تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: (قوله: باب قول الله تعالى "قل فأْتُوا بالتَوراةِ فاتْلوها" ([328]) مراده بهذه الترجمة أن يبين أن المراد بالتلاوة القراءة، وقد فسرت التلاوة بالعمل، والعمل من فعل العامل، وقال في كتاب "خلق أفعال العباد" ذكر e أن بعضهم يزيد على بعض في القراءة وبعضهم ينقص، فهم يتفاضلون في التلاوة بالكثرة و القلة، وأما المتلو وهو القرآن فإنه ليس فيه زيادة ولا نقصان، ويقال فلان حسن القراءة وردىء القراءة، ولا يقال حسن القرآن ولاردىء القرآن، وإنما يسند إلى العباد القراءة لا القرآن، لأنّ القرآن كلام الرب سبحانه وتعالى، والقراءة فعل العبد، ولا يخفى هذا إلا على من لم يوفق، ثم قال: تقول قرأت بقراءة عاصم، وقراءتك على قراءة عاصم، ولو أن عاصماً حلف أن لا يقرأ اليوم ثم قرأت أنت على قراءته لم يحنث هو، قال: وقال أحمد لا تعجبني قراءة حمزة، قال البخاري: ولا يقال لايعجبني القرآن فظهر افتراقهما) ([329]) أهـ.

قلت: هذه بعض آراء الحافظ – رحمه الله – في مسائل القراءة، وقد تركت أقوالاً له في هذا الباب اختصاراً. و الله أعلم.

الخاتمة و أهم النتائج:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة و السلام على رسوله و آله وصحبه وبعد:

فمن خلال الجهد المتواضع في هذا البحث المختصر في الكتاب البحر " فتح الباري " يمكن تلخيص النتائج الآتية:

1 - حاجة علم القراءات إلى مزيد من عناية الباحثين من طلبة العلم دراسةً وتحقيقاً وتحريراً، وذلك لقلة مراجعه المنشورة بالنسبة لغيره من العلوم.

2 - لعلماء الحديث وشارحيه جهود مباركة كبيرة في العناية بالقراءات وعلومها تلقياً ونقلاً لها واستدلالاً بها، وهذه الجهود تحتاج إلى من يبرزها من الباحثين، وفي هذا خدمة عظيمة للقرآن الكريم وقراءاته.

3 - لقد حوى هذا الكتاب العظيم – فتح الباري- نقولات عديدة عن بعض كتب القراءات المفقودة، وجمع هذه النقول ودراستها يثري علم القراءات ويفيد المعنيين به.

4 - لقد أكثر الحافظ – رحمه الله – من إيراد القراءات و الاستدلال بها، وله آراء متميزة في كثير من مسائلها.

5 - هذا الكتاب – فتح الباري- فيه ركاز عظيم من العلوم و الفنون، ويحتاج إلى خدمة كبيرة ودراسة دقيقة، لاستخراج كنوزه ودرره.

6 - إنّ إبداء الملاحظات و التنبيه على بعض المآخذ و الأوهام لدى الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في بعض مسائل القراءات، لا يعد طعناً في المصنف ولا يقلل من قدره، ولا ينقص من قيمة كتابه، ولكن كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله e .

هذا وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح، والله أعلم، وقد كان الفراغ منه أول ليلة من رمضان عام 1421هـ بمكة، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الهوامش والتعليقات


([1]) وهي تحت الإعداد أسأل الله أن يعين على إتمامها.

([2]) انظر "معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" لمشهور بن سليمان ورائد صبري ص440، و"المجمع المؤسس" لابن حجر:1/ 11.

([3]) سيأتي التعريف بالحافظ وكتابه في التمهيد لهذا البحث.

([4]) انظر على سبيل المثال كلامه عن كتاب (الجامع الأكبر والبحر الأزخر) الفتح 9/ 36.

([5]) ومن ذلك كلامه الطويل عن الأحرف السبعة كما في الفتح 9/ 23 - 44.

([6]) المجمع المؤسس: 1/ 88،201.

([7]) هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري، أبو الخير، جامع القراءات وإمامها وألف فيها كتباً جليلة توفي سنة 833هـ (غاية النهاية 2/ 247).

([8]) المجمع المؤسس 3/ 225،228.

([9]) انظر الفتح 2/ 421.

([10]) انظر اللسان 1/ 128، القاموس 1/ 25.

([11]) منجد المقرئين ص3.

([12]) المنجد ص15.

([13]) انظر المنجد ص16.

([14]) انظر النشر 1/ 14.

([15]) انظر: فتاوى ابن تيمية (13/ 391)، البرهان للزركشي (1/ 326)، أضواء البيان (2/ 8).

([16]) النجم آية:4 - 5.

([17]) أخرجه أحمد في المسند 4/ 131، وأبو داود 4/ 10، كتاب السنة، باب لزوم السنة، والطبراني في مسند الشاميين 2/ 137، وهو حديث صحيح: (انظر صحيح سنن أبي داود للألباني:3/ 870 رقم 3848).

([18]) انظر الرسالة للشافعي ص91، قواعد التفسير 1/ 142.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير