تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - حديث سفينة رضي الله عنه، أن رجلاً أضافه عليّ رضي الله عنه، فصنع له طعاماً، فقالت فاطمة: لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكل معنا. فدعوه، فجاء، فوضع يده على عضادتي الباب، فرأى قراماً في ناحية البيت، فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه، فقل له: ما رجعك يا رسول الله؟ فقال: إنه ليس لي أن أدخل بيتا مزوقاً ".وهذا يدل على كراهة وضع الديكورات المتكلفة والزخارف المنمقة.

2 - وفي حديث عائشة أنه لما رأى عائشة قد سترت الجدار وقال: إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسوا الحجارة ".

3 - وقد خرج أبو أيوب من وليمة عرس بسبب الستائر التي على الجدران فقد قال سالم بن عبد الله: أعرست في عهد أبي، فآذن أبي الناس، وكان أبو أيوب فيمن آذن، وقد ستروا بيتي بنجاد أخضر. فأقبل أبو أيوب، فرآني قائماً، واطلع فرأى البيت مستتراً بنجاد أخضر، فقال: يا عبد الله أتسترون الجدر؟ قال أبي: - واستحي – غلبنا النساء يا أبا أيوب، فقال: من أخشى أن تغلبنه النساء فلم أخشى أن تغلبنّك ثم قال: لا أطعم لكم طعاماً، ولا أدخل لكم بيتاً ثم خرج رحمه الله.

وهذه الآثار تدل على أن الأفضل للمؤمن أن يكون أثاثه خالياً من التكلف في الديكورات التي لا فائدة فيها إلا الجمال والتحسين، وما علموا أن الجمال في البساطة وأن الزخارف لم تذكر في القرآن إلا في معرض الذم وذلك في قوله تعالى: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون. وزخرفا وإن كل ذلك لمّا متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ".

كما أننا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحذر الصحابة من التكلف في الأثاث بسبل منها:

1 - أن يمتنع من دخول البيوت المزخرفة، فعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه ليس لنبي أن يدخل بيتا مزوقا".

2 - أن يأمر بأبعادها عن قبلة المصلي ولو في النافله، فعن عثمان الحجبي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني نسيت أن آمرك أن تخمر القرنين، فإنه ليس ينبغي أن يكون في لبيت شيء يشغل المصلي". .

3 - التنبيه إلى أن الأمة ستقع في الزخرفة بعد الفتوحات وأن حال الصحابة في ذلك خير من حال أولائك، فعن ابي جحيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة فأنتم اليوم خير من يومئذ"

4 - التنبيه إلى أن ما حاجة له عملية في البيت فإنه يدخل في الإسراف المنهي عنه، فعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان".

5 - أن أثاث بيته صلى الله عليه وسلم كان بقدر الحاجة مما جعل صحابته يقتدون به لأنهم مأمورون باتباعه كما في قوله تعالى:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، كما أنهم لشدة حبهم له صلى الله عليه وسلم ولكل ما يحبه يقتدون به حتى في الأمور البشرية غير التشريعية. ومما ورد في أثاثه صلى الله عليه وسلم ما رواه ثابت قال: أخرج لنا أنس بن مالك قدح خشب غليظا مضببا بحديد فقال: يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وأما فراشه صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة رضي الله عنها: إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف".

وتبعه في ذلك كبار الصحابة رضي الله عنهم، فمن ذلك ما رواه ابن المبارك في الزهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم الشام فتلقاه الأمراء والعظماء فقال: أين أخي أبو عبيدة؟ قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه، ثم قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم يرَ في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال عمر: لو اتخذت متاعا أو قال شيئا، فاقل: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل".

التحذير من الدين لأجل بناء ما لا حاجة إليه أو التأثيث المكروه

لما توسع الناس في الرفاهية والمفاخرة في بناء البيوت وتأثيثها، لجأ الناس إلى الاستدانة لأجل ذلك، وأخشى أن يأتي يوم يكون غالب المجتمع مدينا لأجل أنظمة التقسيط التي فرضتها ميل الناس للرفاهية، وقد حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من الدين في أحاديث منها:

1 - حديث محمد بن جحش رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سبحان الله ماذا أنزل من التشديد في الدين والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل، وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه".

2 - حديث ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من فارق الروح جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين والغلول".

أما إن احتاج إلى الدين، واستدان لأمر غير مكروه لله فإن الله معه بتوفيقه وإعانته، فقد ورد عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن دينه فيما يكره الله".

وأرشد صلى الله عليه وسلم إلى بعض الأدعية لمن استدان فلم يستطع الأداء، ومنها حديث علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك".

أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والحمد لله رب العالمين وصلى الله وصلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المراجع:

• كتاب الكسب – محمد بن الحسن الشيباني- تحقيق عبدالفتاح أبوغدة- نشر: مكتب المطبوعات الإسلامية-الطبعة الأولى.

• الكشاف الاقتصادي للأحاديث النبوية- لمحيي الدين عطية-الطبعة الأولى 1408هـ -دار البحوث العلمية –الكويت.

• صحيح الجامع

• السلسلة الصحيحة

• آداب الزفاف

• الأدب المفرد

• سير أعلام النبلاء

• صفة الصلاة

• أحكام الجنائز

• الورع للإملم أحمد

• الآداب الشرعية

• مجموع الفتاوى

• الإعلان بأحكام البنيان لابن الرامي –تحقيق عبدالرحمن الأطرم

• تفسير القرطبي

• المقنع والشرح الكبير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير