أقول؛ وهذا الأمر حاصل من بعض المقرئين إلا من رحم الله، لو علم الشيخ أن طالبه يقرأ على غيره أساء إليه في المعاملة وشدد عليه في التلقي إلى غير ذلك، نسأل الله السلامة، لذا – أخي الكريم – كن فطنا واستعن على قضاء حاجتك بالكتمان، ولا تذكر عند شيخك أحدا من أقرانه والله أعلم.
4 - الرفق بمن يقرأُ عليه , والترحيب به , والإحسان إليه , وعدم إستخدامه فى الحاجات الخاصة.
أقول: لذلك عندما كنا نبدأ على مشايخنا في قراءة شيئا من كتب السنة أو العقيدة أو غيرها كنا نبدأ قبل القراءة بالحديث المسلسل بالأولية إما قراءة أو سماعا وهو " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " رواه البخاري عن عمرو بن العاص، وذلك لأن هذا العلم مبني على التلطف، وعلى الرحمة بالمتعلمين، فينبغي على الشيخ أن يكون رءوفا رحيما بطلابه، وهذا هو الأصل إلا من شذّ عنه، ولله در شيخنا الجليل المتواضع علي محمد توفيق النحاس الذي ما رأيت مثله في إكرامه ورحمته وشفقته وتواضعه لطالب العلم، فنسأل الله أن يحفظه وأن يبارك في عمره ... آمين.
وأما عن استخدام الطالب في الحاجات الخاصة فيقع فيه بعض المقرئين بمشقة فاحشة، نسأل الله السلامة.
5 - الاعتناء بمصالح الطالب , وبذل النصيحة له.
6 - تفريغ القلب حال الإقراء من الشواغل.
الأفضل للشيخ المقرئ أن يقرئ طلابه في وقت راحته وعدم انشغاله بشيء من أمور الدنيا، قال ابن الجزري - رحمه الله- في المنجد صـ 71:
" وينبغي ألا يقرأ - القارئ – على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ وملله، واستيفازه وغمه وجوعه وعطشه ونُعاسه وقلقله، ونحو ذلك مما يشق على الشيخ أو يمنعه من كمال حضور القلب، وأن يحرص كل الحرص على أن يقرأ على الشيخ أولا، فإنه أفيد له، وأسهل على الشيخ" ا. هـ. فهذا الأمر متعلق بالقارئ والمقرئ.
وهناك بعض المشايخ ينام حال إقرائه، فيترك القارئ يقرأ بالجزء والجزأين ثم يستيقظ من نومه فيقول للطالب: فتح الله عليك مع السلامة، نقول: وما يدري هذا القارئ أن هذا الطالب قرأ بالكيفية الصحيحة التي تلقاها من شيخه؟، والأعظم من ذلك إذا كان هذا الطالب من الطلاب المبتدئين في القراءة؛ وما أكثرهم الآن؟!، فلذلك ينبغي على الشيخ المقرئ إذا حصل له شيء مما سبق من " الهم والغم والنوم ....... " أن يطلب من القارئ أن يتوقف عن القراءة حتى يأخذ قسطا من الراحة، أو أن يمشي الطالب ويأتي في مرة أخرى.
*وأذكر في هذا المقام شيخنا العلامة المعمر الذي جاوز 111 عاما الشيخ المحدث / عبد الله بن أحمد الناخبي _ نزيل جدة – وقت أن ذهبنا إليه أنا وأحد الإخوة من الطائف وإذ بالغرفة فيها تقريبا 25 طالبا منهم من يقرأ من البخاري ومنهم من يقرأ من مسلم ومسند الشافعي وعمدة الأحكام وبلوغ المرام واللغة وغير ذلك، والله يا إخوة ومع ذلك العدد وتنوع القراءة وهذا العمر للشيخ يكون منصتا جدا لكل طالب، بل بعض الطلبة قرأ كلمة خطأ، فقال له الشيخ: استهجا لي هذه الكلمة، وصححها له الشيخ، والبعض الآخر كان يقرأ في ملحة الإعراب فقرأ جملة خطأ، فقال له الشيخ كيف ذلك؟ حتى صححها بعض الطلبة وفهمها الشيخ، وأنا أتعجب من انصات الشيخ الشديد للطالب مع هذا العمر، وهكذا مع كل طالب حتى ينتهي من قراءته، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، وكذلك شيخنا العلامة عبد الرحمن العياف - حفظه الله تعالى - يبلغ من العمر 85 عاما والمجلس فيه عدد كبير وهذا يقرأ في العقيدة وهذا يقرأ في الحديث وهذا يقرأ في الفقه وهذا يقرأ في الطب والأعشاب وغير ذلك والشيخ يعلق ويرد ويجيب على الأسئلة - بارك الله فيه ونفع به - نسأل الله أن يبارك في عمر مشايخنا وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين .. آمين
7 - تقديم الأول فالأول فى الإقراء إذا إزدحموا , إلا أن يرى مصلحة فى تقديم أحد الطلاب فى الإقراء.
قال ابن الجزري في المنجد ص 62: " وروي عن حمزة أنه كان يقدم الفقهاء، فأول من يقرأ عليه سفيان الثوري، وكان أبو عبد الرحمن السلمي وعاصم يبدآن بأهل السوق لئلا يحتبسوا عن معايشهم.
¥