تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - لا يستحب إطالته عن الحد المعقول والمقبول بحيث يتجاوز المنكبين ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لخريب بن فاتك -رضي الله عنه - (نعم المرء أنت لولا خلتان فيك) فقلت: وما هما يا رسول الله تكفيني واحدة؟ قال: (ارخاؤك شعرك وإسبالك إزارك) (30).

5 - ألا يكون فيه تشبه بالكفرة فلا يضع القصات التي تشبه قصات الكفرة فيكون قصده وهدفه التشبه بهم وهذا هو الملاحظ وللأسف عند فئة قليلة من شبابنا ودليل النهي قوله عليه الصلاة والسلام: (من تشبه بقومٍ فهو منهم) أما إذا وافقهم فيما ليس من أفعالهم وخصوصيتهم بدون قصد التشبه فلا يتعدى الحكم هنا الكراهية مع التأكيد على شبابنا أن يبتعدوا عما فيه الريبة والتشبه بالكفرة مما يدعو إلى إثارة الشكوك حولهم وإساءة الظن بهم.

6 - ألا يكون في إطالة شعره فتنة طاهرة للنساء ودليل ذلك أن عمراً حلق شعر نصر بن حجاج عندما قالت فيه امرأة متمنية له وكان جميلاً.

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج (31)

فحلق عمر - رضي الله عنه - شعر نصر لما فيه من فتنة ظاهرة وفعل عمر سنة متبعة فيمنع الجميل من إطالة شعره كما منع عمر - رضي الله عنه - نصر بن حجاج من إطالة شعره.

ويقاس على هذا مردان الصبيان قال شيخ الإسلام إذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال، أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة، أو تحسينه (32).

ثانياً:

القزع حيث وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه:

1 - عن أبي عمر قال (نهى رسول الله عن القزع) (33).

2 - وجاء في صحيح البخاري بيان معنى القزع وذلك بأنه إذا حلق الصبي بعض شعر رأسه وترك ها هنا -شعر- وها هنا - شعر - وها هنا - شعر - وأشار عبيد الله بن حفص راوي الحديث إلى ناصيته وجانبي رأسه (34).

3 - رأى النبي صلى الله عليه وسلم صبياً قد حلق بعض شعر رأسه وترك بعضاً فقال: (احلقه كله أو دعه كله) (35).

4 - الإجماع حيث قال النووي -رحمه الله-: أجمع العلماء على كراهية القزع إلا أن يكون لمداواة أو حجامة وبيّن أن الحكمة في كراهيته أنه تشويه للخلق (36).

ورحم الله - عز وجل - شيخ الإسلام ابن تيمية فلقد وقع على سرٍ من أسرار التشريع في هذه المسألة حيث قال - رحمه الله - (وهذا من كمال محبته الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم للعدل، فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه، لأنه ظلم للرأس حيث ترك بعضه كاسياً وبعضه عارياً (37).

وقد بيّن ابن القيم رحمه الله صور القزع وبأنها أربع:

أ - ان يحلق من رأسه مواضع من ها هنا وها هنا كما في الشكل رقم (3).

شكل رقم (3) قزع

ب - ان يحلق وسطه ويترك جوانبه؛ كما يفعله شماسة النصاري كما في الشكل رقم (4).

شكل رقم (4) قزع

ج- ان يحلق جوانبه ويترك وسطه؛ كما يفعل كثيرٌ من الأوباش والسفل كما في الشكل (5).

شكل رقم (5) قزع

د - أن يحلق مقدمه ويترك مؤخره كما في الشكل (6، 7، 8) (38).

لذا علينا أن نعرف أن بعض القصات المنتشرة بين شبابنا وخصوصاً القصة المسماة بالكابوريا من صورة القزع بل قد تتعدى الكراهية إلى التحريم إذا كان هدف من فعلها وكانت نيته تقليد فلان وفلان من الكفرة وهذا الملاحظ مع الأسف.

هـ - ومن صور الحلق المكروه، حلق القفا لمن لم يحلق رأسه ولم يحتج إلى ذلك الحلق من أجل تداوٍ أو حجامة وعندما سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن حلق القفا قال: هو من فعل المجوس، ومن تشبه بقوم فهو منهم (39)، أمّا من حلقه من أجل الحجامة أو العلاج أو عند حلق الشعر أو تخفيفه ثم قام بالتحديد فلا بأس.

كذلك القصة وحلق القفا للغلام فلا بأس بهما، والمقصود بالقصة شعر الصدغين والمراد بالقفا مؤخرة الرأس التي تسمى الآن التحديد أي تحديد الشعر فهذه لا بأس بها ولا كراهية، مع التنبيه أن الحكم يشمل الحلق والتخفيف إذا كان هناك تفاوت واضح في تخفيفه كأن يجعل جزءاً منه مثلاً رقم واحد وجزءاً منه طويل قد يصل إلى شحمة أذنيه لوجود العلة فيها.

والخلاصة أن هذه أبرز الأمور التي أحببت التنبيه إليها حتى يعرف الأخ القارئ ما هو المنهي عنه وما هو المندوب به وما هو المكروه ومن أجل أن تتضح الصورة لبعض المسؤولين في الأندية حتى يبينوا لمنسوبيهم ما هو الموقف الشرعي من هذه الأمور.

والله أعلم وأحكم.

قاله وكتبه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير