تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رضي الله عنها وهي حائض وهو حديث صحيح وفي صحيح مسلم أيضاً يقول الله عز وجل للنبي صلى الله عليه و آله و سلم: إني منزل عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأه نائماً و يقظاناً فتجوز القراءة قائماً وقاعداً وماشياً ومضطجعاً وراكباً.

هذا بالنسبة لقراءة القرآن فإنك أخي القارىء قد وجدت أن العلماء قد اتفقوا على تحريم القراءة للجنب و أجاز بعضهم القراءة للحائض للظرف التي هي فيه و الذي لا تستطيع الانفكاك عنه و للضرورة الملحة التي يستوجبها محافظة الحائض على حفظها للقرآن خشية النسيان و خوف انمحاء ألفاظ القرآن من سجل ذاكرتها و أما مس المصحف فحكمه اشتهر و ذاع بين العلماء من أنه لا يجوز للمحدث حدثاً أصغر مس المصحف و من باب أولى المحدث حدثاً أكبر و إليك نصوص أهل العلم:

مذهب الحنابلة: يحرم على الجنب ما يحرم على المحدث وهو في ذلك أشد لأن الصلاة تحرم عليه لأنها صلاة ولأن فيها قراءة وكذلك الطواف يحرم عليه لأنه صلاة ولأنه يحتاج إلى المكث في المسجد الحرام وكذلك مس المصحف.

مذهب الشافعية: لا يجوز مس المصحف و لا قراءة القرآن للجنب والحائض.

مذهب الحنفية: لا يجوز للمحدث أداء الصلاة لفقد شرط جوازها وهو الوضوء قال لا صلاة إلا بوضوء ولامس المصحف من غير غلاف عندنا.

مذهب المالكية: المحدث يمنع من مس المصحف ذا مذهب الجمهور خلافاً للظاهرية والحجة عليهم ما في الموطأ و غيره أن في كتابه صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم أن لا يمس القرآن إلا طاهر ويحرم مس جلده.

و انظر أخي القارىء لتدرك أن أئمتنا الأئمة الأربعة و أتباعهم و تلامذتهم قد اتفقت كلمتهم على حرمة مس المصحف و كل ذلك يدل دلالة واضحة على أن المصحف الشريف لاقى كل احترام و تبجيل في إطار من معاني القداسة و في هذا العصر تكلم أنصاف المتعلمين لينتهي به الأمر أن القرآن لا بأس بمسه و قراءته و لو كان ذا حدث أصغر، ضمن ما تقدم أترك للقارىء حرية الرد على أمثال هؤلاء الذين لا يعيرون القرآن أي معنى من معاني التبجيل و الاحترام و كان الأولى بهم أن يتعلموا كان يتأدبون مع كتاب الله عز وجل و نختم هذه المسألة بفتوى ابن تيمية رحمه الله، جاء في الفتاوى وسئل ابن تيمية: هل يجوز مس المصحف بغير وضوء أم لا؟

فأجاب مذهب الأئمة الأربعة أنه لا يمس المصحف إلا طاهر كما قال في الكتاب الذي كتبه رسول الله لعمرو بن حزم أن لا يمس القرآن إلا طاهر قال الإمام أحمد لا شك أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كتبه له وهو أيضاً قول سلمان الفارسي و عبد الله بن عمر وغيرهما ولا يعلم لهما من الصحابة مخالف.

بعد هذا الكلام حري بكل مؤمن أن يكن لكتاب ربه كل احترام و تبجيل و تقدير و إن فتوى البعض بجواز مس المصحف للمحدث حدثاً أكبر أو أصغر إنما يحمل العامة على ارتكاب ما يخل بآداب القرآن و ينزع القداسة و الاحترام

اللذين يجب على المؤمن أن يتحلى بهما تجاه كتاب الله عز و جل و قد سمعنا أن بعضهم لا يبدي أي معنى لاحترام كتاب الله و قد خلا من كل وصف من أوصاف الأدب ينتهي من شهوته فيسارع إلى مس المصحف دون خوف ولا حياء من الله سبحانه و تعالى متذرعاً بأقوال تخالف واضح السنة و التوجيه النبوي فقد صح عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم من خلال ما رواه أئمة عدول من مختلف المذاهب و المشارب و هذه نبذة لمن روى الحديث الذي رواه مالك بسنده في كتاب القرآن باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن: حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ؛ قال مالك ولا يحمل أحد المصحف بعلاقته ولا على وسادة إلا وهو طاهر ولو جاز ذلك لحمل في خبيئته ولم يكره ذلك لأن يكون في يدي الذي يحمله شيء يدنس به المصحف ولكن إنما كره ذلك لمن يحمله وهو غير طاهر إكراماً للقرآن وتعظيماً له قال مالك أحسن ما سمعت في هذه الآية لا يمسه إلا المطهرون إنما هي بمنزلة هذه الآية التي في عبس وتولى قول الله تبارك وتعالى كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير