تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالصدر رحب ومتسع ولم أكن متحاملا على أبي محمد انتصارا لنفسي أو لحظ نفس أو هوى

إنما كان غضبا للشريعة من رجل علم الإجماع وعلم كيف يبحث عن صحة نسبة القول أو عدمه

كيف لا أتحامل على رجل ينسب قولا إلى شخص فإذا رجعت إلى لفظه لم أجد هذا الكلام كما فعل مع أبي المنهال ومعمر وووو

كيف لا أغضب على رجل يرى في الإسناد من هو متروك الرواية ويقول إسناد صالح)

كيف لا أغضب على رجل يدخل نفسه في مجال ليس له بأهل كما فعل في فهمه للمزهر عند الفقهاء

كيف تريدني أن لا أغضب مع رجل يثبت رأيا لأبي حنيفة لم يثبته أصحابه كلهم ولا ذكر في مذهبهم

كيف لا تريدني أن أغضب على رجل يثبت أن الإمام مالكا يغني للناس ويضرب بالدف

أرجو أن تقرأ الرد بتمعن ولقد تركت في كتابه طوام عظيمة والله ما تركتها إلا لأجل أني أحسب أن أبا محمد إذا قرأها سيخجل من نفسه وسيتوقف عن مثل هذه المزالق

وأما قولك:

[الأول: أن خلاف الظاهرية وعلى رأسهم ابن حزم مشهور.]

لم تكن دقيقا في عبارتك

أين مذهب الظاهريه ومذهب المتقدمين منهم؟ من نسبه إليهم؟

بل هو رأي المتأخرين منهم كابن حزم ولذلك كانت عبارة ابن رجب دقيقة عند قوله: سماع آلات اللهو لايعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها إنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به.)

ولذلك عبد الله الجديع لو تأملت حاله فقد كان ذكيا جدا فلم يورد إيرادك هذا ولم يقل عند نقاشه للخلاف والإجماع إن الإجماع منقوض برأي الظاهرية ولم يقل كذلك منقوض برأي ابن حزم لعلمه أن مثل هذا الكلام لا يقبل فابن حزم المتوفي في سنة (450هـ) لا يمكن أن يحدث رأيا مخالفا لما ثبت عن الصحابة والتابعين ونقل الإجماع قبله فأبو بكر الآجري نقل إجماعا على تحريمه (360هـ) وأبو الطيب الطبري (450هـ)

فكيف يأتي وينقض الإجماع لا يقبل هذا وقد كنت أود أن أشير إلى هذه النقاط وأمثالها في كتاب أبي محمد ولكني اختصرت وها أنت جزاك الله خيرا جعلتني أفيد بها الإخوة

وأما قولك:

[الثاني: أنه على فرض عدم نقل الخلاف فإن الإجماع كما ذكر أبومحمد لايعدو

أن يكون من قبيل عدم العلم بالمخالف "وهو الإجماع السكوتي " وأنت تعلم الخلاف

في حجيته وإذا لايكون ملزما للمخالف.]

كم أود أن يكون أبو محمد معنا ليجيب عن هذا التساؤل

لأنني لن آخذ بحجة عدم الوفاق على أن هذا إجماعا سكوتيا مادامت المذاهب الأربعة وفقهاؤها على اختلاف طبقاتهم وعلى مر العصور على تحريمه كلا لن أتذرع بهذا = ولكن يكفيني أن يقول أبو محمد (إن منهجي أن أقول بقول قد نقل الإجماع على تحريمه ولو لم أجد من قال بهذا القول ممن هو سابق للإجماع)

هذا ما أريد مع علمي أنه لن يقول بهذا

أما الدخول في مسألة الإجماع السكوتي وحجيته فهو صرف للموضوع ولهذا هو يعلم أن الأئمة لم يقولوا بقول وهم قد وجدوا الإجماع على خلافه إلا إذا وجدوا من ينقضه مع معرفتهم بخلاف أهل العلم في الإجماع السكوتي ونحوه

وأما قولك:

[- المبيح للموسيقى معتمد على قاعدة أصل الإباحة , ولذا فإن المحرم هو المطالب

بإثبات الأدلة من القرآن والسنة ولهذا نتمنى منك أن تناقش الإستدلال من القرآن والسنة

وألا تعتمد على إثبات الإجماع ,]

أنا من أهل السنة والجماعة والذين تلقوا وافتتنوا بقوله هم من أهل السنة

وأهل السنة الدليل الثالث المجمع عليه عندهم دليل الإجماع

فكيف لا أعتمد عليه، واعلم أنه في مسائل اعتقادية ليس له إلا هذا الدليل مع أن المخالف متمسك بظاهر النص ولا أحتاج للتمثيل ومالم يأخذ بهذا الدليل فيجب عليه أن يعذر الطائفة الأخرى مع علمي أنه لا يرتضيها

وأما مناقشة الأدلة فقد بينت أكثرها وكيف لواها ودلس في فهمها بما أظن أن الأمر اتضح لمن شرح الله صدره للحق وغلب حب الله ورسوله على هواه ونفسه

ليست البلوى الحقيقية أن يبتلى الإنسان بفعل معصية أو يكررها حتى، بل البلوى التي لا لعا لها هي أن يستبيحها ويبرر لنفسها جوازها، كلا بل الأشد أن يدعو الناس إلى فعلها، كلا بل ويجعل لهم الثواب عند فعلها

وجزاكم الله خيرا

ـــــــــــــــ

الأخ الكريم: محمد الحريص:

جزاك الله خيرا على دعائك وغفر لك وأثابك الجنة

المقرئ


¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير