ثم اعلم أن هذه الأحاديث الثلاثة هي في الحقيقة حديث واحد اختلف الرواة في لفظه والمؤدى واحد وهو جواز المسح على النعلين ولو لم يكن معهما الجوربان. وهو حديث صحيح أخرجه من ذكرهم المصنف وغيرهم كالطيالسي في (مسنده (1113) وابن أبي شيبة في (المصنف) (1/ 190) والبيهقي (1/ 286 - 287) وقد تكلمت على إسناده في صحيح أبي داود
[47]
5 - وأخرج الطبراني عن عباد بن تميم عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح على رجليه (1)
6 - وروى الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره عن حذيفة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال عليها ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على نعليه (2)
7 - وروى البزار بإسناد صحيح عن ابن عمر أنه كان يتوضأ ونعلاه في رجليه ويمسح عليهما ويقول: كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل (أورده الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية) وقال السيوطي في التدريب (3): صحح أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن القطان صاحب كتاب (الوهم والإيهام) حديث ابن عمر هذا المخرج في مسند البزار
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 48]
(1) قلت: وأخرجه ابن خزيمة أيضا في (صحيحه) (1/ 101 / 202) ورجاله ثقات غير شيخ ابن خزيمة أبي زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري فإني لم أجد له ترجمة كما قلت في تعليقي عليه. وأقول الآن: لعل الطبراني رواه من غير طريقه؟ ولا أطول الآن (معجمه) حتى أراجع إسناده فيه
وتأويل الحديث كالذي قبله: أي مسح على نعليه ورجليه
(2) قلت: ورجاله ثقات ولكنه شاذ فإن الثقات الحفاظ من أصحاب الأعمش رووه بلفظ (خفيه) بدل (نعليه) كما قال ابن جرير الطبري نفسه (10/ 78) وهذا هو المحفوظ المخرج في (الصحيحين) وغيرهما وفيما تقدم وما يأتي غنية عنه
(3) ص 46
[48]
8 - وروى البيهقي (1) بإسناد جيد عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها (يعني النعال السبتية) ويتوضأ فيها ويمسح عليها. نقله الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية
9 - وروى الشيخان البخاري ومسلم عن عبيد بن جريج عن عبد الله بن عمر أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعاس البستية التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأحب أن ألبسها. ومعنى قوله: يتوضأ فيها أنه يمسح عليها كما أوضحته رواية البزار والبيهقي قبل والروايات يفسر بعضها بعضا
وأما قول البخاري: معناه غسل الرجلين في النعلين فرده الحافظ الإسماعيلي كما نقله العيني وذلك لمخالفته لما روي عن ابن عمر نفسه
10 - وروى الدارمي في مسنده عن عبد خير قال:
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 49]
(1) قلت: أخرجه في (سننه الكبرى) (1/ 287) من طريق ابن خزيمة وهذا أخرجه في (صحيحه) (رقم 199) وسنده صحيح كما قلت في التعليق عليه وأزيد هنا فأقول: له طريق أخرى عن ابن عمر نحو رواية البزار. أخرجه الطحاوي في (شرح المعاني) (1/ 97) ورجاله ثقات معروفون غير أحمد بن الحسين اللهبي وله شاهد من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ومسح على نعليه. أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) (رقم 783) والبيهقي (1/ 286) من طريقين عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عنه. وهذا إسناد صحيح غاية وهو على شرط الشيخين
[49]
رأيت عليا توضأ ومسح على نعليه فوسع ثم قال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت لرأيت أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما (1)
11 - وروى ابن خزيمة من طريق عبد خير عن علي رضي الله عنه أنه دعا بكوز من ماء ثم توضأ وضوءا خفيفا ومسح على نعليه (1) ثم قال: هكذا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم للطاهر ما لم يحدث (3). وتبعه ابن حبان على ذلك وقال في حديث أوس المتقدم: هذا كان في النفل (4)
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 50]
¥