تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ضوابط لبناء البيوت]

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[05 - 03 - 06, 03:07 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الضوابط الشرعية لبناء البيوت و تأثيثها

لقد امتن الله سبحانه على عباده بتيسيره لهم سبل البناء ومن ذلك قوم صالح بما وصلوا إليه من إتقان لبناء البيوت نحتا في الجبال وتشييدا للقصور في السهول، قال تعالى:" وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين" [الحجر/82]، وقال سبحانه:" وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين" [الشعراء/149]، وقال جل وعلا:" تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا" [الأعراف/74]. وفي معرض ذكر امتنانه على جميع الخلق بذكر كبريات النعم يقول تعالى:" والله جعل لكم من بيوتكم سكنا .. " [النحل/80]. ومن أهم مقاصد البيوت أنها ستر على أهلها، فمنع الشارع الحكيم كل ما يخرق هذه الخصوصية وأمر بكل ما يكملها ويقويها؛ فأمر بالاستئذان قال تعالى:" ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها .. " [النور/27]، ونهى عن التجسس فقال سبحانه:" ولا تجسسوا .. " [الحجرات/].

ومن الإشارات القرآنية إلى تقوية أسس البناء يقول تعالى:" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ... " [البقرة/127]، وفي لإشارة إلى ضعف الأبنية التي أسست على ضعيف من الأرض يقول تعالى:" أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم" [التوبة/108]، كما أن استقامة البناء أطول لعمره وأقوى له فإن ميلانه يودي به إلى الانهيار، قال تعالى:" فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه .. " [الكهف/77] فإذا عدل الميلان بشكل مدروس فإن عمره سيطول.

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من أسس السعادة سعة البيت وكثرة مرافقه، فعن سعد رضي الله عنه قاال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة من السعادة وثلاثة من الشقاء، فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا، فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق". رواه الحاكم وحسنه الالباني في صحيح الجامع/3056 والصحيحة/1803.

ولكننا نجد أن الكثير من المسلمين غرقوا في المظاهر البراقة من التكلف في البناء بما فائدة فيه إلا المظاهر والتفاخر والتنافس، فغرقوا في الديون لأجل ذلك، وقد اختلف العلماء في حكم التوسع في البناء والتطاول فيه وزخرفته على ثلاثة أقوال:

القول الأول: تحريم البناء بما يزيد عن الحاجة، وأدلتهم ما يلي:

1. قوله تعالى:" أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" [الشعراء/128 - 129]، وجه الدلالة أن الله عابهم ببناء القصور المرتفعة بدون الحاجة وإنما للفخر.

2. قوله تعالى:" ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ... " [الإسراء/26 - 27]، قال شيخ الإسلام رحمه الله:" إن الإسراف في المباحات محرم".

3. قوله تعالى:"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" [الأعراف/31].

4. حديث جبريل الطويل وفيه:"قال وما أماراتها؟ فقال صلى اله عليه وسلم: أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان". وجه الدلالة أنه ذكرهم بالتطاول على وجه الذم، فاقتضى ذم من يعمل عملهم.

5. حديث خباب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن العبد ليؤجر في نفقته كلها إلا في التراب أو قال: في البناء"، ووجه الدلالة أن التطاول والزخرفة في البناء لا أجر فيها لأنها لا يكون لها نية صالحة، إذ المباحات تصير طاعات بالنية، فدل على أن التطاول والزخرفة ليست من المباحات.

6. حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير