وزاد ابن سيد الناس في شرح الترمذي: عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص. وزاد في شرح الإقناع: عمارا وبلالا (1) وابن أبي أوفى رضي الله عنهم فالجملة أربعة عشر صحابيا. وكذا المغيرة وأبو موسى لروايتيهما المتقدمتين فكان المجموع ستة عشر صحابيا
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 56]
(1) قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث المهذب: وفي الباب عن بلال أخرجه الطبراني بسندين أحدهما ثقات
[56]
وقد أسند ابن حزم في المحلى (1) إلى بعض من سميناهم فعل المسح على الجوربين وعبارته:
والمسح على كل ما لبس في الرجلين - مما يحل لباسه مما يبلغ فوق الكعبين (2) - سنة سواء كانا خفين أو جوربين إذا لبس على وضوء جاز المسح عليه للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن ثم لا يحل له المسح
وبعد أن خرج أحاديث المسح على الجوربين قال: وممن قال بالمسح على الجوربين جماعة من السلف ثم أسند عن كعب بن عبد الله قال: رأيت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فمسح على نعليه وجوربيه. وعن أبي الجلاس (3) عن ابن عمر أنه كان يمسح على جوربيه ونعليه. وعن إسماعيل عن أبيه قال: رأيت البراء بن عازب يمسح على جوربيه ونعليه. وعن إبراهيم بن همام بن الحارث عن
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 57]
(1) قلت: هذا القيد (مما يبلغ فوق الكعبين) لا أعلم له دليلا ثم هو مخالف لقول ابن حزم نفسه في مكان آخر من (المحلى) (2/ 103): وسأذكر نصه في الملحق بآخر الرسالة
(2) انظر الحاشية (1)
(3) بضم الجيم وتخفيف اللام
[57]
أبي مسعود البدري أنه كان يمسح على جوربيه ونعليه
وعن عاصم الأحول قال: رأيت أنس بن مالك مسح على جوربيه. وعن ابن عمر قال: بال عمر بن الخطاب يوم جمعة ثم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين وصلى بالناس الجمعة. وعن أبي وائل عن أبي مسعود أنه مسح على جوربين له من شعر وعن يحيى البكاء قال: سمعت ابن عمر يقول: المسح على الجوربين كالمسح على الخفين (1)
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 58]
(1) قلت: هذه الآثار أخرجها عبد الرزاق في (المصنف) (رقم 745 - 773 - 779 - 781 - 782) وابن أبي شيبة أيضا في (المصنف (1/ 188) والبيهقي (1/ 285) وكثير من أسانيدها صحيح عنهم. وبعضهم له أكثر من طريق واحد ومن ذلك طريق قتادة عن أنس أنه كان يمسح على الجوربين مثل الخفين وسنده صحيح. رواه عبد الرزاق (779) وهو عند ابن أبي شيبة (1/ 188) مختصرا. وعندهما من طريق يحيى البكاء قال: سمعت ابن عمر يقول: المسح على الجوربين كالمسح على الخفين. وتلقى نافع ذلك عنه فقال: هما بمنزلة الخفين. أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن عنه. وكذلك قال إبراهيم النخعي. أخرجه بسند صحيح عنه
قلت: فبعد ثبوت المسح على الجوربين عن الصحابة رضي الله عنهم: أفلا يجوز لنا أن نقول فيمن رغب عنه ما قاله إبراهيم هذا في مسحهم على الخفين:
(فمن ترك ذلك رغبة عنه فإنما هو من الشيطان)
رواه ابن أبي شيبة (1/ 180) بإسناد صحيح عنه
[58]
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 59]
ما روي عن أعلام الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم
من جواز المسح على الجوربين وإن كان رقيقين
قال الإمام النووي في شرح المهذب: وحكى أصحابنا (الشافعية) عن عمر وعلي رضي الله عنهما جواز المسح على الجورب وإن كان رقيقا. وحكوه عن أبي يوسف ومحمد وإسحاق وداود ثم قال النووي: واحتج من أباحه - وإن كان رقيقا - بحديث المغيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على جوربيه ونعليه. وعن أبي موسى مثله مرفوعا
انتهى كلامه وفيه من الزيادة عن ما قبله التصريح بالجواز عنهم ولو كان رقيقا وإن كان يفهم ذلك من إطلاق المأثور قبل لأن الأصل في المطلق حمله على مطلقه حتى يرد ما يقيده كما أن العام له حكمه حتى يخصصه دليل. وسيأتي إيضاح ذلك مما قاله الإمام ابن حزم عليه الرحمة والرضوان
بيان أن أقوال الصحابة وفتاويهم أولى بالأخذ من غيرها
والرد على من زعم رفع ثقته بالمأثور عنهم
هذا بحث عظيم يجب على كل من شدا طرفا من العلم
[59]
المسح على الجوربين [جزء 1 - صفحة 60]
¥