تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المقرئ.]ــــــــ[30 - 10 - 04, 04:47 م]ـ

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه اعترض عليه في حرفين وردا ببعض طرقه وإليك البيان:

روى الحديث البخاري ومسلم وغيرهما وفيه حرفان مختلف فيهما بين الرواة:

الحرف الأول " يخرج من صبيحتها "

جاء الحديث من طريق يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي سعيد به بلفظ " فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه " وبقريب من هذه الألفاظ

رواه عن يزيد بهذا اللفظ:

1 - ابن أبي حازم

2 - بكر بن مضر

3 - الليث بن سعد

4 - الدراوردي

5 - مالك رحمه الله واختلف عنه في هذا الحرف:

فبعضهم رواه عن مالك بنفس لفظ الجماعة وبعضهم رواه عنه بلفظ:

" حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه " فزاد هذا الحرف الذي يدل أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج إلا صبيحة أحدى وعشرين "

قال ابن عبد البر: رواية من روى " يخرج من صبيحتها " وهم وأظن الوهم دخل عليهم من مذهبهم في خروج المعتكف العشر الأواخر من صبيحة يوم الفطر "

وقال أيضا: وهذا يرد رواية من روى عن مالك في هذا الحديث " وهي الليلة التي كان يخرج من صبيحتها " ويصحح رواية من روى " هي الليلة التي كان يخرج فيها من اعتكافه "

وكذا قال الطحاوي ورجح أن هذها الحرف وهم

وإليك أسماء الرواة عن مالك الذين رووه على الموافقة:

1 - القعنبي

2 - ابن وهب

3 - محمد بن الحسن الشيباني

4 - محمد بن القاسم في رواية

وأما الرواة الذين رووه بهذا الحرف:

1 - إسماعيل بن أبي أويس

2 - أحمد بن أبي بكر

3 - ابن القاسم

4 - الشافعي

5 - ابن بكير

6 - سويد ين سعيد

7 - أحمد بن إسماعيل

8 - زياد بن عبد الرحمن الأندلسي

9 - أبومصعب الزهري

وعليه فرواية الرواة الموافقين للجماعة أصح والله أعلم كما رجحه ابن عبد البر والطحاوي لاسيما وأنها لم ترد في الطرق الأخرى

فقد رواه مسلم وغيره من طريق عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم وليس فيه هذا الحرف

وسيأتي بقية الطرق ليس فيها أيضا

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى توجيه هذه اللفظة فقال:

قال ابن حجر " فكأن قوله في رواية مالك المذكورة " وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها " أي من الصبح الذي قبلها ويكون في إضافة الصبح إليها تجوز "

الحرف الثاني:

ما رواه الشيخان وغيرهما:

وفيه " اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه "

فظاهر هذا اللفظ أنهم خرجوا صبيحة عشرين والتقرير السابق يدل على أن من اعتكف العشر الأواسط أنه يخرج بعد غروب يوم عشرين

وقد جاء هذا اللفظ من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به

ورواه عن أبي سلمة كما رواه يحيى: محمد بن عمرو وابن أبي لبيد

وقد استشكل أهل العلم هذا الحرف:

قال ابن عبد البر: كذا قال " صبيحة عشرين وهذا خلاف ما رواه مالك وغيره في حديث أبي سعيد الخدري هذا والوجه عندي والله أعلم أنه أراد أنه خطبهم غداة عشرين ليعرفهم أنه اليوم الآخر من أيام اعتكافهم وأن الليلة التي تلت الصبيحة هي ليلة إحدى وعشرين هي المطلوب فيها ليلة القدر بما رأى من الرؤيا.

قلت - المقرئ-:

ليس في هذا اللفظ إشكال فالألفاظ يفسر بعضها بعضا:

" فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعننا فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه "

وهذا اللفظ لا يلزم منه أنهم خرجوا من الاعتكاف وإنما نقلوا أمتعتهم من مكان اعتكافهم فقط ويلزم منه نقض الأبنية ولهذا كان لفظ مسلم من طريق سعيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له فلما انقضين أمر بالبناء فقوض ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد ثم خرج على الناس فقال يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان الوقوف الشيطان فنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان "

فدل هذا على أن المقصود بنقلهم وخروجهم من معتكفهم هو نقض الأبنية وتحولهم عن مكانه ولا يلزم من هذا أنهم انتهوا وخرجوا من الاعتكاف

وأيضا رواية سليمان الأحول عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري فيه " من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه "

وبهذا تجتمع الألفاظ في الحديث ولهذا في لفظ " الجماعة عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي سعيد وفيه " فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه " هذا كلام واضح جدا أي أنه من عادته صلى الله عليه وسلم أن ينصرف تلك الليلة ولهذا أكمل السياق:: وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها "

انتبه @ فقوله " يرجع فيها " صريح جدا في وقت الخروج

القول الثاني:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير