تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التفخيم والترقيق]

ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 03:23 م]ـ

التفخيم والترقيق


بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة التفخيم والترقيق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعد:
فإن التفخيم لغة: التسمين اصطلاحا: عبارة عن سِمَن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.
والترقيق لغة: التنحيف اصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.
والتفخيم والتغليظ والتسمين ألفاظ مترادفة بمعنى واحد والمستعمل منها في اللام التغليظ وفي الراء التفخيم
اعلم أن حروف التفخيم سبعة مجموعة في كلمة (خص ضغط قظ) وهي حروف الاستعلاء وأقواها حروف الأطباق الصاد والضاد والطاء والظاء قال ابن الجزري رحمه الله
وحرف الأستعلاء فخم واخصص الأطباق أقوى نحو قال والعصا
وهي متفاوتة في هذا التفخيم قوة وضعفاً على مراتب خمسة
أعلاها المفتوح وبعده ألف نحو {فصالاً} كقوله تعالى {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} (سورة البقرة: 233)،
ثم المفتوح وليس بعده ألف نحو {صبرًا} كقوله تعالى {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً} (سورة المعارج: 5)،
ثم المضموم نحو {فضرب بينهم} كقوله تعالى {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (سورة الحديد: 13)،
ثم الساكن نحو {تقهر} كقوله تعالى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} سورة الضحى (9)،
ثم المكسور نحو {خيانة} كقوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} (سورة الأنفال: 5
أما حروف الإستفال فكلها مرققة ماعدا (اللام والراء) في بعض أحوالهما.
أما اللام فتفخم بشرطين: أ – أن تكون في لفظ الجلالة.
ب – أن يكون ما قبلها مفتوحاً أو مضموماً.
مفتوحاً نحو {اللَّهُ رَبُّنَا} {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (سورة المائدة الآية: 9) أو مضموماً نحو {عبد الله} كما في قوله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} (سورة الجن: 19)
قال ابن الجزري رحمه الله: وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله.
وترقق إذا كان ما قبلها مكسوراً نحو: (باسم الله) أو كانت اللام في غير لفظ الجلالة نحو: {مَطْلَعِ الْفَجْرِ} {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وأما الراء فإما أن تكون متحركة وإما أن تكون ساكنة:
فإن كانت متحركة فلا ننظر ما قبلها ولا ما بعدها وإنما ننظر إلى حركتها فإن كانت مفتوحة أو مضمومة فإنها تفخم نحو: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} {رَبَّنَا آمَنَّا}
وأما إذا كانت مكسورة فإنها ترقق مثل / {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ} , {رِزْقاً لِلْعِبَادِ}.
قال ابن الجزري رحمه الله ورقق الراء إذا ما كسرت أي إذا كسرت
مفهومه فخم الراء إذا فتحت أو ضمت
• وأما الراء الساكنة فإنها قد تكون في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها
فإن كانت في أول الكلمة (فلا بد أن يكون قبلها همزة وصل) فهي مفخمة مطلقا نحو: {وَقَالَ ارْكَبُوا} , {ارْجِعِي الى ربك}، {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى من رسول} {ارْكَعُوا} و نحو {وارزقنا} كما في قوله تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} (سورة المائدة الآية: 114) ونحو {ارجع} كما في قوله تعالى {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (سورة النمل الآية: 37)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير