تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تذكير الجماعة بما جاء في فضل صلاة الجماعة.]

ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[14 - 01 - 06, 04:57 م]ـ

مقدمة:

الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولي الأبصار وتبصرة لأولي الألباب والاعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار ........

احمده ابلغ حمد وأزكاه واشمله وأنماه.

واشهد أن لا اله إلا الله البر الكريم الرؤوف الرحيم واشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي إلى صراط مستقيم والداعي إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه وسائر الصالحين وبعد:

فان الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة وعمود الدين ومن أحب الأعمال إلى الله عز وجل وأداؤها مع الجماعة من أوكد العبادات وأجل الطاعات ومن أعظم شعائر الإسلام .......

لكن كثيرا من المنتسبين للإسلام يتساهلون في ذلك ولهذا التساهل أسباب ولعل أهمها عدم معرفتهم ما أعد الله تعالى من ثواب عظيم وأجر جزيل لمن صلى الصلاة في الجماعة .......

وقد عزمت بعون الله وتوفيقه على تناول الموضوع من خلال معرفة:

1 - فضل صلاة الجماعة.

2 - اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الجماعة.

3 - عناية سلف الأمة من الصحابة ومن بعدهم بصلاة الجماعة.


أولا: فضل صلاة الجماعة:

إن من فضل الله تعالى على عباده أنه جعل الثواب الجزيل على أداء الصلاة في جماعة ويبدأ هذا الثواب من تعلق القلب في المسجد فالمشي إليه لأداء الصلاة فيه مع الجماعة حتى يفرغ العبد من الصلاة ولا يتوقف الثواب عند هذا بل يستمر حتى يصلي المصلي إلى بيته كما جعل الله ثوابا خاصا على أداء العشاء والفجر والعصر مع الجماعة.
وسأذكر بعون الله تعالى في هذا المبحث بعض ما ورد في هذا الصدد تحت العناوين التاليه:

أ – معلق القلب في المسجد سيكون في ظل الله تعالى يوم القيامة:
مما يدل على فضل الصلاة في جماعة أن من كان شديد الحب للمساجد لأداء الصلاة مع الجماعة فيها فان الله تبارك وتعالى سيظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...... ) وذكر منهم ورجل قلبه معلق في المساجد .....
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد): معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه القعود في المسجد .....

ب _ فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة:
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخطوات التي يخطوها المرء المسلم إلى المسجد أنها تكتب له فقد روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال: والبقاع خالية. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم) حديث صحيح ...
فقالوا: ماكان يسرنا أن كنا تحولنا .....
يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام أي الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد ....
ومما يدل على فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة فيه مع الجماعة أن الله تعالى قد رفع منزلة آثار قاصد المسجد حتى أن الملائكة المقربين يختصمون في إثباتها والصعود بها إلى السماء ودليل ذلك عندما سال الله تبارك وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث بقوله: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملا الأعلى؟
قلت أي الرسول صلى الله عليه وسلم (نعم في الكفارات والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلاة والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء على المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه) حديث صحيح.
ولو لم يكن المشي على الأقدام إلى الجماعات من الأعمال الجليلة ما كانت الملائكة المقربين يتخاصموا في إثباتها والصعود بها إلى السماء ....
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير