فقد روى البيهقي وابن عساكر
من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى التنيسي ثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الأوزاعي يقول يترك من قول أهل مكة المتعة والصرف ومن قول أهل المدينة السماع وإتيان النساء في أدبارهن ومن قول أهل الشام الجبر والطاعة ومن قول أهل الكوفة النبيذ والسحور
أبو العباس محمد بن يعقوب: ثقة حافظ قال عنه الذهبي في السير: (محدث العصر)
أحمد بن عيسى التنيسي: قال بن عدي له مناكير وقال الدارقطني ليس بالقوي وكذبه ابن طاهر
عمرو بن أبي سلمة: مختلف فيه قال أحمد بن صالح المصري كان حسن المذهب وكان عندي شيء سمعه من الأوزاعي عرضه وشيء أجازه له فكان يقول فيما سمع حدثنا الأوزاعي ويقول في الباقي عن الأوزاعي وقال حميد بن زنجويه لما رجعنا من مصر قال لنا أحمد مررتم بأبي حفص قلنا وأي شيء عنده إنما عنده خمسون حديثا والباقي مناولة قال المناولة كنتم تأخذون منها وتنظرون فيها وقال إسحاق بن منصور عن بن معين ضعيف وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال العقيلي في حديثه وهم وذكره بن حبان في الثقات قال بن يونس كان من أهل دمشق قدم مصر وسكن تنيس حدث عن الأوزاعي وعن مالك بالموطأ كان ثقة وقال الساجي ضعيف
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام
إذا يا أبا محمد جنيت على نفسك وعلى غيرك بمثل هذه المراوغة وعدم الوضوح كل من قرأ تنظيرك السابق يفهم ما يلي:
أن الطريق إلى الأوزاعي ثابت عنه وهذا غلط
وكذلك أن الأوزاعي روي عنه بالطرق الثلاثة لفظة (استماع الملاهي) وهذا غلط والحق أنه جاءت من طريق واحدة وفيها راو مجهول الحال والطريقان لفظهما (السماع) فأين تنقيح المصطلحات يا أستاد عبد الله
الثالث ممن خرق الإجماع: معمر بن راشد:
أيها القراء لا تنصدموا كثيرا مثلي فأنا الآن أناقش من وجد أئمة يخرقون إجماعا نقله (كثير من المقلدة في جواز سماع الموسيقى) ومن المعلوم بداهة أن المخالف يستشهد أولا ويرمي بكاهله على مخالفه بما يرى أنه يسقطه لأول وهلة
ونحن الآن لم نر شيئا كهذا بل تأملوا كلام هذا العالم الذي يرى أبو محمد أنه نقل جواز الموسيقى
معمر بن راشد:
قال الجديع: أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بإسندا حسن عن معمر بن راشد قال: لو أن رجل أخذ بقول أهل المدينة في السماع – يعني الغناء – وإتيان النساء في أدبارهن وبقول أهل مكة في المتعة والصرف وبقول أهل الكوفة في المسكر كان شر عباد الله إ. هـ
وبهذا يكون أبو محمد يرى جواز الموسيقى!! آه يا أبا محمد لقد كدرت الخاطر، ما علاقة السماع بمسألة الموسيقى كيف تسمح لنفسك بهذا يا أبا محمد!! أين الموسيقى تأمل عبارة معمر!!
الرابع ممن خرق الإجماع يحيى القطان:
قال الجديع: أخرج أحمد في مسائله قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لو أن رجلا عمل بكل رخصة بقول أهل الكوفة في النبيذ وأهل المدينة في السماع – يعني الغناء- وأهل الكوفة في المتعة كان به فاسقا إ. هـ
(السماع – الغناء) أين الموسيقى التي عنونت بها كتابك ما ذا تظن عقول القراء
ثم قال الجديع: (وغيرهم)
ما شاء الله على هذه الثقة العالية عبارات مطاطة ورنانة (وغيرهم) يعني قد يكونوا 100 أو 1000 ولكن المجال مجال اختصار ولا داعي للتطويل!!
اعذرني يا أبا محمد ما رأيت بحثا يقرر مثل هذه المسألة العويصة ويكتب بهذه الطريقة = (وغيرهم) أنت بحاجة إلى عالم واحد ولم تظفر به ثم تقول (وغيرهم) أستغفر الله وأتوب إليه
انتهى أبو محمد من ذكر المجيزين للموسيقى لأنه ظن أنه خرق الإجاع
ثم بدأ يقول كلاما عجيبا أنقله لكم وأدع التعليق عليه في الحلقة القادمة:
قال أبو محمد: ثم شهرة ذلك في مسائل الخلاف أظهر من أن تفصل، فلم يزل العلماء يصنفون فيها على اختلاف مذاهبهم وطائفة ممن ذهبوا إلى التحريم لم يمنعهم الإنصاف من الإقرار بأنها من مسائل الخلاف. نعم هناك من يستخف باتلمخالف فيقول: إنما خالف في ذلك من لا يعتد برأيه وهذا القول زيادة على ما فيه من الاستخفاف فإنه لم يجعل الحكم في الاختلاف الدليل من الكتاب والسنة فإن اللائق بمقام العلماء الذين لا يكاد يسلم أحد منهم من خطإ يؤخذ عليه أن يعتذر عن مخطئهم الذي قد ثبت خطؤه بالبرهان لا بموافقة قلة أو كثرة)
¥