تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدعاء بعد المكتوبة سنة أم بدعة ادخل واحكم.]

ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:16 م]ـ

منقول عن الشيخ محمد أبو جليل الهدار

23_3_2006

الدعاء فرادى بعد المكتوبات

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه " وقال ربكم ادعوني استجب لكم " والقائل سبحانه " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " وصلاة الله وسلامه على نبينا وشفيعنا وقدوتنا محمد بن عبد الله القائل " الدعاء هو العبادة " وجاء في الأدب المفرد للبخاري عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:- " سئل الرسول –صلى الله عليه وسلم -:أي العبادة أفضل؟ فقال:- دعاء المرء لنفسه " .... ثم أما بعد:-

هناك بعض الناس ينهى من يقوم بدعاء الله بعد الصلاة المكتوبة ويعتبر ذلك غير جائز شرعا دون أن يورد دليلا شرعيا يؤيد ما ذهب إليه، والنهي حكم شرعي، لا يكون إلا بإيراد النص الدال عليه، أما أن يقول المرء هذا لا يجوز من دون الدليل الشرعي الدال على عدم الجواز فهذا قول على الله بغير علم وهو مجازفة خطيرة من قائله، قال الله تعالى:- " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ". فجعل الله سبحانه القول عليه بغير علم من ضمن المحرمات بل من أخطرها لأنه جاء بعد الإشراك به سبحانه، كما أنه قال عز من قائل:- " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم " وهذا أيضا تحذير عظيم لأولئك الذين ينهون ويأمرون أو يحللون ويحرمون أو يفتون أو يتكلمون في دين الله من دون علم شرعي مؤصل على وفق الكتاب العزيز والسنة المطهرة، فالحذر الحذر من مثل تلك المجازفات التي تحدث من بعض الأخوة الذين يتكلمون من دون علم شرعي مدعوم بالنصوص المستقاة من الكتاب والسنة أو المستنبطة منهما من قبل العلماء المجتهدين.

إن الدعاء عقب الصلوات المكتوبة مرغب فيه شرعا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى الترمذي بسند حسن عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه - قال:- " قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال:- جوف الليل الأخير ودبر الصلاة المكتوبة " ومعنى أي الدعاء أسمع أي أقرب للإجابة، ومعنى دبر الصلاة المكتوبة أي بعد الصلاة المكتوبة كما ذهب إلى ذلك غالب العلماء، وهذا الحديث نص في هذه المسألة دلالته واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار على جواز الدعاء بعد الصلاة المكتوبة، بل على الترغيب في الدعاء بعدها.

وقد أخرج الطبري من رواية جعفر بن محمد الصادق قال:- " الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة كفضل المكتوبة على النافلة " ذكر ذلك ابن حجر العسقلاني في الفتح وسكت عنه في أثناء شرحه لكتاب الدعوات في صحيح البخاري (باب الدعاء بعد الصلاة) ومما قاله رحمه الله - ابن حجر- في شرحه لهذا الباب:- أي المكتوبة، وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع، انتهى كلامه رحمه الله، وتسمية البخاري رحمه الله لهذا الباب بهذا الاسم يدل على مشروعية الدعاء بعد الصلاة، هذا وقد قال الإمام الشوكاني في (تحفة الذاكرين):- " قد ورد الإرشاد إلى الأذكار في دبر الصلوات وهي مشتملة على ترغيب عظيم وفيها أن الذاكر يقوم مغفورا له ـ أي بعد الصلاةو الأذكار والدعاء ـ، وفيها أنه تحل له الشفاعة، وفيها أنه يكون في ذمة الله عز وجل إلى الصلاة الأخرى، وفيها أنه لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن، وغير ذلك من الترغيبات، وكل هذا يدل على شرف الوقت وقبول الدعاء فيه ".

وقد أرشد كثيرمن العلماء إلى استحباب الدعاء بعد الصلاة المكتوبة في مصنفاتهم منهم الذين سبق ذكرهم وهم البخاري في جامعه وابن حجر في شرحه لصحيح البخاري والشوكاني في كلامه السابق وفي كتابه نيل الأوطار والإمام ابن الجزري الدمشقي في كتابه (عدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين) ومنهم الإمام النووي في كتابه (الأذكار) وكتابه (المجموع) شرح المهذب وقد قال فيه:- " فرع قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب كل الصلوات بلا خلاف "، فتأملوا رحمكم الله في قوله بلا خلاف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير