الجواب: أنا حينما تكلمت قلت: الأقليات الدينية، يعني: النصارى واليهود والمجوس، أما الفئات الأخرى التي تنتسب لغير ما يسمى بأهل السنة والجماعة، نحن نعتقد في أكثرهم أنهم مسلمون، لكنهم مسلمون مخطئون في بعض الاجتهادات العقيدية، وفي بعض الاجتهادات الفرعية، فالخلاف بيننا في الفروع ليس كبيرا كالخلاف بين الأئمة الربعة، أما الخلاف بيننا ففي العقائد، القول بعصمة أئمة أهل البيت بأن كلامهم ككلام الرسول عليه الصلاة والسلام، وبأن فلانا العسكري لا يزال حيا منذ ثمانمائة سنة، وأن القرآن والسنة وكلام هؤلاء في مستوى واحد، وشتيمة أبي بكر وعمر والخلفاء الراشدين. الأمر هنا لا يحتمل، لكن مع ذلك نعتبرهم مسلمين يحتاجون إلى هداية.
سؤال:
الجواب: قلت بأن الإسلام له عودة، كان موضع محاضرتي في الشهر الماضي هو هذا، أليس كذلك يا من حضر؟. وخلود الإسلام. فإن كان أخونا يريد أن نتكلم في هذا، فممكن أن نعيد هذا المعنى، لأن الكثيرين ممن لم يحضروا يمكن أن يسألونا هذا، فيبقى هذا إلى وقت آخر بحول الله.
سؤال:
الجواب: الخلفاء يسكت عنهم في اليمن، نجران هو اليمن، وقد أخرج عمر بن الخطاب يهود اليمن، والنبي وهو يموت – كما قلت عن ابن عباس: "يوم الخميس وما هو يوم الخميس؟ " – وهو يقول: "أخرجوا اليهود والنصارى عن جزيرة العرب"، وفي رواية: "أخرجوا يهود الحجاز وأخرجوا نصارى نجران – أو أهل نجران – عن نجران"، وأهل نجران من اليمن.
فما حدث بعد لم يكن في عهد الخلفاء الراشدين، وابن تيمية ينقل في ذلك الإجماع. أما عهد الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة رضوان الله عليهم، ما كاد يتم حتى لم يبق في جزيرة العرب إلا مسلم، ومسلم سني فقط، أخرج يهود الحجاز ونصارى اليمن، وما حدث من بعد كما يحدث الآن، بعض ديار جزيرة العرب دخلت فيها كنائس جديدة، ونصارى من مختلف القوميات والوطنيات والجوازات، وهم يخطبون الآن في كنائسهم وأديرتهم، بأننا ننتصر اليوم انتصارا لم ننتصره من قبل أبدا، جزيرة العرب التي طردنا منها نبيهم، نبي العرب، وأتم ذلك خليفتهم الثاني عمر بن الخطاب، نحن الآن نلجها من جديدبعقائدنا وكنائسنا وأديرتنا. وبعض الولايات الجديدة في جزيرة العرب أعطتهم جوازات، أعطتهم حقوق المواطنين، وبعض هؤلاء بنوا لهم كنائس من جيوبهم ومن أموال المسلمين.
سؤال:
الجواب: نعم؛ قلت: من يولد تحت الراية الإسلامية يولد مسلما، وهو – كقوانين الجنسية العامة الآن – من يولد تحت راية دولة يعتبر مواطنا، وبعض الدول الأخرى لا، تضن بجنسيتها.
وهذا قلته من قبل وبعد، ثم قلت: ومنهم من يولد في الأرض الإسلامية التي احتلت من جديد، بمعنى: حينما احتلت الشام، وهو ما احتل من بعد النبي عليه الصلاة والسلام. ماذا حدث؟.
كان أمر هذه البلاد بين النصارى وبين من لا دين له، وأكثرهم نصارى، وكان سكان العراق – تبعا لذلك – مجوسا، فجاء الإسلام، وبعهدة عمر وعقدته التي تعتبر نصا واتبعت من بعده، وهي التي التزمها عمر بن عبد العزيز، وهي التي التزمها هارون الرشيد، وهي التي التزمها جعفر المتوكل، وهي التي التزمها مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب: إدريس بن عبد الله، وهي التي أجمع الفقهاء على العمل بها وصحتها وتواترها.
وهو أنهم: عندما يدخلون، من وجدوه بالغا – إن كانت فتحت الأرض عنوة – فللدولة الإسلامية أن تصنع به ما تشاء، أن تسترقه، ـأن تقتله، أن تخرجه من أرضها، أن تبقيه للانتفاع به.
وعمر رأى أن المسلمين الذين فتحوا هذه الديار كانوا قلة، فأبقى أهل الذمة، واستعملهم في الأرض على أن يعطوه خراجها كراء لها، وكان الحكم في ذلك عند المالكية وعند الأحناف بعد إذن الإمام، وقول مختلف عند أحمد، بل قول يشبه قول مالك، وقول يشبه قول أبي حنيفة، وقول الشافعي، بأن هذه الأرض بقيت ملكا مشتركا للمسلمين لا تباع ولا تشترى، وضرب عليها الجزية في الأرض، وهو ما يسمى بالخراج، وكتب المذاهب كلها ملأى بهذا المعنى. والسلام عليكم ورحمة الله.
-انتهت الأسئلة والأجوبة وبقي تعقيب الأستاذ المبارك رحمه الله -
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:33 م]ـ
تعقيب للأستاذ العلامة محمد المبارك رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ...
¥