ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[28 - 06 - 04, 08:17 م]ـ
(وسئل - أي شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله - عن الذنوب الكبائر المذكورة فى القرآن والحديث هل لها حد تعرف به وهل قول من قال انها سبع أو سبعة عشر صحيحا أو قول من قال إنها ما اتفقت فيها الشرائع أعنى على تحريمها أو أنها تسد باب المعرفة بالله أو أنها ما تذهب الأموال والأبدان أو أنها إنما سميت كبائر بالنسبة والاضافة إلى ما دونها أو أنها لا تعلم أصلا وأبهمت كليلة القدر أو ما يحكى بعضهم أنها الى التسعين أقرب أو كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة أو أنها ما رتب عليها حد أو ما توعد عليها بالنار
فأجاب الحمد لله رب العالمين أمثل الأقوال فى هذه المسألة القول المأثور عن ابن عباس وذكره أبو عبيد وأحمد بن حنبل وغيرهما وهو أن الصغيرة ما دون الحدين حد الدنيا وحد الآخرة وهو معنى قول من قال ما ليس فيها حد فى الدنيا وهو معنى قول القائل كل ذنب ختم بلعنة أو غضب أو نار فهو من الكبائر ... ).
فتدبر كيف يحكم أهل العلم على الفعل المقرون بالنار بأنه من الكبائر ليس فقط محرما و الشوكاني رحمه الله لا يرى حتى تحريمه و يلزم قوله أنه لا يدخل في حكم الصغيرة لأن الصغائر من المحرمات.
و إتماما للفائدة ننقل تتمة الكلام السابق لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (ومعنى قول القائل ليس فيها حد فى الدنيا ولا وعيد فى الآخرة أى (وعيد خاص (كالوعيد بالنار والغضب واللعنة وذلك لأن الوعيد الخاص فى الآخرة كالعقوبة الخاصة فى الدنيا فكما أنه يفرق فى العقوبات المشروعة للناس بين العقوبات المقدرة بالقطع والقتل وجلد مائة أو ثمانين وبين العقوبات التى ليست بمقدرة وهى (التعزيز (فكذلك يفرق فى العقوبات التى يعزر الله بها العباد فى غير أمر العباد بها بين العقوبات المقدرة كالغضب واللعنة و النار وبين العقوبات المطلقة
وهذا (الضابط (يسلم من القوادح الواردة على غيره فانه يدخل كل ما ثبت فى النص أنه كبيرة كالشرك والقتل والزنا والسحر وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وغير ذلك من الكبائر التى فيها عقوبات مقدرة مشروعة وكالفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين واليمين الغموس وشهادة الزور فان هذه الذنوب وأمثالها فيها وعيد خاص كما قال فى الفرار من الزحف (ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (وقال (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (وقال (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (وقال تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم فى الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)
وكذلك كل ذنب توعد صاحبه بأنه لا يدخل الجنة ولا يشم رائحة الجنة وقيل فيه من فعله فليس منا وأن صاحبه آثم فهذه كلها من الكبائر كقوله (لا يدخل الجنة قاطع (وقوله (لا يدخل الجنة من فى قلبه مثقال ذرة من كبر (وقوله (من غشنا فليس منا (وقوله (من حمل علينا السلاح فليس منا (وقوله (لا يزنى الزان حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ... ).
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
و هذه كلمات للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، أنقلها بنصها من أحد أشرطته لما فيها من التوضيح الجيد في المسألة، ثم أتبع كلامه بكلام الإمام الرملي ـ رضي الله تعالى عن الجميع ـ:
يقول البوطي: ((الغناء أيها الإخوة، ليس صحيحا أنه مكروه بإطلاقه، فيه مكنا قال العلماء ما هو مباح، و لا أقول ما هو مندوب ... مباح ... ، و فيه ما هو مكروه، و فيه ما هو محرم، كما قال الشافعي في الجزء السادس من كتابه الأم .........
من المباح ذلك الغناء الذي سمعه عمر رضي الله عنه من إنسان يتحدث عن الشيب و المشيب و الموت و ضرورة محاسبة الإنسان نفسه، فبكى عمر لما سمع غناءه و قال: من كان مغنيا فليغن هكذا ...
¥