حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت قال نعم ودعا له الرشيد بعود فغناه
يا أم طلحة ان البين فد أفدا **** قل الثواء لئن كان الرحيل غدا
فقال الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع قال من ربطه الله قال فهل بلغك عن مالك بن أنس في هذا شيء قال لا والله الا ان أبي أخبرني أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع وهم يومئذ جلة ومالك أقلهم من فقهه وقدره ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
سليمى أجمعت بينا**** فأين لقاؤها أينا ****** وقد قالت لأتراب****** لها زهر تلاقينا***** تعالين فقد طاب **** لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم وفي هذه السنة مات إبراهيم بن سعد)
ما رأيكم أيها القراء بهذه القصة التي متنها يغني عن إسنادها أئمة الإسلام: سعد الزهري وجماعة من الأئمة أقلهم قدرا وفقها الإمام مالك بن أنس يغني لهم!!، أئمة الإسلام كانوا جالسين للغناء ويضربون الدف = أي عقلية هذه يا أستاذ الحديث هل هذه نخوتك لهم ودفاعك عنهم؟!!
ولكن لعل هذا الكلام الإنشائي الوعظي لا يعجبك فاسمع إذا واقرأ
روى هذه القصة الخطيب وابن عساكر
من طريق عبيد الله بن سعيد بن عفير عن أبيه به
وعبيد الله بن سعيد متروك على أقل أحواله قال عنه ابن حبان في المجروحين ما يلي:
[عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير أبو القاسم المصري يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات ... لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد] وقد تفرد بهذه القصة وهو يرويها عن أبيه
وروى ابن عدي حديثا له عن أبيه فقال: [لعل البلاء فيه من عبيد الله]
فكيف تجيز لنفسك أن تقول إن إسناده صالح يا أستاذ الحديث
واقرأ ما حشاه أيضا بعد أن رواه:
قال (أخرجه الخطيب في تاريخه 6/ 83 - 84 وابن عساكر في تاريخه 7/ 9 - 11 بإسناد صحيح إلى عبيد الله بن سعيد بن عفير عن أبيه، قلت وعبيد الله بن سعيد المصري صدوق ليس بالقوي لا يحتج بحديثه وإنما يعتبر به ميستشهد وهو في مثل هذا الأثر حسن النقل إذ غاية باب الآثار أن يستشهد به)
اتق الله وخف الله وراقب الله فيما تكتب العلم ليس عجنا وطحنا = العلم دين
ويحك يا أستاذ عبد الله كيف تقول لمن هذا حاله: صدوق ليس بالقوي هل عاصرته وخالطته حتى تخالف الأئمة؟! أهل العلم وساسته يقولون لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا تفرد وأنت تقول صدوق دون أي حجة عن عالم آخر أليس هذا هو الهوى والرجم بالغيب ولا حول ولاقوة إلا بالله
قد أعتذر لفلان وفلان لمن لم يقف على إسناد القصة فيحتج بها أما أنت وقد وقفت على إسنادها وعلمت حال الرجل ثم تقول: صدوق ليس بالقوي
ثم تقول إنه استشهاد!! ليس هذا استشهادا = لا والله؟
بل فيه
1 - استدلال
2 – فيه وصف علماء الأمة بالغناء وعمل الفساق
كيف تقبل هذا عن مالك بن أنس؟؟ وأنت من صحح قول مالك بن أنس رحمهم الله: إنما يفعله عندنا الفساق)
كيف يقول هذه المقولة وهو ممسك بدف ويغني = يا حسرة على العلم وأهله والله المستعان!!!
ثم قال: (وسفيان بن عيينة الإمام الفقيه الحافظ لا ينكر من صنيع المغني غير ما يرغب في ممنوع فقد قال تلميذه الزبير بن بكار: قدم ابن جامع- قال في الحاشية: من مشاهير المغنين – مكة فقال سفيان بن عيينة: بلغني أن هذا السهمي قد جاء بمال كثير قال: أجل وعم يعطونه؟ فقال رجل يغنيهم، قال: وبأي شيء يغنيهم؟ قال بشعر، قال فتروي منه شيئا؟ قال: نعم، قال هاته فأنشده: ...... فقال – سفيان -: جزى الله هذا خيرا .... )
ثم ماذا يا أستاذ عبد الله؟!! ابن عيينة سمع شعرا = بشعر جميل جدا عن قيام الليل ولما سمع ما فيه التشبيب بالنساء قال أمسك
أين الدليل أين الموسيقى؟ سبحان الله!!
ثم قال: (وأما المحكي عن أهل العراق من ثقاتهم وفقهائهم من طبقة أتباع التابعين فيهم فذكروا في البصريين القاضي الفقيه الثقة العاقل عبيد الله بن الحسن العنبري حيث كان حسن الصوت وكان يسمع الغناء)
يا علماءنا أعظم الله أجركم بمن أساء إليكم!! هل سمعوا الموسيقى يا أستاذ عبد الله كثير منا يحضر المجالس ويسمع الغناء والحداء بدون آلات طرب
¥