تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أما أن نترك أمر الله تعالى بحجة الدين ودعوة الناس إلى الإلتزام بدين الله تعالى فنحن إذا كما قال تعالى (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (النحل: 92).

و أما قولك (ثم إن عملهم من الجهاد والدعوة فهم سفينة المجتمع يحمون الناس من أسباب الضلالة بإذن الله ألا نسقط عنهم الواجباب إذا كان يترتب على عملهم صلاح للأمة

أم يسقط رسول الله صلى الله عليه وسلم المبيت لرعاة الأنعام من أجل رعايتها ولا نسقط تاصلاة في المسجد عن من يحرسون الفضيلة

ألم يسقط رسول الله صلى الله عليه وسلم المبيت للعباس لسقاية الحجاج من أجل تنظيم الحجاج).

فهذا عجيب ..

أخي متى ما ثبت الشرع وجب التمسك به و لا نخالفه بأهوائنا و لا بآرائنا فانظر إلى قول الله تعالى (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: 63)

و هذه الآية أخي من تدبرها وجد فيها معاني عجيبة هي عين ما نراه اليوم من كثير ممن ينتسب للعلم و المشيخة و هو يخالف شرع الله تعالى بهواه و من اجل دنياه ثم يتعذر بالمصلحة و الحكمة و كأنه هو فقط الذي يعرف المصالح و المفاسد و غيره لا عقل له و لا تمييز و ما على الناس إلا التمسك برأيه و لو علم حقيقة المصالح و المفاسد لما خالف الوحي قيد أنملة.

فلا تجعلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم كأحدكم في الخطاب و التوقير و الإحترام و الطاعة فرسول الله ما أختاره رب العالمين إلا و هو أفضل الناس خلقا و خلقا و علما و عملا و أخشاهم لله و أتقاهم له فأي مقارنة بين شرعه و رأيكم و أي مقارنة بين دينه و دينكم.

لقد علم الله تعالى قلوبنا قبل أعمالنا و علم أن منا من يتسلل لواذا عن شرع الله بحجة المصلحة و الحكمة فإن من خالف هذا الشرع العظيم بحجة المصلحة و الحكمة مفتون بنص الكتاب لا نماري في هذا و لا نداري فدين الله أعلى و أجل من أن نحابي فيه فإن دارينا أو مارينا فيه فقد دارينا و مارينا في ربنا عز و جل.

أخي ما أسقط عن العباس و عن غيره إنما أسقطه رسول الله تعالى و لم يسقطه ابن عثيمين و لا أنا و لا أنت فأنى لك أن النبي صلى الله عليه و سلم أسقط عن المحتسبة وجوب صلاة الجماعة فكيف و صلاة الجماعة لم تسقط عن المجاهدين في سبيل فهم يصلون صلاة الخوف جماعة كما ثبت من فعل النبي صلى الله عليه و سلم بعدة أحاديث صحيحة إلا أن يشتد القتال و الخوف بحيث لا يستطيعون الصلاة جماعة هنا تسقط عنهم فأي مقارنة بين المحتسبة و بين هؤلاء الليوث الذين يجاهدون في سبيل الله للإعلاء كلمة الله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وقد وقع فى هذا طوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد

وسبب ذلك أنة ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر علية خلآفة كما ضاق نطاق المعتزلة ونحوهم من القدرية عن ذلك ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهى الشرعيين دون القضاء والقدر الذى هو إرادة اللة العامة وحلقة لآفعال العباد وهؤلآء اثبتوا القضاء والقدر ونفوا الأمر والنهى فى حق من سهد القدر إذا لم يمكنهم نفى ذلك مطلقا وقول هؤلآء شر من قولة المعتزلة ولهذا لم يكن فى السلف من هؤلآء احد وهؤلآء يجعلون الامر والنهى للمحجوبين الذين لم يشهدوا هذة الحقيقة الكونية ولهذا يجعلون من وصل الى شهود هذة الحقيقة يسقط عنة الامر والنهى وصار من الخاصة

وربما تأولوا على ذلك قولة تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (وجعلوا اليقين هو معرفة هذه الحقيقة وقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام ان الأمر والنهي لازم لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت لا يسقط عنه الامر والنهي لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك فمن لم يعرف ذلك عرفه وبين له فإن اصر على اعتقاد سقوط الأمر والنهي فانه يقتل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير