1 - أنها عبارة عن أسئلة وأجوبة في فروع متنوعة بعضها من نوازل الوقت وواقعات الناس، وبعضها من إلقاء التلاميذ على الإمام مالك لاستكمال الحصيلة العلمية للمذهب، وصيغ هذه الأسئلة (سئل مالك .. ) (سألت مالكا .. ) (أجاب مالكا .. ) (قال مالك في .. ) وهذه السماعات كثيرة كثرة تلاميذه والآخذين عنه، حتى يبلغ بعضهم في عدها الألوف المؤلفة، مثل ما ذكره الخطيب البغدادي (ت463) في تاريخه 1/ 251 عن أبي العباس السراج النيسابوري (ت313) أنه قال: (هذه سبعون ألف مسألة عن مالك، وأشار إلى كتب منضدة عنده). قال عياض (544): (هي جواباته في أسمعة أصحابه التي عند العراقيين) المدارك 2/ 94.
وقد اعتبر القرافي (ت684) من مناقب الإمام مالك العلمية كثرة ما أملاه من السماعات قال: (ومنها أنه أملى في مذهبه نحوا من مائة وخمسين مجلدا في الأحكام الشرعية، فلا يكاد يوجد فرع إلا ويوجد له فيه فتيا). الذخيرة 1/ 36
..........
وقال علي بن المديني (ت234): (أخرج إلينا معن بن عيسى أربعين ألف مسألة سمعها من مالك) طبقات الفقهاء 149.
2 - أن هذه السماعات لم تكن تامة التصنيف علميا، بحيث لم تكن تنتظمها أبواب فقهية مفصلة، بل كانت تعليقات وتقميشات من أمالي الإمام مالك، ذات تبويب أولي. وهي وإن لم تكن مصنفة ومبوبة بشكل كامل فإن أهميتها اكتسبت من كونها تراثا فقهيا كبيرا، عملت المرحلة التالية على نخله وتصفيته وتبويبه والاستشهاد الأثري له.
هذا التشتت في الموضوع الفقهي للسماعات دفع بالعلماء إلى وصف ما لم يكتمل تبويبه منها، وبقي على أصله في السماع بالاختلاط، ومما يعبر عن هذه الخاصة المنهجية ما رواه عياض في مداركه عن ابن حارث (ت361) صاحب الطبقات: أن ابن الماجشون عرض عليه أبو زيد عبد الرحمن بن إبراهيم (كتاب البيوع من سماع عيسى [أي ابن دينار] .. وقرأته عليه فصلا فصلا، فكان لا يمر بفصل إلا قال: أحسن والله) المدارك 4/ 164.
قال القاضي عياض مستدركا: (قوله: من سماع عيسى وهم، فليس في سماع عيسى كتاب بيوع معينة ولا غيرها، وإنما هو تخليط، وإنما كتاب البيوع من تأليف عيسى من كتاب المدنية، وهذا الذي يدل عليه ثناء عبد الملك، إذ إنما يثني على فقهه وتأليفه لا سماعه) المدارك 4/ 126 - 127.
... وقد وصف ابن حارث كتاب المولدات لمحمد بن عبد الحكم (ت286) بأنها: (مسائل منثورة لم تضم لباب كالأسمعة) الديباج 330.
3 - الخاصة المنهجية الثالثة لكتب السماعات: أنها مجردة عن الدليل، وهذا الطابع غالب على كتب السماعات، فهي عبارة عن فتاوى مجردة لا يذكر فيها الدليل غالبا.
ويعتبر التدليل والاستشهاد الأثري من الوظائف العلمية للمرحلة اللاحقة التي خدمت السماعات ويسرتها للاشتغال الفقهي).
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:18 م]ـ
#51 02 - 06 - 2005, 10:07 AM
محمد رشيد
كلية الشريعة تاريخ التّسجيل: Dec 2002
المشاركات: 1,679
قول الدكتور رفيق: " وهذه الأسئلة والتفصيلات إنما تساعد على فهم المذهب فهما رياضيا محددا ودقيقا عز نظيره في المذاهب الأخرى. "
لا بد فيه من تقدير كلام بعده: " سوى المذهب الحنفي " ... فنحن ملوك ما ذكر .. ابتسامة
=======================
#52 02 - 06 - 2005, 11:10 AM
الفهم الصحيح
عضو مميز تاريخ التّسجيل: Apr 2004
المشاركات: 855
الحمد لله على سلامتك أيها الفاضل، فقد افتقدتك منذ أيام أنت والأخ أبو داود الكناني وغيركما .... وقد قدرت أن هذه أيام امتحانات دراسية، فمرحبا بك فقد افتقدت طلعتك البهية، ودررك الحنفية، واهتمامتك الإقتصادية.
نعم أيها الفاضل بالنسبة لي ما ذكرتَه صحيح، ولكن الدكتور - وهو من أهل الإطلاع الواسع في هذه المباحث - هكذا قال؛ ولعل كلامه مقيد أكثر بما يتعلق بمسائل البيوع .. فهو قد ذكر هذا في مبحث بعنوان [فك اشتباك ربوي بين مالك وابن حزم] والمسألة المعنية مذكورة في المدونة 3/ 105 - 109 (دار الفكر)، وفي المحلى 8/ 79 مسألة 1193، و 8/ 498.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:29 م]ـ
إلحاق
أذكر فيه مجموعة من أشهر السماعات لكبار تلاميذ الإمام مالك عنه، فمن ذلك:
¥