تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلامةالفوزان: لا يجوز لأحد أن يخالف قوله صلى الله عليه وسلم منطوقاً ولا مفهوما

ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[06 - 12 - 05, 07:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: كنت قد كتبت تعقيباً على ما نشر في ملحق جريدة ''المدينة'' منسوباً إلى الجفري حول المسجد النبوي وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مستنداً في ذلك إلى الأدلة الصحيحة والوقائع الثابتة.

وما كنت أظن أن بيان الحق والرد على من خالفه يسوء من يريد الخير ويهدف إلى الصواب. ولكن رأيت أنه قد انبرت طائفة ممن يؤثرون الرجال على الحق. ولا يؤثرون الحق على الرجال: وهم كل من: نجيب يماني وأسامة الحازمي ومحمد مصطفى آل عبدالله وسمير أحمد حسن برقة وجعل هؤلاء يمتعضون مما كتبت. ويلومونني كأنني أذنبت. وأنا - إن شاء الله- سأقول الحق ولو غضب من غضب. فأنا أطلب بذلك بيان الحق ورد الخطأ لإرضاء الله لا لإرضاء الناس.

1 - فأما نجيب يماني فيقول بأن الكتابة في التحذير من الإرهاب والمخدرات والإيدز والطلاق والبطالة والمسكرات التحذيرمن هذه الآفات أهم من التحذير مما يضر العقيدة والتحذير ممن يروّج البدعة وأقول: هذا من تغيّر الأذواق واتباع الأهواء والبقاء على المألوف ولو كان يضر العقيدة، إن البداءة بتغيير ما يضر العقيدة والعناية بإزالته من أهم المهمات. ألم يكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدأون بالدعوة إلى إصلاح العقيدة والنهي عما يخالفها من الشرك ووسائله والنهي عن البدع والمحدثات. إن هذه الأمور التي ذكرها يماني. وان كانت خطيرة فهي أقل ضرراً من خلل العقيدة - لكن اليماني يقول: مثل هذه المناقشات لا تفيد المسلمين في شيء وأقول: إذا كانت لا تفيده هو فلا يحكم على عموم المسلمين الذين يعتبرون العقيدة أهم شيء عندهم.

ثم يقول اليماني حول قبر النبي صلى الله عليه وسلم: مرّ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم حوالى ألف سنة (يعني وهو في مكانه) والناس يزورونه - إلخ .. ما قال.

وأنا أقول: أنا لم أنكر مكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه دفن في بيته في حجرة عائشة رضي الله عنها، دفنه فيها أصحابه حماية له من الغلو الذي حصل للأمم السابقة مع قبور أنبيائها مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها: (ولولا ذلك لأبرز قبره صلى الله عليه وسلم غير أنه خشي أن يُتخذ مسجداً). وكانت حجرة عائشة رضي الله عنها خارج المسجد من الجهة الشرقية وبقيت كذلك إلى أن أدخلها الوليد بن عبد الملك بقوة السلطة لا بقوة الحجّة ولا بمشورة أهل العلم كما هو مذكور في كتب أهل العلم.

ثم يقول اليماني: ان الأمة في المشرق والمغرب ما زالوا يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وأقول: وأنا والحمد لله أزور قبره صلى الله عليه وسلم إذا قدمت المدينة أزوره للسلام عليه وعلى صحابته الزيارة الشرعية. فلم أنكر الزيارة لمن كان في المدينة وإنما أنكر السفر بقصد زيارة القبور سواء قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره. لأن ذلك من الغلو الذي يفضي بأصحابه إلى الشرك. كما ينكرها الأئمة محتجين بحديث (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وهو خبر بمعنى النهي وورد بلفظ النهي (لا تشدوا) بصيغة النهي فحصر صلى الله علي وسلم الإذن بالسفر لأجل العبادة في مكان مخصص في المساجد الثلاثة فقط. وإذا كان السفر للعبادة في مسجد غير الثلاثة ممنوعاً وهي بيوت الله لأنه لا ميزة لبعضها على بعض خوفاً من الغلو ولأنه قال صلى الله عليه وسلم: (جُعلت لي الارض مسجداً وطهوراً) فكيف يجوز السفر لأجل التعبد بالسفر لزيارة القبور الذي هو وسيلة من وسائل الشرك.

فاذا فتح هذا الباب صارت القبور تضاهي المساجد الثلاثة التي شرع النبي صلى الله عليه وسلم السفر لزيارتها. والواجب على اليماني قبل أن يكتب في هذه المسألة وفي غيرها من أمور الشرع أن يراجع كلام أهل العلم المبني على الدليل لأجل التثبت فكم حصلت منه زلاّت في كتاباته بسبب التسرع والسبب الاعتماد على فكره أو فكر غيره فيما يخالف الحق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير