تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأرسل النبي إلى أبو بكر رضي الله عنه بان يصلي بالناس فأتاه الرسول الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (إن رسول الله صلى الله يأمرك أن تصلي الناس) ..

فقال أبو بكر رضي الله عنه: وكان رجلا رقيقا: (يا عمر صل بالناس).

فقال له عمر رضي الله عنه (أنت أحق بذلك) ...

فصلى أبو بكر تلك الأيام .... الحديث ...

الله أكبر!! كم كان صلوات الله وسلامه عليه حريصا على حضور صلاة الجماعة.

يشتد مرضه فيغتسل ثم يغمى عليه فيفيق فيغتسل للمرة الثانية ثم يغمى عليه فيفيق فيغتسل للمرة التالية. كل ذلك لعله صلى الله عليه وسلم يكسب نشاطا يمكنه بفضل الله تعالى من حضور صلاة الجماعة في المسجد .......


ثالثا: اهتمام سلف الأمة بصلاة الجماعة:
لسلف هذه الأمة من الصحابة ومن بعدهم رضي الله عنهم مواقف تدل على إدراك عظيم لفضل صلاة الجماعة وسعيهم لنيله وحرصهم على دعوة الآخرين لأدائها بالجماعة وسأذكر بعون الله تعالى بعض تلك المواقف في هذا المطلب تحت العناوين التالية:

أ _ المقاربة في الخطا عند المشي إلى المسجد:
ومما يدل على إدراك سلف هذه الأمة عظيم ثواب صلاة الجماعة وحرصهم على نيله أن بعضهم كان يقارب خطاه عند ذهابه إلى المسجد كي يكثر خطاه فيكثر ثوابه فقد روى الإمام البخاري عن ثابت انه كان مع انس رضي الله عنه بالزاويه فوق غرفة له فسمع الآذان فنزل ونزلت فقارب في الخطا فقال: كنت مع زيد بن ثابت رضي الله عنه فمشى بي هذه المشية وقال: أتدري لم فعلت بك ذلك؟ فان النبي صلى الله عليه وسلم مشى بي تلك المشية وقال: أتدري لم مشيت بك؟
قلت: الله ورسوله اعلم.
قال: ليكثر عدد خطانا في طلب الصلاة.

ب _ المداومة على حضور صلاة الجماعة:
لقد ثبت عن بعض سلف هذه الأمة الاهتمام المستمر بصلاة الجماعة والمواظبة على حضورها لسنوات طويلة.
فقد ذكر الإمام ابن المبارك عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:
(ما دخل وقت صلاة قط حتى أشتاق إليها)
ولم يكن رضي الله عنه يشتاق إلى الصلاة فحسب بل كان يستعد لها قبل إقامتها فقد ذكر الحافظ الذهبي عنه انه قال (ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء) ...

وكان سعيد بن المسيب يحضر المسجد قبل الأذان واستمر على ذلك مدة لاتقل عن ثلاثين سنة فقد روى الأمام أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال:
(ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد) ...
ولم تفت صلاة الجماعة سعيد بن المسيب أربعين سنة فقد روى الإمام ابن سعد (ما فاتت ابن المسيب صلاة الجماعة منذ أربعين سنة) .....

ج _ ترك العلاج حرصا على جماعة العشاء والفجر:
ومما يدل على ذلك مارواه الإمام ابن سعد عن حرملة عن سعيد بن المسيب انه اشتكى عينه فقالوا: (لو خرجت يا أبا محمد إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة).
والعقيق كما قال القاضي عياض هو واد عليه أموال أهل المدينة.
فقال ابن المسيب: (فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح) ..
الله أكبر! يتحمل سعيد بن المسيب مرضا في العين لكنه لا يتحمل تفويت صلاتي الفجر والعشاء في جماعة فأين نحن من هؤلاء؟

د _ حضور المرضى صلاة الجماعة:
ومما يدل على ذلك الصحابي الجليل أبي بن كعب حيث كان يسال الله الحمى كي تكفر سيئاته لكنه يسأل مع هذا أن لا يمنعه مرضه من أمور وذكر منها: حضور المسجد لأداء الصلاة المكتوبة مع الجماعة.
فقد روى الإمام احمد والإمام ابو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا بها؟
قال عليه الصلاة والسلام: كفارات
قال أبي بن كعب رضي الله عنه: وان قلت (بتشديد الام وكسرها)
قال عليه الصلاة والسلام: (وان شوكة فما فوقها)
قال: فدعا أبي بن كعب رضي الله عنه على نفسه أن لا يفارقه الوعك أي الحمى حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولاجهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة)
فما مسه إنسان إلا وجد حرها حتى مات.
ماأحرصه رضي الله عنه على تكفير سيئاته حيث دعا أن يصيبه الوعك لكنه مع ذلك رغب في أن لا يحرم من أربعة أمور ومنها حضور صلاة الجماعة.

ه_ الذهاب إلى المسجد في الظروف الصعبة:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير