ثم إننا نعتقد أنهم قد خدموا الدين خدمة عظيمة، ونحن مَدينون لهم في حفظ كثير من أحكام الإسلام وفهمها، فجزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
فمن ينتقصهم ويطعن فيهم ويعيبهم ويذمهم فليس منا، ولا يمكن أن يكون سلفياً بحال من الأحوال؛ لأن السلفية هي اتِّباع طريقة السلف الصالح وتعظيمهم، والأئمة المجتهدون هم في طليعة هؤلاء السلف، ومن خيرهم، فنحن أولى الناس بتقديرهم وحبهم والدفاع عنهم.
أما من يفتري علينا ويقول للناس عنا خلاف الحق، وقالوا: أننا نبغض الأئمة ونطعن فيهم ونُسَفِّه آراءهم، واتخذوا من مخالفتنا بعض الأئمة في بعض المسائل الفقهية ذريعة إلى الكذب والأفتراء علينا.
وهاأنا أعلنها هنا وأقول: أنَّ كل ما نُقل عنا من ذلك هو كذبٌ واختلاق وليس له نصيب من الصحة أبداً، وهو خلافُ اعتقادنا ومذهبِنا، ونحن بريئون منه تماماً.
ولا يحسبنَّ أحدٌ أننا نقول هذا خوفاً من أحدٍ ومجاملةً لأحد، فنحن ولله الحمد لا نخافُ إلا الله سبحانه، وليس من شيمتنا الخوف والتملُّقُ وإرضاءُ الناس، فالحق عندنا أغلى من كل أحد، وقد علَّمَنا الإسلام الجرأة في الحق، والصراحة في الرأي، ونحن نتحدَّى من يدعي علينا خلاف ما ذكرنا أن يأتي بشبهِ دليلٍ على ذلك! وهيهات!!
أقول: نحن نحب الأئمة ونُواليهم، ولكننا في الوقت نفسه نفعلُ ما أمرنا الله عز وجل به من إجلال كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ندور مع الحقِّ حيث دار، ولا نظنُّ مسلماً واحداً يُخالفنا في هذا، فنحن نرى أننا مُلتزمون أولاً وآخراً باتباع الكتاب والسنة وإيثارهما على كل شيء، ولم يكن للأئمة هذا القدر العظيم إلا لأنهم خدموهما ودرسوهما واستنبطوا الأحكام منهما قدرَ جهدهم، وأجلوهم واتبعوهما، ولذلك فإذا وجدنا قولاً لأحد هؤلاء الأئمة يخالفُ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الواجب علينا وعلى كل من يبلغه ذلك أن يترك قول هذا الإمام لقول الله ورسوله، فإن هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى، لم يحيطوا بالسنة كلها جمعاً، وفاتهم أشياءُ وأشياءُ، فقد جهلوا بعض السنن فلم يعملوا بها، كما أنهم بلغتهم سنن أخرى من طرق ضعيفة فتركوها، ثم ثبتت صحتها من طرق أخرى، كما أنهم ظنوا بعض الأحاديث صحيحة فأفتوا بها، ثم ظهر ضعفها، وهكذا، فإن الأئمة المجتهدين قد وقعوا دون قصدٍ منهم في مخالفة الكتاب والسنة لأسباب كثيرة، وقد بين ذلك ووضحه أحسن بيان شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته القيمة: " رفع الملام عن الأئمة الأعلام "، وذكر فيها أن هناك أعذاراً عشرةً لمخالفة أي إمام حديثاً صحيحاً، وجُمَّاعها ثلاثة أمور:
أحدها: عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال شيئاً يخالف قوله.
والثاني: اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تلك المسألة بما قاله.
والثالث: اعتقاد أن ذلك الحديث منسوخ.ثم فصل رحمه الله هذه الأعذار، وضرب الأمثلة عليها بما يكفي ويشفي، فمن شاء التوسع في ذلك فليرجع إليها، وقد سبق شيخ الإسلام إلى هذا الإمام الكبير ابن حزم الظاهري في كتابه الفريد " الإحكام " (2/ 124ـ 134) في فصل فيه بيان سبب الاختلاف الواقع بين الأئمة في صدر هذه الأمة.
ولكن الأئمة رحمهم الله تعالى إذا خالفوا شيئاً من الكتاب والسنة فهم معذرون في ذلك ومأجورون كما ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجرٌ واح ".
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 08 - 04, 02:28 ص]ـ
يا أخي الحبيب
لو كنت ظاهريا فليس لي شأن بك
و أنا لم أطأ لك طرفا و لا أعرفك أصلا،و ليس لي أي تعامل معك على الملتقى
ولو كنت ترى أنك من الظاهرية المشوهة المذمومة التي ذكرها أخي زياد فأنت أدرى بنفسك
و لو كنت ترى أنك ممن وصفتهم أنا بـ (المتسلفة) و ليس السلفية، فأنت أيضا أدرى بنفسك ... فأنا لا أعرفك
و أنا وصفت فئة تنسب نفسها للسلفية قهرا .. وتبدع غيرها من أسيادها من أهل العلم السلفيين حقا كمحمد إسماعيل المقدم و الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف و طارق عوض الله و غيرهم من أهل العلم
فأنا حقا متعجب من وجه حملك هذا اللفظ على أهل الفضل!!! إلا أن تكون تدري من أقصد .. وأن تكون معدا لنفسك منهم
الله أعلم بما في الأمر
و أما طلبك بإغفالي الموضوع .. فمعذرة .. فهو فقط ـ على حسب لفظك ـ طلب و رجاء ... فأقول لكم: لا ... أريد أن أستفيد من هذا التفصيل لاختلاطه على كثير من الناس .. و لكني ما تبلورت النظرية في رأسي حتى أملك إقناع من أريد إقناعه .. فلما تكلم فيها أخونا زياد وجدت أنه الوقت المناسب للنظر في الأمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
و بالنسبة للمذهب الحنفي ...... نعم (هخليني) إن شاء الله تعالىفي المذهب الحنفي .... وهذا من فضل الله تعالى عليّ و على كثير ممن يدرسون مذاهب أهل العلم المعتبرة
ـــــــــــــــــ
و أما سلفيتي من عدمها ... فليس الحكم لك كما أنه ليس الحكم لي عليك
أخوك / محمد رشيد
¥