تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رد الشيخ: منصور السماري. على كتاب"اللحية دراسة حديثيّة فقهيّة"

ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 12 - 04, 12:48 ص]ـ

نقلت هذا الرد من إحدى المنتديات بغرض الفائدة وإثراء الموضوع.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام عل رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على كتاب بعنوان "اللحية دراسة حديثيّة فقهيّة"

تأليف:عبدالله بن يوسف الجديع.

وقد لاحظت عليه ملحوظات عديدة، فأبديت بعضها، وأسأل الله أن يسددني ويهديني إلى الصواب، فأقول:

ص10/ من المقدمة: قوله في مقاصده من تأليف مثل هذا الكتاب: "أولاً: تجرئة أهل العلم على العمل على إعادة النظر في كل ما يرجع إلى الاجتهاد في تحرير حكمه، وعدم الخضوع للاجتهاد السابق كحكم مسلّم، فذلك إنما بُنيَ على نظر ولا يخلو من أن يكون متأثّراً بزمانٍ ومكان وحال من صار إليه."

قلت:

ـ هذه التجرئة هي جرأة من الكاتب في مخالفة سبيل المؤمنين والخروج عمّا اتفقوا عليه في فهم النصوص.

ـ ومن قواعد أهل العلم أن الاجتهاد مع وجود النصّ لا يعتبر بل هو سبيل هلكة.

ـ وليعلم أن حكم أهل العلم الذين سبقوا في إعفاء اللحية، إنما بُنيَ على نصٍّ وليس على نظر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

ص17/ لما ذكر الكاتب حدّ اللحية في اللغة ناقلاً ذلك عن ابن دريد قوله: "اللحية: اسم يجمع ما على الخدين والذقن من الشعر" قال الكاتب: أمّا إدخال عموم الخدين في منبت اللحية فتوسع لم أرَ له شاهداً في كلامهم فإنّ غير العارضين من الخدين ليس منبتاً للشعر في الأصل.

قلت: هذا الأصل الذي أنكرته هو نصّ كلام أهل الاختصاص وهم علماء اللسان، فلا يحسن ردّ ما ذكروه بمجرّد الدعوى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص18/ قرّر الكاتب أن العنفقة ليست من اللحية قائلاً: "ووجدت في رواية لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إلحاقها باللحية فعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط إنما كان البياض في مقدّم لحيته: في العنفقة قليلاً وفي الرأس نَبذٌ يسير لا يكاد يرى"

قلت: لكن هذا غير مسلّم لمجيء اللفظ في رواية أخرى صحيحة: كان البياض في مقدم لحيته وفي العنفقة وفي الرأس ... الحديث. فغاير بين العنفقة واللحية." ا. هـ.

قلت: تتمة الرواية الصحيحة التي ذكر [وفي الرأس وفي الصدغين شيئاً لا يكاد يرى ... ] فعلى هذه المغايرة المزعومة، يكون الصدغان، أيضاً ليسا من الرأس ولا من اللحية!! وهذا خلاف قول جميع الناس، ولكن الحديث بروايتيه بمعنى واحد، وذلك أن قوله في الرواية الأولى "إنما كان البياض في مقدّم لحيته، في العنفقة قليلاً" تفيد ان العنفقة من اللحية، وأن الرواية الاخرى فيها عطف العنفقة على اللحية من باب عطف الخاص على العام، كما في الرأس والصدغين، وليُعلم أن رواية مسلم في صحيحه لهذا الحديث هي: (عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: يكره ان ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته، وقال: ولم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما كان البياض في عنفقته وفي الصُّدغين وفي الرأس نبْذٌ) [مسلم 4/ 1821ـ1822]

فدلت هذه الرواية على أن العنفقة من اللحية قطعاً لا من الرأس، وأيضاً دلت هذه الرواية على أن العنفقة هي مقدّم اللحية كما سبق في الرواية الأولى.

ويؤكد ذلك أيضاً أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم البتّة أنه أخذ من عنفقته أو قصّ منها شيئاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ص59/ ذكر الكاتب حديث أبي أمامة الباهليِّ وحسّن إسناده، والصواب أنه حديث

منكر، فقد ذكر في أول الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على مشيخة من الأنصار بيضٍ لحاهم، فقال: "يامعشر الأنصار حمِّروا و صفٍّروا وخالفوا أهل الكتاب" وهذا فيه أن أهل الكتاب يعفون لِحاهم ولكن لا يحمِّرون ولا يصفِّرون. ثم جاءت النكارة في آخر الحديث ـ الذي هو موطن الشاهد للكاتب من سياقه ـ أن قالوا "يارسول الله إنّ أهل الكتاب يقصّون عثانينهم ويوفرون سبالهم؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قصُّوا سبالكم، ووفِّروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير