تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى – في التبيان ص44/ 45:

" ولا يشين المقرئ إقراءه في طمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه، سواء كان الرفق مالا، أو خدمة وإن قلّ، ولو كان على صورة الهدية، التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه " أهـ.

قال ابن الجزري تعليقا على كلام النووي في المنجد ص 61:

"وحسن التفصيل، كما قيل في القاضي: لا يخلو؛ إما أن يكون القارئ كان يهدي للشيخ قبل قراءته عليه، أو لا، فإن كان؛ فلا يكره " أهـ

قلت: إذا أعطى الطالب شيخه الهدية برغبته ودون عسر عليه فلا شيء في ذلك، وإنما مربط الكلام في الذين يشترطون ويشقون على الطالب وإذا لم يستطع أن يأتي بالهدية فضحه الشيخ، وربما منع منه الإجازة حتى يأتي بالهدية، نسأل الله العفو والعافية.

ولله در شيخنا الجليل العلامة / بكري الطرابيشي-حفظه الله- الذي كان يرفض حتى زجاجة العطر من الطالب، وأخبرني أحد الإخوة أنه أهدى له هدية بسيطا بعد إلحاح شديد على الشيخ فأخذها الشيخ، وردها عليه الشيخ بهدية ثمينة جدا، والله أعلم.

******************

س9: ما هي الفترة التي يختم فيها الطالب القرآن برواية أو قراءة أو أكثر على شيخه لينال الإجازة؟

أوردت هذا السؤال لأن بعض إخواننا من القراء المتقنين ذهب إلى شيخ وقرأ عليه القرآن في أربعة أيام، فقيل له: أخذ الإجازة في أربعة أيام، ما هذا التساهل؟ وذلك لأن المتكلم لا يفرق بين متقن وغيره، وعلى العموم أنقل ما قاله ابن الجزري في هذه المسألة، حيث قال في المنجد (64 - 65 - 66) دار الفوائد:

" ويستحب أن يسوّي بين الطلبة بحسبهم، إلا أن يكون أحدهم مسافرا، أو يتفرس فيه النجابة، أو غير ذلك، وله أن يقرئهم ما شاء كثرة وقلة.

وأما ما ورد عن السلف من أنهم كانوا يقرئون ثلاثا ثلاثا، وخمسا خمسا، وعشرا عشرا، لا يزيدون على ذلك، فهذه حالة التلقين، وأما من يريد تصحيح قراءة أو نقل رواية، أو نحو ذلك؛ فلا حرج على المقرئ أن يقرئه ما شاء.

وقد قرأ ابن مسعود – رضي الله عنه – على النبي – صلى الله عليه وسلم – من أول سوة النساء إلى قوله تعالى (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)] النساء /41 [.

وقال نافع لورش – لما قدم عليه وسأله أن يقرأ عليه -: بِتْ في المسجد، فلما اجتمع عليه أصحابه قال لورش: أبتَّ في المسجد؟ قال نعم، قال: أنت أولى بالقراءة، فقرأ عليه القرآن كله في خمسين يوما، وعلى هذا مضت سنة المقرئين.

وقد قرأ الشيخ نجم الدين عبد الله بن عبد المؤمن – مؤلف الكنز – القرآن كله جمعا بالعشر على شيخ شيوخنا الإمام المسند تقي الذين محمد بن أحمد الصائغ لما رحل إليه إلى مصر في مدة: سبعة عشر يوما.

وقرأت أنا على شيخنا العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ، لما رحلت إليه الرحلة الأولى إلى مصر، وأدركني السفر، وكنت قد وصلت إليه إلى آخر (الحجر) جمعا للقراءات السبع، بمضمن " الشاطبية "، و " العنوان " و/ " التيسير "، فابتدأت عليه (النحل) ليلة الجمعة، وختمت عليه ليلة الخميس في ذلك الأسبوع.

وآخر مجلس قرأته: أني ابتدأت من أول (الواقعة)، ولم أزل حتى ختمت في مجلس واحد ليلا.

وقدم علىّ دمشق شخص من حلب، فقرأ علىّ القرآن أجمع بقراءة ابن كثير في خمسة أيام متتابعات، ثم قراءة الكسائي في سبعة أيام كذلك.أهـ

إذا العبرة بإتقان الطالب ومهارته، وأيضا أن يكون الشيخ عنده فسحة من الوقت، ولو قرأ الطالب على شيخه القرآن كله في يوم واحد فلا شيء في ذلك ولا يعتبر هذا تساهلا إلا إذا أفرط القارئ في التلاوة وتركه الشيخ كي يختم.

********************

س10: هل يجوز الإجازة المجردة عن العرض والسماع؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير