تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانت هذه الحقبة امتداد لبروز المدرسة الشامية للحنابلة، و هذه الحقبة هي من أطول الحقب زمانا حيث يمكن ان يقال انها تمتد من منتصف القرن الثامن تقريبا الى الثلاثمائة بعد الالف اي اربعمائة سنة تقريبا. وكان لاصحاب هذه الحقبة تركيز على كتاب الفروع لابن مفلح وقد يكون من اسباب ذلك ان الامتداد العلمي لهذه الحقبة متأثر به رحمه الله حيث نجد ان من تلاميذه ابن قندس شيخ القاضي المرداوي اكثر المؤثرين في هذه الحقبة، حتى روي عن بعض علماء تلك الفترة انه كان يحفظ الفروع، و وقعت الكثر من الاختصارات والشروح والحواشي لهذا الكتاب في هذه الحقبة تحديدا.

وفيها ظهرت المدرسة المصرية للحنابلة وتميزت وبرزت، وهي متأثره بعاصمة الحنابلة في ذلك الوقت (الشام) ومدرستهم المشهورة التى خرجت الكثير من العلماء مدرسة الشيخ ابي عمر - حيث يمكن ان يقال انها جامعة الحنابلة الكبرى - فنجد مثلا قاضي مصر محب الدين القرشي وقاضي قضاة مصر بدر الدين السعدي كلهم ممن تتلمذ على يد المرداوي رحمه الله.

أما فيما يتعلق بتصانيف تلك الفترة فلعلنا نذكر كلاما جيدا ومهما لابن بدارن رحمه الله كمقدمة يقول رحمه الله: (واعلم ان لاصحابنا ثلاثة متون حازت اشتهارا ايما اشتهار اولها: مختصر الخرقي فان شهرته عند المتقدمين سارت شرقا وغربا الى ان ألف الموفق كتابه المقنع فاشتهر عند علماء المذهب قريبا من اشتهار الخرقي الى عصر التسعمائة حيث الف القاضى علاء الدين المرداوي التنقيح المشبع ثم جاء بعده تقي الدين أحمد بن النجار الشهير بالفتوحي فجمع المقنع مع التنقيح في كتاب اسماه منتهى الارادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات فعكف الناس عليه وهجرو ما سواه).

أما اشهر التصانيف في هذه الحقبة فكما ذكر ابن بدران رحمه الله ان اشهرها التنقيح المشبع (وهو مطبوع).

ثم كتاب ابن النجار منتهى الارادات وهو مشهور ونفيس جدا (ط. التركي خمسة مجلدات مع حاشية نفيسة لعثمان النجدي).

ثم صنف على هذا لكتاب شرحان مشهوران الاول: للبهوتي رحمه الله (مطبوع).

والثاني للمصنف نفسه واسماه معونة اولى النهى (مطبوع).

وبالمقارنة بين الشرحين يظهر ان شرح ابن النجار لكتابه انفس وانفع، ذلك ان شرح البهوتي اشبه بالاختصار كما نص هو نفسه على ذلك في مقدمة شرحه، وأما ما ذكر من ان بعض كلام ابن النجار لايشفى الغليل وفيه تطويل فغير مسلم، وقد ذكر هو رحمه الله انه اعتمد في شرحه على المنتهى على شرح المصنف مع شرحه على الاقناع.

ومن المصنفات المشهورة في هذه الحقبة. فمنها مغنى ذوي الافهام ليوسف بن حسن المعروف بابن المبرد الصالحي.

ومنها كتاب الانصاف للمردواي وهو كتاب نفيس لايستغنى عنه حنبلي مشى فيه على طريقة المتأخرين واستوعب اكثر الروايات في المذهب.

ومنها تصانيف الحجاوي رحمه الله واشهرها كتاب زاد المستقنع وهو من اشهر متون الحنابلة ثم كتاب الاقناع.

وعلى يد الحجاوي وصارت اليه الرحلة من علماء المذهب النجديين و ظهر تأثر علماء نجد الحنابلة والاحساء بالشيخ شرف الدين ابو النجا رحمه الله، ولذلك اشتهرت كتبه حتى وجدت مخطوطات خطت بيد علماء نجد من تلاميذ الحجاوي لكتابه الاقناع، ولبعض علماء نجد رحلة الى مصر والتتلمذ على علماء الحنابلة في ذلك الوقت.

وفي هذه الفترة ايضا برزت المدرسة المصرية الحنبلية وذلك على يد الشيخ منصور البهوتي صاحب الكتاب المشهور الذي صار من عمد الحنابلة حتى زمننا الحاضر (الروض المربع) وهو شرح على زاد المستقنع. وصارت قبلة لطلاب العلم.

وبرز اثر الشيخ البهوتي جليا و لو لم يصنف الا الروض المربع لكان كافيا لانه اجل كتب الحنابلة، وكثرت الحواشي عليه جدا ومن اشهرها حاشية ابن فيروز التميمي الاحسائي وهي حاشية مشهورة غير انه لم يتم الكتاب وقد نقل منها الشيخ العنقري في حاشيته على الروض.

والحاشية المشهورة الجليل حاشية ابن قاسم (ويأتي الكلام على هذه الحواشي في الحقبة الخامسة حيث ظهر مذهب الحنابلة في الجزيرة وظهرت مدرسة الحنابلة في الجزيرة).

المحصل ان الكتاب كثرت عليه التعليقات والحواشي وهو جليل القدر جدا.

وكثرت تصانيف الشيخ البهوتي رحمه الله واكثرها حواشي و على طريقة دمج المتن مع الشرح وهذه طريقة غالبة عليه يرحمه الله، وصنف عمدة الراغب وهو مختصر في المذهب.

ثم ظهرت تصانيف الشيخ العلامة مرعي الكرمي يرحمه الله ومن اشهرها متن (دليل الطالب) وهو مختصر من متن منتهى الارادات، وأشتهر المتن جدا وظهر وتعددت شروحه ومنها شرح نيل المآرب، وتعددت منظوماته كمنظومة الرحيبي ونظم الدليل للعريكان النجدي وغيرهما.

وللشيخ مرعي تصنيف جليل اسماه غاية لمنتهى.

ومن المصنفات المشهورة متن (أخصر المختصرات) لابن بلبان وهو مختصر من كتابه كافي المبتدي.

ومن هذه التصانيف كتاب هداية الراغب شرح عمدة الطالب للشيخ عثمان النجدي الحنبلي المحقق المشهور. وهو كتاب نفيس مطبوع.

وظهرت تصانيف علماء نجد الذي تتلمذ اكثرهم على علماء الشام الحنابلة وبعضهم قصد مصر وتتلمذ على علماءها وكان المذهب الحنبلي ولازال هو الغالب على بلاد نجد وبعض الاحساء وله مقام في الحجاز مع بقية المذاهب الاربعة.

لكن لم تنل هذه المصنفات حظها من الشهرة ولم تتميبز المدرسة النجدية وتظهر في تلك الحقبة ولم يعهد ان قصدها احد للتتلمذ في المذهب، حتى آخر الحقبة الخامسة حيث صارت مقصد الحنابلة والسلفية وظهر المذهب بها ظهورا قويا كما سيأتي ان شا ءلله.

هذه أشهر المصنفات التى تحضرني من مصنفات الحنابلة في هذه الحقبة وعمدهم رحمة الله تعالى عليهم.

ويتلوه بأذن الله الحقبة الخامسة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير