تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمراد بقوله: أي ومن صلى الصبح في جماعة بعدما صلى العشاء في جماعة فكأنما صلى الليل كله.

وقال عليه الصلاة والسلام: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن اخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه)

كما قال عليه الصلاة والسلام (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) حديث حسن.

وكذلك أن أداءها في وقتها مع الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى البردين دخل الجنة)

وقال: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) يعني الفجر والعصر ....

ومن الفوائد والفضائل العامة: أنها رمز لوحدة المسلمين وجمع قلوبهم واتحاد صفوفهم فالرب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة والهدف واحد وهو طلب رضا الله وجنته والسلامة من عذابه وسخطه ....

كما يحصل التوادد والتعارف وذلك لان الناس إذا صلى بعضه مع بعض حصل التعارف ومنها التوادد بينهم والتحاب.

كما انه فيها إظهار لشعيرة من أعظم شعائر الإسلام لان الناس لو صلوا كلهم في بيوتهم ما عرف أن هنالك صلاة ......

كما أن فيها استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد كما قال تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)

فهؤلاء الذين صاروا صفا في الجهاد لا شك أنهم إذا تعودوا ذلك في الصلوات الخمس سيكون ذلك وسيلة إلى ائتمامهم بقائدهم في صف الجهاد فلا يتقدمون ولا يتأخرون عن أوامره.

هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة والله اعلم.


ثانيا: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الجماعة:
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ليرغب الناس في صلاة الجماعة ولا يهتم بها بل كان صلى الله عليه وسلم اشد الناس اهتماما بها حتى في اشد الأحوال وأصعبها وفيما يلي اذكر موقفين له:

أ _ قيامه بأداء الصلاة مع الجماعة في شدة المعركة:
فقد روى الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلونا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون (لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم)
فأخبر جبريل الرسول بالأمر فذكر لنا ذلك رسول الله قال: وقالوا (انه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد)
فلما حضرت العصر قال: صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة
قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد فسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني فقاموا مقام الأول فكبر رسول الله وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني فلما سجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم).

ويتجلى اهتمام الرسول بصلاة الجماعة من عدة وجوه وهي:
1 - أدى الرسول صلاة الظهر مع الجماعة أثناء قتال قوم من جهينة وكانوا قد قاتلوا المسلمين قتالا شديدا.
2 - أن الإطلاع على قرار المشركين بالإغارة دفعة واحدة أثناء تأديتهم لصلاة العصر مع الجماعة لم يقلل من اهتمامه عليه الصلاة والسلام بها.

ب_ جهود النبي صلى الله عليه وسلم للخروج لصلاة الجماعة في شدة المرض:
فقد روى الإمام البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: بلى. ثقل بضم القاف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أصلى الناس)؟
قلنا: لا. هم ينتظرونك
قال: ضعوا لي ماء في المخضب.
قالت: فعلنا.
فاغتسل عليه الصلاة والسلام فذهب لينوء أي ليقوم فأغمي عليه ثم أفاق عليه الصلاة والسلام فقال: أصلى الناس؟
قلنا: لا. هم ينتظرونك يا رسول الله
قال: ضعوا لي ماء في المخضب.
قالت: فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟
فقلنا: لا. هم ينتظرونك يا رسول الله
والناس عكوف في المسجد أي مجتمعون ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير