ولنا لقاء للمتابعة وبارك الله فيك.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:15 ص]ـ
أخي الكريم الشميري ... بارك الله فيك و جعلك من سعداء الدارين
لقد قال ابن تيمية رحمه الله
الفتاوى الكبرى [جزء 5 - صفحة 321]
وأطلق أحمد الكراهة والكراهة المطلقة هل تنصرف إلى التحريم أو التنزيه؟ على وجهين
قلتَ: هذا قول شيخ الإسلام لاغبار عليه
كيف يكون لا غبار عليه عندك أخي الكريم؟
إن ابن تيمية رحمه الله يقول أن الكراهة المطلقة عند الإمام أحمد رحمه الله يمكن أن تكون للتحريم و يمكن أن تكون للتنزيه، بينما أنت تقول أن الكراهة إذا أطلقت عند السلف يراد بها التحريم، فكيف تقول عن كلامه رحمه الله لا غبار عليه؟ أرجو البيان.
و قال في موضع آخر
شرح العمدة [جزء 1 - صفحة 270]
لكن المحكي عن أحمد فيها لفظ الكراهة والأقرب أنها كراهة لاترتقي إلى حد التحريم
قلت أحسن الله إليك كنت أود منك بارك الله فيك أن تبين لنا هل هذا هو مراد الإمام أحمد أو مافهمه الشارح .. ؟؟؟
لم أظن أن الأمر سيلتبس على أحد، على العموم الكلام كله لابن تيمية رحمه الله و ليس فيه من كلام الإمام أحمد شيء، فابن تيمية رحمه الله ينقل المحكي عن الإمام رحمه الله و يبين فهمه لهذا المحكي.
إذاً فالكراهة المطلقة في كلام أحمد رحمه الله تحتمل عند ابن تيمية التحريم كما تحتمل التنزيه، و ها هو في النقل الثاني يختار أنها للتنزيه لا التحريم، فهل تصرفه رحمه الله يوافق ما خلصتَ إليه أنت و إخواننا الكرام؟
قلتَ لا نصرفه لكنه قول شيخ الإسلام وليس الإمام أحمد .. !!!!!!!
أنا قلتُ (تصرفه) أي تصرف ابن تيمية رحمه الله بحمل الكراهة في كلام الإمام أحمد على التنزيه لا التحريم، فضمير الهاء في (تصرفه) عائد على ابن تيمية لا على الإمام أحمد، إذ كما هو معروف أن الضمير يعود على أقرب المذكورين قبله و هو في كلامي ابن تيمية، فراجع كلامي جيداً بارك الله فيك.
وكليهما ليس بمعصوم لكن شيخ الإسلام فهم هذا من غير ما تصريح لأحمد بارك الله فيك
أما كون ابن تيمية غير معصوم فيمكن لذلك أن يفهم مراد الإمام أحمد من كلمة الكراهة خطأ فممكن عقلاً، و لكن لابد من مناقشة كلامه فإذا أردنا أن نعارضه فلقول غيره من الأئمة لا لقولنا أو فهمنا، و أحسب أنك توافقني على ذلك.
أما الإمام أحمد رحمه الله فما علاقة العصمة بكونه يطلق الكراهة و يعني بها التحريم أو يعني بها التنزيه؟ أرجو البيان. ثم إن موضوعنا هو مفهوم الكراهة عند السلف و الإمام أحمد من السلف فلو أنه كان يطلق الكراهة بمعنى الحرمة و بمعنى التنزه علمنا أن السلف يمكن أن يطلقوها على معنى الحرمة و التنزه، و ليس لهذا الأمر علاقة بالعصمة.
قلتَ بارك الله فيك كل هذه النقولات بارك الله فيك هي فهم الكراهة لشيخ الإسلام لا لأحمد وهذا معلوم عنه رحمه الله.
و لكن أخي الكريم من النقول ما لا يحتمل سوى هذا الفهم فعندما يكون للإمام أحمد و الإمام مالك في مسألة التربيع مثلاً قول بالحرمة و قول بالكراهة فماذا تكون هذه الكراهة؟ أتراها تكون تحريمية؟!!!
و عندما يكره الإمام أحمد بناء الحمامات و قد أقرها الصحابة أتكون كراهته للتحريم؟ أم تراه لم يعلم بإقرار الصحابة مع أنها قد بنيت في بلده العراق على عهد علي والي الكوفة و هي في العراق كذلك؟!!!
و عندما يفهم أبو حنيفة كراهة ابن عمر أنها للتنزيه، فعلى فرض أنه مخطئ و أنها للتحريم أليس أبو حنيفة من السلف و نحن مسألتنا عن مفهوم الكراهة عند السلف؟ ألا يدلك ذلك على أن من السلف كأبي حنيفة مثلاً من لا يحصرون الكراهة في التحريم فقط؟
و عندما يقول ابن القيم أن من الصحابة من حرم الزيادة في الخلع و منهم من كرهها ألا يدل ذلك على أن الكراهة عند الصحابة ليست للتحريم فقط بل للتنزيه أيضاً؟
ثم بارك الله فيك أراك تنزل فهم الشيخ وفهمك على فهم لم يصرح به الإمام رحم الله الجميع ..
أحسن الله إليك ... ابن تيمية رحمه الله من أئمة الحنابلة الذين ملأت أقوالهم و اختياراتهم كتب المذهب و هو ليس معصوماً كما قلت فقد يخطئ في موضع أو مواضع أما أن يخطئ في فهم مراد إمامه من مصطلح كالكراهة فبعيد جداً، و إلا فما وجه إمامته ـ أعني ابن تيمية ـ في المذهب؟
أما فهمي أخي الكريم فلا يقدم و لا يؤخر و أنا لم أستقل بفهم لكلام الإمام أحمد رحمه الله فما أنا سوى ناقل، لكن النقولات التي سقتها لك تبين فهم ابن تيمية رحمه الله لمراد الإمام و تبين أن الحنابلة لا يحملون كراهة الإمام أحمد رحمه الله على الحرمة فقط بل لها عندهم وجهان الحرمة و التنزيه، فإذا أردنا تخطئتهم فعلينا أن نأتي بدليل على أنهم فهموا كلام إمامهم خطأً!!!
ولو أنك جزاك الله خيرا تمعنت فيما نقل عن الصحابة أوتابيعهم في هذه المسألة لزال الإشكال ..
إنما جاء فيما بعد من تمسك بما كانوا عليه وهناك من فصل المعنى إجتهادا منه.
ولنا لقاء للمتابعة وبارك الله فيك.
أنا في انتظارك بارك الله فيك للاستفادة من النقول التي ذكرتها، و لكنني أقول لك أنني قد ادعيت دعوى و هي أن الكراهة عند السلف ليست للتحريم فقط بل للتنزيه أيضاً و دللت على ذلك بأدلة من كلام الأئمة و فهمهم لكلام السلف فيجب عليك لنقض هذه الدعوى أن تأتي بكلام للأئمة ينقض فهم من ذكرتُ لكلام السلف .... فتفضل مشكوراً.
¥