وإن كان لدي تحفظ كبير على مثل هذا الأسلوب إلا أنه كاف في اعتراف أبي محمد أن أحمد يرى تحريم آلات الموسيقى
هذه نهاية مبحث أبي محمد في تحرير أقوال الأئمة الأربعة وكما رأيت لم يثبت ما أراد لا في نصوص الإمام ولا في نصوص أئمة المذهب وإنما مراوغة وتدليس للحقائق والله المستعان، وكما رأيت لم ينخرم إجماع أهل العلم في تحريم الموسيقى كما بين أعلاه
وقبل أن أضع القلم أجدني مضطرا للتنبيه على مبحث متهالك أتبعه بعد المبحث السابق وليت من ملك الكتاب أن يقرأه بعناية من أجل أن يرى كيف يستميت أبو محمد لإثبات ما يريد على طريقة أهل الأهواء ولا مانع من إيضاحه للقارئ الكريم
عنون أبو محمد مبحثا بعنوان: حكم استعمال آلات المعازف واستماعها)
وكما ترى هو تكرار لما سبق وتحليلي لمثل هذا التصرف من أبي محمد إنما هو اضطراب وغياب منهج لديه
وأقتطف منه شيئا قليلا لأوضح ذلك للقارئ الكريم فقال:
(لكن الشأن هنا أن النصوص جاءت بحوادث تؤكد القول يإباحة الموسيقى أصلا)
قاتل الله العجلة والهوى (الموسيقى) جاءت النصوص بإباحتها
ثم قال: (فمن ذلك)
ثم بدأ يستدل بالنصوص التي رددت عليها سابقا وأثبت أنها جاءت بالدفوف فقط وأنها خارجة عن محل النزاع وأن الإجماع بتحريم المعازف لا يتناولها
وقد علق على حديث عائشة الذي فيه الجاريتان اللتان تضربان بدف بقوله:
(فهذه إباحة صريحة للغناء والعزف إظهارا للسرور يوم العيد)
يا أيها القراء: كيف تريدون أن أحكم على أبي محمد وبماذا أحكم؟! هل هناك تدليس أشد من هذا؟ ولا حول ولاقوة إلا بالله
ثم استدل بالحديث الذي فيه (أن المرأة نذرت أن تضرب بالدف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم علق عليه قائلا: فهذا الحديث حجة قوية في إباحة العزف والغناء بغير محذور)
والله إن أبا محمد يظننا لا نعقل ولا نفهم!! أين أنت يا رجل؟ كم مرة قلنا بأن الدف خارج عن محل النزاع أفلا تعقل؟ أو أنت تعلم ذلك ولكنك تراوغ؟!!
يا الله ماذا أكتب وماذا أنقل لكم التلاعب أمام عيني كل واحد أشد من الآخر أرجوكم أيها القراء اقرأوا هذا المبحث لتروا حال الرجل وتدعو له بالهداية فلقد أسرف على نفسه بهذا التزوير والتدليس
ثم قال: (انتقال حكم الموسيقى عن الإباحة: .... أولا الاستحباب)
رباه رباه: الاستحباب = استحباب الموسيقى
والله لن أعلق عليه فأنا في حالة من القهر وأخشى على نفسي من الإثم أو التجني أو حظوظ النفس = الاستحباب للموسيقى هنيئا لكم أيها المغنون فأنتم في عبادة تثابون عليها وتؤجرون من الله جل وعلا
يا خجلتاه من ربنا = ويا خجلتاه من اللعب في ديننا = لست مستغربا وجود مثل هذه الطوام على مر الأزمان وأعرف ماهو أشد من هذا = وإنما الخجلة والحسرة أن مثل هذا الرجل يعتبر نفسه ويعتبره كثير من الناس العالم الذي لا يشق له غبار
ولبست هذه المشكلة أيضا = بل أتدرون من الذي يعتبره هكذا إنهم طلبة العلم = وليست هذه المشكلة أيضا = أتدرون ماهي المشكلة: هي أنهم أصحاب الحديث
يا أبا محمد أنصحك لوجه الله لا تعرفني ولا أعرفك أنصحك لوجه الله، أنصحك لوجه الله ارجع إلى ربك وتب إليه فقد عبثت في شرعه وتلاعبت بالنصوص على غير هدى،
يا أبا محمد دعك من لومي وإن كنت أعترف بالتقصير على كثير من كلماتي التي زل القلم بها، ولا يخادعنك الشيطان فيشغلك بها عن الأهم = إنه أنت، انشغل بنفسك
قل لها: ماذا دهاني
قل لها: أفيقي وارعوي أن تستدرجي فلطفا بحالي
تأمل أخبار المنتكسين، وابرأ إلى الله من حولك وقوتك وطولك واحتم بحماه وقل يا مقلب القلوب ثيت قلبي على طاعتك
ألا تعرف القلق، ألا تعرف الخوف والرهبة أن تكون أمة محمد كلها على تحريم شيء وتقف وحدك في صف تجاههم وتقول الحق معي
يا أبا محمد تقول باستحباب الموسيقى هكذا بهذا الإطلاق واحر قلباه = واحر قلباه
وإني والله لمشفق عليك وناصح لك أنقذ نفسك وانج بنفسك واهرب إلى الله = اهرب إليه ومرغ وجهك في جنح الليل وقل: أعوذ بك أن تضلني
¥