله الترديد وترجيع الصوت ترديده في الخلق وقد فسره كما سيأتي في حديث عبد الله بن مغفل المذكور في هذا الباب في كتاب التوحيد بقوله أ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى ثم قالوا يحتمل أمرين أحدهما أن ذلك حدث من هز الناقة والآخر أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك وهذا الثاني أشبه بالسياق فإن في بعض الإشارة لولا أن يجتمع الناس لقرأت لكم بذلك اللحن أي النغم وقد ثبت الترجيع هذا الموضع فأخرج الترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجة وابن أبي داود واللفظ له من حديث أم هانئ كنت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجع القرآن والذي يظهر أن في الترجيع قدرا زائدا على الترتيل فعند بن أبي داود من طريق أبي إسحاق عن علقمة قال بت مع عبد الله بن مسعود في داره فنام ثم قام فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته ويسمع من حوله ويرتل ولا يرجع وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة معنى الترجيع تحسين التلاوة لا ترجيع الغناء لأن القراءة ترجيع الغناء تنافى الخشوع الذي هو مقصود التلاوة قال وفي الحديث ملازمته صلى الله عليه وسلم للعبادة لأنه حالة ركوبه الناقة وهو يسير لم يترك العبادة بالتلاوة وفي جهره بذلك إرشاد إلى أن الجهر بالعبادة قد يكون في بعض المواضع أفضل من الإسرار وهو ثم التعليم وإيقاظ الغافل ونحو ذلك. فتح الباري ج: 9 ص: 92 أهـ
* حكم ترقيق بعض الأئمة لأصواتهم للتأثير على الناس؟
قال ابن عثيمين في فتاوى الأركان ص357: (ملخصا) لا بأس به ولا حرج إذا كان في الحدود الشرعية.لحديث (لحبرته لك تحبيرا) لكن الغلو بحيث لا يتعدى كلمة واحدة في القرآن إلا فعل مثل هذا فهذا من باب الغلو ولا ينبغي فعله. انظر الفائدة رقم 44 نفس المستند.
*معنى قول أبي موسى حبرته لك تحبيرا.
يوضح ذلك ما رواه ابن سعد بسنده عن هارون بن يزيد و عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا موسى قرأ ليلة فقمن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن لقراءته فلما أصبح أخبر بذلك فقال لو علمت لحبرت تحبيرا ولشوقت تشويقا، فالمعنى من الآية أملت القلوب إلى معانيه واشتاقت إلى ثواب الله ونحوا ذلك وبهذا قال ابن عثيمين رحمه الله في فتواه فيمن يحسن صوته ليؤثر على الناس من غير تكلف.وكذلك مارواه ثابت عن أنس قدمنا البصرة مع أبي موسى فقام من الليل يتهجد فلما أصبح قيل له أصلح الله الأمير لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك فقال لو علمت لزينت كتاب الله بصوتي ولحبرته تحبيرا.
كما صح عن النبي r أنه قام بآية يرددها حتى أصبح كما أخرجه النسائي من طريق يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا قدامة بن عبد الله قال حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت سمعت أبا ذر يقول قام النبي صلى اللهم عليه وسلم حتى إذا أصبح بآية والآية (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وكذلك أخرجه ابن ماجه وأحمد إلا أن قدامة لم ينفرد به فقد تابعه فليت كما عند أحمد حدثنا محمد بن فضيل حدثني فليت العامري عن جسرة العامرية عن أبي ذر قال صلى رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فلما أصبح قلت يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها قال إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عز وجل شيئا.
*والترجيع في الأذان هو الرجوع بعد الشهادتين خافضا بها صوته إلى الجهر بها علانية.
مختار الصحاح ج: 1 ص: 99
وترجيع الصوت ترديده في الحلق كقراءة أصحاب الألحان
النهاية في غريب الحديث ج: 2 ص: 202
وفي صفة قراءته عليه الصلاة والسلام يوم الفتح أنه كان يُرَجِّع التَّرجِيعُ تَرْدِيدُ القراءةِ ومنه تَرْجيعُ الأذان وقيل هو تقاربُ ضُرُوب الحَرَكات في الصَّوت وقد حَكَى عبدالله ابن مُغَفَّل تَرْجيعَه بمدِّ الصَّوت في القراءةِ نحو آءآءآء وها
لسان العرب ج: 8 ص: 115
¥