تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 371 من طريق خالد بن خداش عن حماد بن زيد به بلفظ: كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال والذي نجاني يوم بدر وكان يأخذ المصحف ويضعه على وجهه ويقول كلام ربي كلام ربي.

قال الهيثمي: رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح، وقال الذهبي: قلت مرسل. انتهى كلامه، اراد به الانقطاع بين ابن أبي مليكة وعكرمة، فإن ابن أبي مليكة لم يسمع من عمر وعثمان كما قال أبو حاتم، ولم يدرك طلحة كما قاله الترمذي، وعكرمة رضي الله عنه قديم الوفاة توفي في خلافة الصديق أو عمر.

وأخرجه الخطيب في التاريخ 10/ 320 من هذا الوجه أيضاً، قال القواريري راويه: كتب عني أبو عبد الله احمد بن حنبل هذا الحديث في الحبس وحديثا آخر.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/ 68 من هذا الوجه، لكنه قال: كتاب ربي.

وهذا الأثر فيه وضع المصحف على الوجه، وليس من لازمه التقبيل، لكن قال ابن مفلح 2/ 273: (ويجوز تقبيل المصحف .. وعنه يستحب لأن عكرمة ابن أبي جهل كان يفعل ذلك، رواه جماعة منهم الدارمي وأبو بكر عبد العزيز) انتهى كلامه، وقد وقفنا على رواية الدارمي وليس فيها لفظ التقبيل.

القول الثاني: كراهة تقبيله، وصرح بعضهم ببدعيته. انظر: المدخل لابن الحاج 1/ 189، والدر المختار 9/ 552، والآداب الشرعية 2/ 273.

قال ابن مفلح 2/ 273: (قال القاضي في الجامع الكبير: إنما توقف عن ذلك وإن كان فيه رفعة وإكرام، لأن ما طريقه القرب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يستحب فعله وإن كان فيه تعظيم إلا بتوقيف، ألا ترى أن عمر لما رأى الحجر قال: لا تضر ولا تنفع، ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، وكذلك معاوية لما طاف فقبل الأركان كلها أنكر عليه ابن عباس، فقال: ليس في البيت شيءٌ مهجور، فقال: إنما هي السنة، فأنكر عليه الزيادة على فعل النبي صلى الله عليه وسلم).

وتكريم المصحف وتعظيمه يكون في قراءته والعمل به، لا تقبيله والقيام عليه إذا أدخل كما يفعله بعضهم ... والورقة يجدها الإنسان فيها اسم الله ككتب أهل العلم وغيرها فتعظيمها رفعها من مكان المهنة إلى موضع الرفعة لا بتقبيلها. (انظر المدخل لابن الحاج1/ 189، وإتحاف أهل القبلة ص 74).

وخلاصة دليل هذا القول أنه لا يشرع تقبيل شيء من الجمادات إلا ما استثناه الشرع.

وهو الراجح عندي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير