ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 02 - 06, 06:26 م]ـ
لو تضعها في ملف word تكون مشكورا أخي الكريم. وأنت مشكور على كل حال
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 02 - 06, 06:40 م]ـ
عند الانتهاء إن شاء الله تعالى ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 02 - 06, 07:50 م]ـ
تابع المحاضرة:
المال في الإسلام حرص الشارع أن لا يكون دُولة بين الأغنياء، أن لا تنفرد بامتلاكه يد، ويبقى المسلمون الباقون صفر الأيدي محتاجين وقد تجمع المال في يد واحد، أو أيد من الناس بواسطة الحكم والسُلط والحيل، وأنواع السلط على الناس: سلط الحكم، أو سلط جاه، أو سلط حيل، كي لا يكون دولة بين الناس.
فتته الشارع بالتركات، بالنفقات، بالمصاريف الخاصة والعامة، مهما تجمع بالأيدي عن حلال، لا يكاد يمضي عليه جيل أو جيلان حتى يتفتت، حتى يتمزق، حتى يصبح وقد انتقل من يد واحدة إلى أيد كثيرة. هذا إن كان الدخل في الأصل دخل حلال لا حرام، أما إن كان الدخل دخل حرام؛ لا يعتبر ملكا شرعيا، ولا يعترف به لصاحبه.
المال في الإسلام جعله الله حقا للناس، كما الصلاة حق لله، وأول حرب وقعت بين المسلمين: حرب داخلية، كانت لأجل الفقير والمسكين.
ارتفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فضل من ضل، وارتد من ارتد، وامتنع عن أداء الزكاة من امتنع. وإذا بأبي بكر الصديق، الخليفة الأول، يقف وقفة الضرغام والأسد الهصور بعد أن خالفه من خالفه لعدم فهم، وضعفا في الموقف. فقال أبو بكر: "والله لو منعوني عقالا، لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها لرسول الله؛ لقاتلتهم عليه".
فأخبرهم باللسان واللين، فامتنعوا، فأشهرها عليهم حربا عوانا، وكان يقول: "عجبت لمن فرق بين الصلاة والزكاة، الله لم يفرق في كتابه بينهما، فلقد جمع بينهما". وقرأ في غير آي من الآي، وفي غير سورة من السور: {أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.
فالصلاة حق الله، والمال حق الناس، فمن منع حق الناس عطلت صلاته، ولم تقبل منه، كان هذا مذهبه ومذهب ابن مسعود ومذهب جماعة من الأصحاب.
كان مذهب أبي بكر بالقول وبالسيف، فقاتل الممتنعين من الزكاة إلى أن خضعوا لحق الله، إلى أن خضعوا لحق الفقير والمسكين. هل سمعتم في الأرض أن حربا قامت بين الناس لأجل الفقير والمسكين، ولحق الفقير والمسكين؟!. حدث هذا في الإسلام، وعقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
للفقير والمسكين حق في المال جعله الله ملكا من أملاكه، وجعله الله حقا من حقوقه؛ فلو امتنع أصحاب الحق من أداء الحقوق، فللفقير والمسكين أن يجبر حكومته على أن تطلب حقه ولو بحد السلاح!. فإن لم تفعل؛ فللفقير والمسكين أن يتكتل ويحارب على هذا الحق، فمن قَتَل من المجتمع؛ فقد قتله سيف الإسلام، وضاع دمه هدرا. ولو قُتل طالب الحق؛ قُتل قاتله.
أسمعتم بهذا في شريعة من شرائع الدنيا السماوية أو الأرضية؟، هذا في الإسلام، وأجمعت عليه المذاهب، والإسلام غني بمذهبه الاقتصادي، لا حاجة له إلى أن يشحذ من غيره، أو يستعير من غيره. لا يستعير إلا الفقير، لا يستعير إلا المعدَم، لا يشحذ إلا صفر اليد.
أما الإسلام؛ فهو يدّر ولا يستورد، فإذا ضاعت العقول، ومسخت النفوس، وارتد الناس عن الإسلام، إذا تركوا دين الله الحق الذي سادوا به قرونا تلتها قرون، حينما كانوا متمسكين به، ذلوا ذلا تسلط به عليهم أذل خلق الله في الأرض، لأنهم تركوا دين الله وراءهم ظهريا، والنظم التي سادوا بها وراءهم ظهريا.
نظام الضرائب نظام جاهلي، نظام غير إسلامي، نظام يهودي صليبي، جائر ظالم، الحيف فيه على الفقير باستمرار، أما الغني فلا يضره إلا قليلا.
أما الضرائب في الإسلام، نظام الجباية في الإسلام: الفقير يأخذ ولا يعطي، والغني إنما يعطي من فضول ماله، والناس بخير ما دام الإسلام حاكما، وما دام الإسلام قائدا، وما دام الإسلام قانون الدار والمكتب والشارع والأسرة، والفرد والمجتمع والشعب والحكومة.
وأنا ذاكر أشياء ثمانية من قُنُن الإسلام الجوهرية، ذاكرها ذكرا أشبه بالعناوين منها بمحاضرات أو كلمات. مشاكل الناس اليوم في الأرض، من معادن، من مرافق، في التركات، في الزكوات، في الخراج.
الأرض للإسلام فيها قول، وللإسلام فيها حكم، ليس للشيوعية منه في الحق قليل ولا كثير، ولا للرأسمالية منه في الحق قليل ولا كثير.
الأرض في الشريعة أنواع:
¥