عرف أهل العلم وطلبته مختصر ابن أبي زيد للمدونة إبان إكمال مؤلفه له، فسار في مشارق الأرض ومغاربها، يعتمدونه في تفقههم، ويتداولونه في درسهم مع كتابه الآخر الزاخر بفقه متقدمي المالكيين [النوادر والزيادات] قال القاضي عياض 6/ 217: ( .. وعلى كتابيه هذين المعول بالمغرب في التفقه .. ).
وفي المشرق نجد القاضي عياض يذكر لنا في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن مجاهد الطائي الأصولي المتكلم < تـ 370 > أنه استجاز العلامة ابن أبي زيد في كتابيه المختصر والنوادر، وطلب منه أن ينفذ إليه وإلى طلبة العلم ببلده كتابيه، بعد أن أثنى عليهما وذلك سنة 368 هـ، ومما قاله ابن مجاهد الأصولي المتكلم في حق المختصر: ( ... ورأيت له في ذلك رسالة يقول فيها: وقد وقع إلينا من تصنيفه - أيده الله - قطع من المختصر، وجدناه قد أحسن في نظمه، وألطف في جمع معانيه، وكشف ما كانت النفوس تتوق إليه، وكفى مئونة الرحلة، وطلب المصنفات، بالكلام السهل، والمعاني البينة، التي تدل على حسن العناية، وكثرة المعرفة، والحرص على منافع الراغبين في العلم، والمتعلقين به. فأحسن الله أيها الشيخ جزاءك. وأجزل ثوابك ... ). المدارك 6/ 197.
- ومن الأعمال العلمية حول مختصر ابن أبي زيد للمدونة؛ شرح الإمام عبد الوهاب بن نصر البغدادي < تـ 422 > وأسماه [الممهد]، وقد سبقت الإشارة إليه في المشاركة 87 من هذا الرابط.
- وفي الأندلس ألف أبو عبد الله محمد بن الفرج مولى ابن الطلاع، < تـ 497 > زوائد مختصر ابن أبي زيد، المدارك 8/ 181.
- واختصره أبو إسحاق أحمد بن أبي جعفر الزهري الأشيري، من أهل سرقسطة < تـ 435 >، الديباج 1/ 253.
- وشرحه عبد الله بن إسماعيل أبو محمد الإشبيلي < تـ 497 >، صلة الصلة 3/ 91.
طبع من المختصر جزؤه الأخير [كتاب الجامع ... ] طبعتين، الأولى بتحقيق الأستاذان: محمد أبو الأجفان، وعثمان بطيخ، والثانية بتحقيق الدكتور: عبد المجيد تركي.
هذا، وقد توزعت بعض أجزاء المختصر – المقدرة بسبعة عشر جزءا - في أروقة خزائن الكتب الخطية .. تيمور بالقاهرة، القيروان، القرويين بفاس ... ولا أعرف مشتغلا به إلا الدكتور موراني، الذي يبدو أنه قد جمع ما تناثر من أجزائه، ويسعى لتحقيقه وإخراجه .. إلا أن الشيخ الفاضل العابد الفاسي قد ذكر لنا في الفهرس الذي أعده لبعض ما في خزانة القرويين جلَّّ مقدمة الكتاب .. مما ألقى شيئا من الضوء على معرفة منهج ابن أبي زيد في مختصره، وغَرَضه في عمله ... يضاف إلى ذلك ما يلتقط من كلام بعض أهل العلم عن المختصر .. مثل عياض وابن ناجي ...
وبذا يصح لي - على استحياء - أن أذكر شيئا عن العلاقة بين مختصر ابن أبي زيد وتهذيب البرادعي.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[25 - 03 - 06, 10:57 م]ـ
بعد ما ذكر الفهم الصحيح العلاقة بين ابن أبي زيد القيرواني وابن مجاهد
اعتمادا على ما ذكره صاحب ترتيب المدارك , ج 6 و ص 197
أود أن أذكر ما يلي:
هذه المراسلة بين الشيخين محفوظة نصا!
والمخطوط غير محبوس عليه ولم تغلق عليه أبواب المكتبة و بل هو في تناول الجميع
ومن يريد الرجوع الى أصول التراث اذ هو في ضمن المخطوط (الذب عن مذهب مالك) لابن أبي زيد القيرواني في مكتبة تشستير بيتي.
وبين الجزء الثاني والثالث لهذا الكتاب هناك أبواب أدخلها الناسخ وهو ينسخ الكتاب في حياة ابن أبي زيد بالقيروان. ومنها هذه المراسلة
ملخص قولي و لكي لا أطيل الكلام على طلبة العلم الذين لا يرون خيرا ولا فائدة بما أقوله:
كتب ابن مجاهد في ذي القعدة 368 رسالة الى ابن أبي زيد طالبا منه المختصر وكتابا آخر سماه ب (المبسوط) ويتبين من خلال الكلام أنه يقصد النوادر والزيادات.
أجاب ابن أبي زيد على هذه الرسالة ووصف تأليفه لهذين كتابين وارسال المختصر الى مكة من طريق طالبين (كما ذكره القاضي عياض). أما التفاصيل حول هذه المراسلة فهي في هذا المخطوط
وجاء في رسالة ابن أبي زيد ردا على ابن مجاهد:
وما ذكر الشيخ أيّده الله من اجازة الكتابين فهما له اجازة ولكل من رغب في حمله عنا. فذلك لهم اذا وصل اليهم مصححا ان شاء الله.
وكتبت هذا الكتاب في غرة شعبان من سنة تسع وستين وثلاثمائة.
(ق 101 س 11 الى 15 في الأصل).
¥