تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العبادة من الحسن, وأي كمال وراء هذا الكمال, وأي عبودية أشرف من هذه العبودية. اهـ (1)

فلما كانت هذه منزلة الصلاة وفضلها كان ولابد من آدائها على الوجه الأكمل وعلى النهج النبوي السوي.

والصلاة عماد الدين (2) والركن الركين , وأساس هذا الدين, فكان من المتحتم المحافظة عليها.

ومن وسائل المحافظة على الصلاة: تسوية الصفوف.

هذه السنة التي أصبحت مهجورة بين المسلمين , وللأسف بين بعض الملتزمين بالسنة, إلا من رحم ربك.

ويكفي من آثار عدم تسوية الصفوف , هذا الوعيد النبوي «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ».

ووالله لقد تحقق وعده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ,فالمرء من هؤلاء يدخل الصلاة ويخرج منها لايدري ما قرأ إمامه في الصلاة, ولايشعر بمن جنبه إلا والإمام يقول: السلام عليكم ورحمة الله. وما هذا إلا لأننا ضيعنا هذا الواجب, ألا وهو تسوية الصفوف.

وأنا في هذا البحث حاولت أن ألملم خيوط هذا الموضوع وأسبكه في عِقد منظوم, وأرصعه بالجواهر النبوية, والآثار السلفية, عسى أن أكون وفيت به وأن ينال حسن القبول من الرب قبل العبد, هو ولي ذلك ونعم الوكيل وعليه توكلت وإليه أُنيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتب

أبو مالك

محمد بن حامد بن عبد الوهاب


الاستاذ24 - 08 - 2005, 05:35 AM
ذكر الأمر بتسوية الصفوف قبل تكبير الإمام
روى مسلم بسنده ,فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِىِّ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ? يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِى الصَّلاَةِ وَيَقُولُ «اسْتَوُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِنِى مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلاَفاً. (حديث رقم 432)

والشاهد في الحديث: قول ابن مسعود ?: يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِى الصَّلاَةِ.أي: يسوي الصفوف بيده الشريفة ?.
قال النووي – رحمه الله – في شرحه على صحيح مسلم (4/ 116ط دار الخير): قوله: (يمسح مناكبنا) أي يسوي مناكبنا في الصفوف ويعدلنا فيها.
ثم قال – رحمه الله-: وفيه - أي الحديث- تسوية الصفوف واعتناء الإمام بها والحث عليه. انتهى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير