تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لذا أخي الحبيب أرجوك رجاء حاراً أن تأتيني بمستندك من كلام العلماء المتقدمين على كون الكراهة إذا أطلقت عند السلف يراد بها التحريم، و اعذرني إن كنتُ سأتوقف عن متابعة النقاش إن لم تفعل لأنني أخشى أن جهودنا ستضيع هباء إن لم أعرف من الآن مستندك في قولك هذا، و أظن أخي الكريم بعد كل ما نقلتُه لك فمن حقي أن تأتيني بنقول تؤيد كلامك، أليس كذلك؟

بقي من حقك علي أن أعلق على كلامك الأخير

فعندما نقلت هذا لم يكن سوى تعجيزك في حل هذا الإشكال ...

فقلت في قرارة نفسي: لنضاعف هذا التعجيز وذلك بذكر قول ابن القيم منقولا عن السعدي ليكون الإشكال قويا .. !!!!! ولاعجب

الحاصل وإن كان النقل عن السعدي غير دقيق إلا أنه ثابت عن ابن القيم ............

1. إن كنتَ أخي الحبيب تعني بعدم الدقة في النقل أنك نسبته للسعدي رحمه الله بينما هو ليس له فلا يصح أن تقول " منقولاً عن السعدي " " النقل عن السعدي ".

2. أما قولك أن النقل ثابت عن ابن القيم فعجيب إذ أين ثبت هذا عنه؟ إن كنت تعني نقل الشارح عن ابن القيم قوله "إن متأخري هؤلاء الأئمة غلطوا على أئمتهم، فراحوا يفسرون الكراهة في كلام أئمتهم بالاصطلاح الأصولي المتأخر" فابن القيم لم يقل هذا حرفياً بل قال ما سأنقله لك و أنا يا أخي الحبيب أطلب منك الصبر علي لترى فهمي لكلامه رحمه الله و أطلب منك التريث في قراءة كلامه و التمعن فيه للوصول إلى مراده، مع ملاحظة أن ما بين الأقواس هو من كلامي

إعلام الموقعين [جزء 1 - صفحة 43]

"فالسلف كانوا يستعملون الكراهة في معناها الذي استعملت فيه في كلام الله ورسوله (و قد بين في الفوائد مراده فقال " وأما لفظة يكرهه الله تعالى ورسوله أو مكروه فأكثر ما تستعمل في المحرم وقد يستعمل في كراهة التنزيه ") أما المتأخرون فقد اصطلحوا على تخصيص الكراهة بما ليس بمحرم وتركه أرجح من فعله (و المعنى أن الكراهة عند السلف كانت للتحريم و هو الأكثر و للتنزيه و هو الأقل أما المتأخرون فقد خصوها بالتنزيه فقط، و هذا لاإشكال فيه إذ لا مشاحة في الاصطلاح و ابن القيم نفسه و مشايخنا و أنا و أنت نستعمل اصطلاح المتأخرين هذا) ثم حمل من حمل منهم كلام الأئمة على الاصطلاح الحادث فغلط في ذلك (إذاً ليس كل المتأخرين فعلوا ذلك بل بعضهم و هم غير المحققين و كيف يتصور أن يعد ابن القيم ذلك غلطاً من بعض المتأخرين فينبه عليه ثم يتابعهم على غلطهم!!) وأقبح غلطاً منه من حمل لفظ الكراهة أو لفظ لا ينبغي في كلام الله ورسوله على المعنى الاصطلاحي الحادث (و هذا لا يكاد يكون إلا ممن بعد جداً عن التحقيق و إلا فكيف يكون ما كرهه الله عز و جل في الإسراء من قتل و زنا و .. و .. مكروها على المعنى الاصطلاحي المتأخر؟!!) "

أما إن كنتَ تعني قول الشارح عن السلف "أنهم لا يعرفون المكروه بمعنى كراهة التنزيه، إنما إذا أطلقوا المكروه أرادوا به المحرم " فكنتُ أحسب أن ردي السابق كافٍ في بيان أن ابن القيم رحمه الله لم يقل ذلك، و صدقني أنني في المرة السابقة كنتُ أريد أن أسألك: كيف يكون عندنا إعلام الموقعين لابن القيم ثم نتركه و ننقل عمن ينقل منه؟ و لكن لا بأس أخي الحبيب أنا أزعم أن ابن القيم لم يقل هذا الكلام في إعلام الوقعين و أزعم أن هذا الكلام لا يثبتُ عنه فوجب عليك الآن أن تثبتَ نسبتَه إليه ثم بعد ذلك تطالبني بحل الإشكال.

3. بناء على ما سبق أخي الكريم و أن ما ذكرتَه غير ثابت عندي عن ابن القيم فإن كلامه رحمه الله عندي متسق لا إشكال فيه و تصرفه في فهم كلام السلف و تصرف شيخه رحمه الله موافق لعباراتهما و هو الفهم الذي أراه صواباً، فلا يوجد في كلامه تناقض و لا تناقض بين كلامه و بين فهمه لأقوال السلف في الكراهة، فهل ما زالت المسألة معلقة عندك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير