تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 08:31 م]ـ

41

أن في المتكلمين من المعتزلة وغيرهم طوائف لا يوجبون النظر في علم الكلام منهم أهل المعارف الضرورية

........

فإن الإخبار بالمعلومات لا تصح، ودخول المؤكدات على الإخبار بها لا يحسن لولا أنه نزل المخاطبين لشدة غفلتهم عن هذه المعلومات منزلة الجاحدين المنكرين لها، كما ذكره علماء المعاني في قول الشاعر:

جاء شقيق عارضا رمحه ........... إن بني عمك فيهم رماح

42

ولقد صنف الجاحظ وهو ممن يقول إن المعارف ضرورية كتاب (العبر والاعتبار) فأتى فيه بما يقضي له بعلو القدر في العلم وتعمقه في التفكر في عجائب المخلوقات الضرورية، وكذلك النظر في علم التشريح، وعجيب خلق الإنسان والتأمل لما يدرك من ذلك بالعيان.

43

فاحتج [الهدهد] بحدوث هذين الأمرين [الخبء في السموات والأرض يعني المطر والنبات] المعلوم حدوثهما مع تكررهما وحاجة جميع الحيوانات إليهما مع أنه ما قرأ في المنطق ولا عرف علم الكلام

44

فهذا أسلوب الأنبياء والأولياء والأئمة والسلف في النظر، وخالفهم بعض المتكلمين وأنواع المبتدعة، فتكلفوا وتعمقوا وعبروا عن المعاني الجلية بالعبارات الخفية، ورجعوا بعد السفر البعيد إلى الشك والحيرة والتعادي والتكاذب وقد اعترف أكثر المتكلمين بالوقوع في الحيرة والأمور المشكلة المتعارضة.

45

ودفع المضرة المظنونة واجب عقلا

47

وقد حكى الله سبحانه وتعالى مجادلة الأنبياء في كتابه لأنواع الجاحدين فلم يكن فيها شيء يتوقف على معرفة دقائق الكلام والمتكلمين.

49

وتمثلت بقول الزمخشري رحمه الله حيث يقول:

اطلب أبا القاسم الخمول ودع ........... غيرك يطلب أساميا وكنى

شبه ببعض الأموات شخصك لا ........... تبرز إن كنت عاقلا فطنا

علك تطفئ ما أنت موقده ........... إذ أنت في الجهد تخلع الرسنا

إدفنه في البيت قبل ميتته ........... واجعل له من خموله كفنا

50

ولا ريب أن بعض الفنون أحب إلى بعض الناس من بعض، بل بعض كتب الفن الواحد أحب إلى بعض أهله لما فيه من الخواص

.........

وخشيت أن أقطع العمر في الوسائل وما وصلت إلى المتوسل إليه، وتعوقني العوائق والعياذ بالله عما لا يعول إلا عليه، فأكون كمن بالغ في الوضوء وابتدع، حتى خرج وقت الصلاة وضاق عليه ما اتسع.

52

وما زلت في زمن الحداثة وأيام الغرارة أسد سمعي عن كل نصيحة وأرد بطبعي في هذا كل حجة صحيحة، وحبك الشيء يعمي ويصم، ولا ينجو من الهوى إلا من عصم، حتى أسفر لي وجه الخبرة عن أحوال الرجال، فنادى مؤذن التجارب الصلاة في الرحال، وأمر الفصحاء برفع الأصوات بالنذارة من كل منارة، فتارة وعيت فتول عنهم فما أنت بملوم {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا} وتارة أسمع (يوشك أن يكون خير مال الرجل المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن، ائتمروا بينكم بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، واعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذر شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك والزم بيتك وخذ ما تعرف واترك ما تنكر ليسعك بيتك وابك على خطئيتك)

.......... / فعقدت على ذلك اعتقادي وعزمت على لزومه بعد أن همت في كل وادي وقنعت من الغنيمة بالإياب، حتى سلمت في سفري من الذئاب المدلسة بلبس الثياب، وإنها والله بدليلي العقل والحس أخبث نوعي هذا الجنس، لا سيما من كان ظاهره بالزهادة متحليا وباطنه من حلية الإخلاص متخليا

54

وقد قلت في ذلك مجيبا على من لام وعاب من الأهل والأحباب:

لامني الأهل والأحبة طرا ........... في اعتزالي مجالس التدريس

قلت لا تعذلوا فما ذاك مني ........... رغبة عن علوم تلك الدروس

هي رياض الجنان من غير شك ........... وسناها يزري بنور الشموس

غير أن الرياض تأوي الأفاعي ........... وجوار الحيات غير أنيس

حبذا العلم لو أمنت وصاحبـ ........... ـت إماما في العلم كالقاموس

غير أني خبرت كل جليس ........... فوجدت الكتاب خير جليس

ورضيت المروي عن جدي القا ........... سم من جامع علوم الرسوس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير