وجه الدلالة: أن الحديث دل على وجوب إحرام من مرّ على هذه المواقيت وليس من أهلها، ولا يجوز له تأخير الإحرام إلى جدة أو غيرها مما يلي الميقات الذي مرٌ عليه،ولما كانت المواقيت محيطة بالحرم عدا جهة الغرب لمدينة جدة،فلذا لا يجوز تجاوز الميقات للإحرام من جدة إلا للقادم من غربها وهي جهة جنوب مصر وشمال السودان.
الدليل الثاني: ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال (لما فتح هذان المصران أي الكوفة والبصرة أتو عمر فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول الله حدّ لأهل نجد قرنا، وهو جور عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرنا شق علينا فقال: انظروا حذوها من طريقكم فحدّلهم ذات عرق) (38)
وجه الدلالة:إن الإحرام يكون في الميقات أو حذوه،وجدة ليست محاذية لأحد المواقيت فمسافتها إلى مكة أقرب كما تقدم،فلا تكون ميقاتاً إلا للقادم من غربها مباشرة لعدم وجود محاذى به قبل جدة.
الدليل الثالث: أن جدة كانت موجودة في عهد النبي ? ولم يتخذها ميقاتا ولو كانت من المواقيت لنص عليه النبي لاسيما مع قرب موقعها ووضوحه وأهميته. (39)
وأجيب: بأن النبي ? لم يجعلها ميقاتاً لكون جهتها غير مأهولة بالسكان ولم يكن حينذاك مسلمون في جنوب مصر وشمال السودان وجهتهما في أفريقيا.
وأجيب عن هذا الجواب:بأن ذلك مُنّزل على جهة غرب جدة، ونحن نقول بأنها ميقات للقادم من غربها، أما القادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق فليست ميقاتاً له بل ميقات ما يمر عليه من المواقيت أو يحاذيه.
أدلة القول الرابع:
استدل أصحاب هذا القول بأدلة القول الثالث نفسها إلا أنهم لم يستثنوا جهة غرب جدة.
ويجاب عليهم: بأنهّ يشكل على قولهم القادم من غرب جدة، فإنّه لا يمر بميقات ولا يحاذي ميقاتاً، وأول منزل له هو مدينة جدة،ولا ينظبط إحرامه قبلها في البحر،ومسافتها مقاربة لمسافة أقرب المواقيت وهو قرب المنازل وقد نص الفقهاء أن من كانت هذه حاله فإنه يحرم من مسافة مرحلتين عن مكة؛لأنها مسافة أدنى المواقيت إلى مكة (40)
رابعاً: الترجيح:لم يظهر لي ترجيح حتى كتابة هذه الوريقات. (41)
1) لم أتعرض في هذا البحث لتعريف الإحرام وحكمه، وتعريف المواقيت وأقسامها وأفرادها، وذلك لضيق المقام واختصار البحث وبحث كثير من هذه المسائل ووضوحها
2) وإني لا أعني بذلك أن المسألة لم تبحث بل قد ألفت فيها عدة بحوث ورسائل قد أفدت منها فمن ذلك
-1أدلة إثبات ان جدة ميقات لعدنان بن محمد آل عرعور.
2 - وقد ردّ عليه الدكتور إبراهيم الصبيحي في القسم الثاني في كتابه المسائل المشكلة في مناسك الحج والعمرة.
3 - جواز الإحرام في جدة لركاب الطائرات والسفن البحرية لعبد الله بن زيد آل محمود.
4 - المختصر في حكم الإحرام من جدة.
5 - فتوى لهيئة كبار العلماء في السعودية في أن جدة ليست ميقاتاً.
6 - وقرار المجمع الفقهي الإسلامي الثاني بتاريخ 10/ 04/1402هـ في الدورة الثالثة.ج3ص (1611)
7 - وفتوى لمصطفى الزرقا في فتاويه ص187.
8 - الإحرام من جدة لركاب الطائرات في الفقه الإسلامي لمحي الدين قادي.
9 - دفع الشدة يجوز تأخير الأفاقي الإحرام إلى جدة " لجعفر بن أبي اللبني الحنفي. وغيرها في البحوث المنشورة العدد الثالث،الجزء الثالث من مجلة مجمع الفقه الإسلامي
3 - القاموس المحيط للفيروز أبادي ص1643،.
4 - لسان العرب لابن منظور14/ 169
5 - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي 1/ 126
6 - النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 1/ 358.
7 - شرح العمدة في بيان مناسك الحج والعمرة لشيخ الإسلام ابن تيمية2/ 336
8 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري 3/ 389.
9 - أما من المتأخرين فقد خالف صاحب رسالة أدلة إثبات ان جدة ميقات انظر ص16،.
10 - 0انظر رسالة عدنان عرعور (أدلة إثبات أن جدة ميقات ص40،فقد نسب القول إليه علماً بأنه 11 - في رسالته التي بعنوان (جواز الإحرام من جدة لركاب الطائرات والسفن البحرية) لم يشر إلى اعتبار جدة ميقات مطلقاً.
12 - انظر كتابه المتقدم ذكره ص40، وقد ذكر جملة من العلماء قالوا بهذا القول ثم قال (منهم من قال بذلك مطلقاً ومنهم من قال هي ميقات لمن اتخذ من غربها مباشرة) أ. هـ.
¥