أول كتبهم واعظم المصنفات عندهم (وهو عظيم) كتاب المدونة لسحنون التنوخي التى دونها من سؤالاته لعبدالرحمن بن القاسم.
والمدونة هي أصل كتب المالكية ومنبع علمهم فوقعت عليها الشروحات و التعليقات ومنها الاختصارت والتحريرات.
وقاربت مختصرات المدونة أكثر من 11 مختصر من أشهرها، مختصر ابن ابي زمنين الموسوم بالمغرب وقد اشتهر جدا عند المالكية، قال القاضي عياض: ليس في مختصراتها مثله باتفاق.
ومن اشهرها مختصر البراذعي المسمي تهذيب المدونة وهو مشهور جدا وهو اختصار على طريقة ابن ابي زيد القيرواني الذي اختصر المدونة من قبل، وقيل انه اختصار لمختصر ابن ابي زيد ذكره الحجوي وغيره ولم اتبين سبب قولهم؟ لان البراذعي نص على انه يسلك سبيل ابن ابي زيد وطريقته ولم ينص فيما أذكر على انه أختصره من مختصر القيرواني، و مختصر ابن ابي زيد من أشهر المختصرات لشهرة مصنفه حتى لقب (بمالك الصغير). وكان التهذيب غير مطبوع حتى طبع اخيرا بتحقيق محمد الامين ولد الشيخ والجز ء الاول منه فقط!
وممن اختصر المدونة الباجي صاحب المنتقى.
أما الشروح ففوق الحصر والمشهور منها فوق العشرة من أجودها واشهرها واجود كتب المالكية. البيان والتحصيل لابن رشد رحمه الله.
وهو كتاب جليل القدر عالي المكانة في دواوين الاسلام كلها.
قال ابن رشد في اوله: (وعلمت انه ان كمل هذا الشرح لم يحتج الطالب فيه الى شيخ فيفصح له عن معانيه ... بيان كل ما تفتقر اليه المسألة بكلام مبسوط واضح موجز يسبق الى الفهم .. الى آخر كلامه يرحمه الله).
وطريقته ان يذكر نص المسألة من المدونة ثم يعقب عليها مثاله:
قال مسألة:
وسئل (أي مالك) عمن مس ابطه ونتفه اترى ان يغسل يده .. قال نعم ذلك أحسن.
قال ابن رشد: ما أستحسن مالك من هذا حسن لانه مما شرع في الدنيا من المروءة والنظافة وإن لم يكن ذلك واجبا كوجوب غسل النجاسة.
وهكذا على هذه الطريقة يسير في كتابه البيان والتحصيل.
وقد صنف ايضا كتابا نفيسا سماه المقدمات الممهدات , صنفه كمقدمة على المدونة.
قال ابن رشد عن كتابه المقدمات كما في البيان والتحصيل أن من حصله (حصل به على معرفة مالايسع جهله من أصول الديانة وأصول الفقه وعرف العلم من كريقه وحصله من بابه وسبيله).
وقد مشى فيه على طريقة شيخه جعفر ابن رزق كما نص على ذلك وكان شيخه يقدم بمقدمات قبل كل درس يناظر بها التلاميذ وينبههم على خفي المسائل فيه.
وأجود طبعات الكتابين المقدمات و البيان. طبعة دار الغرب فيما أعلم وقد الحقت المقدمات في اول مرة تطبع فيها بالمدونة وذلك في طبعة المطبعة الخيرية بمصر ولازالت تُلحق (بالبناء للمجهول) بها غير ان دار لغرب افردتها في ثلاث مجلدات.
أما أشهر كتبهم ومتونهم على الاطلاق فهو مختصر (خليل) وسمعت الشناقطة يسمونه (سيدي - بكسر السين - خليل) و هذه ربما تكون من جنس التعظيم عندهم للمصنف.
وهو مختصر من مختصر ابن الحاجب الذي اختصر تهذيب البراذعي والذي اختصر (كما قيل) مختصر ابن ابي زيد الذي اختصر المدونة لمالك.
فصار كما قال الحجوي (محتصر مختصر المختصر بتكرر الاضافة ثلاث مرات).
وهذا المختصر يمكن ان يقال انه (أشهر مختصرات الاسلام على الاطلاق)، ولايوازيه مختصر في اي مذهب من المذاهب على الاطلاق شهرة وحفظا و اعتمادا فهو يكاد يكون الوحيد في المذهب المالكي ولايقارن به شئ من بقية المختصرات عندهم.
قال بعضهم: (فما تكون مسألة في الفقه الا وحكمها يأخذ من مختصر خليل اما منطوقا او مفهوما).
وهذا المختصر بناه خليل على الذي عليه الفتوى في المذهب واعتمد فيها على اقوال اربعة هم اركان المذهب المالكي ومحرروه.
وهم: ابن رشد و اللخمي و المازري و ابن يونس.
كما نص على ذلك في مقدمته وكان يقدم اللخمي على ابن رشد عند الاختلاف، بخلاف ابن عرفه كما ذكر الحجوي في الفكر السامي حيث قال ان ابن عرفه يقدم ابن رشد على اللخمي عند الاختلاف.
و نتيجة طبيعية لشدة الاختصار هذه صار على هذا المختصر الكثير من الشروح وعلى الشروح الحواشي وعلى الحواشي حواشي حتى زادت على الستين شرحا وحاشية.
ومن اشهرها عند المالكية شرح الزرقاني وعليه حواشي كثيرة من حاشية البناني.
ومنها شرح الخرشي وعليه حاشية العدوي والشرحين الصغير والكبير لدردير. والكبير عليه حاشية الدسوقي و عليها حاشية لعليش.
وكلها مطبوعة.
قال الحجوي: (المدونة فيها ثلاثة اسفار ضخام مفهومة بنفسها لاتحتاج الى شرح في الغالب لكن خليل لايمكننا أن نفهمه ونثق بما فهمناه منه الا بستة اسفار للخرشي وثمانية لزرقاني وثمانية للرهوني!!!!).
ومن الكتب الشهيرة عندهم كتاب الواضحة والعتبية والموازية غير انها طرحت بعد ظهور المختصرات.
ومن أشهر المختصرات رسالة ابن بي زيد القيرواني، وقد صنفها للصبيان الصغار، بطلب من بعض تلاميذه كما قال في اولها، وقدم فيها بعض مسائل الاعتقاد على طريقة السلف.وهناك شرح عليها طبع اخيرا اسمه تنوير المقالة للتتتائي وطبع الجزء الاول منه فقط. وافردت المقدمة وشرحت.
ومن أشهر كتبهم وأجلها / كتاب الذخيرة للقرافي وهو نسمة هواء عليلة في زمن الاختصارت ويصح ان يقال ان القرافي (مجدد) المذهب عند المالكية كما هو ابن تيمية عند الحنابلة.
لان هذا الكتاب صنفه على التوسع والتحرير مع العزو و التقرير وقد طبع في دار الغرب طبعة قيمة وقد اعتمد في تصنيفه على خمسة كتب منها (التلقين للقاضي عبدالوهاب). واستل الشرح من مايقارب الاربعين مصنفا من مصنفات المالكية كما ذكر ذلك في مقدمته.
واما كتاب التلقين للقاضي عبدالوهاب فهو من مختصرات المالكية المشهورة وقد شرحه المازري شرحا نفيسا بديعا على طريقة جميلة واكثره مفقود وانما طبع منه ثلاث مجلدات في الصلاة بتحقيق السلامي مفتى تونس وتحقيقه جيد.
هذا ما يحضرنى من كتب المالكية وتصانيفهم (المعتمد عليها عندهم).
والله الموفق.
¥