تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الخطابي – رحمه الله – في معالم السنن (1/ 159 ط دار الكتب العلمية):

قوله (رصوا صفوفكم) معناه: ضموا بعضها إلى بعض وقاربوا بينها , ومنه رصَّ البناء قال تعالى (كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) الصف/4.

والحذف: غنم سود صغار , ويقال إنها أكثر ما تكون باليمن. انتهى

ومعنى الحديث: تضاموا وتلاصقوا حتى يتصل ما بينكم ولا ينقطع , فيحدث خلل فيدخل الشيطان من بينكم , فيفسد عليكم صلاتكم.


الاستاذ24 - 08 - 2005, 05:58 AM
ذكر الأمر بتسوية الصفوف مخافة المخالفة بين وجوه المصلين
روى مسلم بسنده , فقال:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُسَوِّى صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّى بِهَا الْقِدَاحَ حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَ يَوْماً فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ فَرَأَى رَجُلاً بَادِياً صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فَقَالَ «عِبَادَ اللَّهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ». (حديث رقم 436)

قال ابن علاّن المكي في دليل الفالحين (3/ 497 ط دار الحديث):
فقوله (لتسوُّنَّ صفوفكم) المراد بتسوية الصفوف اعتدال القائمين بها على سمت واحد , أو يراد بها سد الخلل الذي في الصف.
وقوله (أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم): أي.والله ليكونن أحد الأمرين , فيه من التوبيخ و التهديد الغاية , وفيه آكد حث على تسوية الصفوف وأبلغ زجر عن ترك تسويتها لِما يترتب عليه من المخالفة المتقدم معناها. انتهى

قال النووي – رحمه الله – في شرحه على صحيح مسلم (4/ 118):
معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب، كما يقال تغير وجه فلان على أي ظهر لي من وجهه كراهة لي، وتغير قلبه علي لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن. انتهى

جاء في مرقاة المفاتيح (3/ 152 ط دار الكتب العلمية):
قال القاضي: أو للعطف ردّد بين تسويتهم والصفوف , وما هو كاللازم وهو اختلاف الوجوه لنقيضها , فإن تقدم الخارج صدره عن الصف تفرق على الداخل , وذلك قد يؤدي إلى وقوع الضغينة فيما بينهم وإيقاع المخالفة كناية عن المهاجرة والمعاداة. يعني فتختلف قلوبهم , واختلاف القلوب بفضي إلى اختلاف الوجوه , بإعراض بعضهم عن بعض.
وقيل: التقدير بين وجوه قلوبكم , بأن يرفع التآلف والتحاب , قال المظهر: يعني أدب الظاهر , وعلامة أدب الباطن, فغن لم تطيعوا أمر الله ورسوله في الظاهر يؤدي ذلك اختلاف القلوب , فيورث كدورة فيسري ذلك إلى ظاهركم , فيقع بينكم عداوة بحيث يعرض بعضكم عن بعض.
وقيل: معنى مخالفة الوجوه , تحوّلها على الأدبار أو تغير صورها إلى صور أخرى فيكون محمولا على التهديد , أو يكون إشارة إلى أن المخالفة قد تؤدي إلى هذه الحالة. انتهى

قال ابن رجب – رحمه الله – في فتح الباري (3/ 250 ط ابن الجوزي):
وقد رُوي أن تسوية الصفوف وإقامتها توجب تآلف القلوب. فروى الطبراني في الأوسط (5121) من طريق سُريح بن يونس, عن ابي خالد الأحمر عن مجالد عن الشعبي عن الحارث عن علي , قال:قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (استووا تستوي قلوبكم , وتماسوا تراحموا).
قال سريح: تماسوا. يعني: ازدحموا في الصلاة.
وقال غيره: تماسوا. تواصوا. انتهى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير