تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما اختلافهم في أنواع الدراهم، فقد ذهب بعض الباحثين المعاصرين، كعلي باشا مبارك ومحمود الخطيب إلى أن الدراهم نوعان: دراهم نقد؛ ودراهم كيل ([15])، ولا دليل بَيِّن على ذلك، بل الأظهر أنَّ الدرهم نوع واحد، وهو الدرهم النقدي الشرعي، فإذا استعمل في المكاييل كان درهم كيل، وإذا استعمل في المعاوضات كان درهم نقد، وقد أشار إلى ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام، ولم ينص أحد من المتقدمين فيما وقفت عليه على خلاف ذلك ([16]).

وقد اختلف المعاصرون في زنة الدرهم بالجرام على أقوال أبرزها قولان:

القول الأول: أن الدرهم الشرعي يعادل 2.97 جرام ([17]).

القول الثاني: أن الدرهم الشرعي يعادل 3.17 جرام ([18]).

والأرجح هو القول الأول وذلك أنه أمكن الوقوف على وزن الدينار الشرعي المتسكوك في الدولة الأموية ([19])، مع كون السبعة من الدنانير تساوي عشرة دراهم فالنسبة بينهما سبعة إلى عشرة بلا خلاف وقد قام بعض الباحثين بجمع الدنانير الإسلامية المسكوكة في عهد عبدالملك بن مروان من بعض المتاحف وذلك على النحو التالي:

اسم المتحف أو الكتالوج ................... عدد الدنانير ................... مجموع أوزانها

المتحف الفني الإسلامي المصري ...... 19 79.955جم ............. 4.2081 جم

المتحف العراقي ............................. 4 17017 جم ................ 4.2677جم

متحف لندن ود لجادو ....................... 7 29.705 جم ................ 4.2435 جم

كتالوجات متاحف أجنبية .................. 3 12.706 ..................... 4.2353 جم

المجموع ........................................ 33 139.437 ................. 16.9549

فمتوسط الدينار من هذه المتوسطة هو 4.2386.

وبالتقريب يكون: 4.24 جرام.

ويكون وزن الدرهم بناء على ذلك 4.24 × 0.7 = 2.968، وبالتقريب يكون 2.97 جرام ([20])، وقد وافقت هذه النتيجة بعض التجارب على حبات الشعير حيث بلغ وزن اثنتين وسبعين حبة شعير ممتلئ ما يقارب 4.25، وهو وزن الدينار الشرعي، وبما أن نسبة درهم النقد الشرعي إلى مثقال النقد الشرعي هي 7:10 فيكون وزن الدرهم 2.975 جرام، وبالتقريب 2.97 فيكون موافقاً لما تقدم تقريباً ([21]).

المطلب الثاني: مقدار الصاع بالمقاييس الحديثة

المسألة الأولى: مقدار الصاع بوحدة قياس الوزن [جرام] ([22]):

وبناءً على ما تقدم من وزن الدراهم يتبين لنا وزن المد النبوي بالجرام وذلك، أن الرطل يساوي 7/ 4 128 درهماً.

والمد يساوي رطل وثلث، فنعرف وزن المد بالطريقة التالية:

2.97 × 7/ 4 128× 1.3 = 508.75 جرام.

ولما كان الصاع يساوي أربعة أمداد، علمنا أن وزنه يتبين بالطريقة التالية:

508.75 × 4 = 2.035 جرام.

أي كيلوان وخمس وثلاثون جراماًَ من الحنطة الرزينة ([23]).

وقد ذهب بعض المعاصرين ([24]) إلى أن وزن الصاع = 2173 جرام وذلك اعتماداً على أن وزن الدرهم هو 3.17 جرام كما تقدم بيانه وردَّ ([25]).

وذهبت هيئة كبار العلماء في السعودية إلى أن الصاع = 600 جرام وذلك بناءً على أن المد ملء كفي الرجل المعتاد، وكان تحقيق وزن المد لديهم هو650 جرام تقريباً فيكون الصاع 650 × 4 = 2600 جرام وبه صدرت الفتوى، إلا أنه يشكل على ذلك تفاوت الأيدي تفاوتاً كبيراً، مع تفاوت المادة المكيلة أيضاً، مما يدفع للنظر في طريقة أدق مع تحديد نوع المكيل أيضاً ([26]).

ومما تقدم يتبيَّن أن الأرجح هو القول الأول الذي حدد وزن الصاع بـ 2035 جراماً أي كيلوان وخمسة وثلاثون جراماً ([27]).

المسألة الثانية: معرفة مقدار الصاع بوحدة قياس الحجم "المللِّتر" ([28]):

تقدم تقدير الصاع بالوزن بوحدة قياس الكتلة والثقل وهي (الجرام)، مع كون الصاع يقوم على قياس الحجم، إلا أن الفقهاء صنعوا ذلك لعدم وجود مقياس يمكن به قياس المكيل وضبطه، وقد استخدم وحدة قياس للحجم وهي (اللتر)، مما يحقق نتائج أدق من القياس بالجرام ([29]). وإن كنا سنحتاج إلى نتيجة الوزن؛ لمعادلتها بقياس الحجم في إحدى الطرق الاستنتاجية؛ ولذا فإنه يمكن معرفة النصاب باللتر في أحد الطرق التالية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير