أما اثر العائلة الاولى فكان اكثر من جهة العدد والتنوع ففيهم المحدث وفيهم الفقيه وفيهم غير ذلك.
والعائلة الاخرى يغلب عليهم الفقه. ويجمع بين العائلتين أمور:
1 - تقريرهما للعقيدة السلفية ونشرها والتصنيف فيها والذب عنها.
2 - الجهاد والدعوة اليه.
أما اثرهما في الفقه فاعظم تأثير كان من شيخ المذهب الموفق ابن قدامة فصنف تصانيف بديعة نالت شهرتها في المذهب ومنها المغنى شرح الخرقي وهو اجل كتب المذهب بل الاسلام واجود طبعاته (دار هجر) تحقيق التركي و عبدالفتاح الحلو رحمه الله.
وكتابه الكافي (ت. التركي)، والمقنع، والعدة.
أما المقنع فحل محل مختصر الخرقي و اشتهر وصار علما، ونالته يد الحنابلة اختصارا وشرحا وتقريبا و تعليقا وجمعا. بما لم ينله متن اخر عندهم.
ومن اشهر الشروح شرح ابن ابي عمر الموسوم (بالشرح الكبير) وهو نسخ للمغنى وفيه زيادات يسيرة وقد نص على ذلك الشارح في مقدمة شرحه!
اجود طبعاته (دار هجر) تحقيق التركي و بهامشه الانصاف (ويأتي الكلام على جهود الشيخ التركي و ابن دهيش و ابراهيم بن عبدالحميد في نهاية الموضوع بأذن الله مع الكلام على جهود القاسمي والالوسي والفقي وال شاكر وغيرهم في الحقبة الخامسة).
ومن اعظم شروح المقنع شرح الامام العلامة (ابن مفلح) الموسوم بالمبدع وابن مفلح من اعلم الناس بالمذهب في هذه الحقبة. وقد طبع اخيرا طبعة فاخرة كبير.
ومن التصانيف على المقنع التصانيف التى جمعت زوائد الكافي والمحرر على المقنع ومن اشهرها (زوائد الكافي والمحرر على المقنع) لابن عبيدان الدمشقي. المتوفى سنة 734 (ط. السعيدية).
ولابن عبدالقوى منظومة دالية في زوائد المحرر على المقنع.
ومن اشهر هذه التصانيف في هذه الحقبة المحرر لمجد الدين ابن تيمية رحمه الله في مجلدين.
وعليه النكت على المحرر لابن مفلح مطبوع بهامشه.
ومن اشهرها كتاب الفروع لابن مفلح وهو كتاب جليل القدر جدا، وبهامشة تصحيح الفروع للمرداوي، وعليه حاشية مشهورة لابن قندس.
ومن ابرز ما في تصانيف هذه الحقبة الاعتماد على ترتيب المسائل الفقهيه مع ذكر الروايات والاقوال على وجه الاختصار وذكر المختار منها، وكذلك ظهور اقوال فقهاء المذهب وسردها في قالب فقهي واحد دون التفريق بين قول الامام وغيره و يكون التفريق كثيرا بمجرد الاشارة الى ان هذا وجه او قول او رواية او تخريج.
و قل الاعتماد على كتب الروايات وصار يعتمد على الكتب التى نقلت الاوجه وخرجتها وظهرت الكتب التى اعتمدت الجمع بين الكتب المختلفة مثل كتاب المستوعب للسامري وغيرها. وهذه خفف مؤنة المتفقه جدا وسهل له امر نسبة الروايات.
وظهر في هذه الحقبة اثر ابن تيمية رحمه واضحا جدا على الفقه الحنبلي بل الفقه عموما وظهر ذلك من خلال بروز اختيارته في كتب الحنابلة، وجعلها من اوجه الترجيح بن الاقوال.
و تقوية ابن تيمية لمذهب الاخذ بالرواية التى توافق الدليل من روايات احمد، وتطبيقه لهذا القول في كثير من المواضع.
وظهر تأثيره ايضا في نبذ التقليد الذي كان طاغيا، وظهور مدرسة في المذهب قائمة على تقوية الدليل.
ولايكاد يخلو كتاب حنبلي مصنف بعد وفاة شيخ الاسلام من ذكر قوله حتى هذه الازمنة المتأخرة.
وقد اتفق المحققون من الحنابلة على انه من اركان المذهب وان قوله من الاقوال المعتبرة في الترجيح.
وهذه الحقبة اكثر الحقب شهرة عند طلاب العلم؟ بينما الحقبة الثانية والرابعة و اوئل الخامسة يجهل الكثير منا شيئا كثير عنها.
وقد يكون من اسباب ذلك شهرة شيخ الاسلام وتلاميذه واتصال المصنفات لهذا العصر.
وتتميز هذه الحقبة ببروز اثر المدرسة الشامية وخاصة الدمشقية للحنابلة وضعف دور المدرسة العراقية. حتى صارت ناحية الصالحية بدمشق (جبل قاسيون) عاصمة الحنابلة بحق في ذلك الوقت.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 10 - 04, 09:06 م]ـ
الحقبة الرابعة
¥