تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمر الثاني: قد عُلم أن الغالب على من يحلف على ترك القات أو غيره من المعاصي أنهم ينقضون عهدهم وبالذات آكلي القات لشدة تمسكهم به وتوقان أنفسهم إليه، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز الحلف لأنه يكون قد يخفر ذمة الله كما جاء من حديث بريده عند مسلم وغيره في وصيته صلى الله عليه وسلم لأمير السريّة والحديث طويل وفيه: ((وإن حاصرتَ أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله)) فعلى المسلم أن يجاهد نفسه على ترك المعاصي والإقبال على الطاعات والله هو الميسّر والمعين.

سؤال آخر: إذا حلف الشخص ثم نقض يمينه هل عليه كفارة؟

الجواب: عليه كفارة لأنه بقدرته أن يلتزم ويبقى على ما حلف عليه ولكن خضوعا لشهواته جعله ينقض الأيمان ولو بعد توكيدها، فدل هذا على أن عليه كفارة مع بقاء الإثم عليه بسبب رجوعه إلى المعصية بل يكون الإثم أشد.

تنبيه: هناك ادِّعاءات على أن القات فيه علاج لمرض السكر، وهذه الادِّعاءات مجرّدة عن الدليل، وقد أثبتت البحوث الطبية عدم حصول هذا ومن ذلك بحث قامت به جامعة صنعاء وغيرها نفوا فيه حصول ذلك، وعلى سبيل الافتراض أن القات فيه علاجا لمرض السكر فهل هذا مسوِّغٌ أكله لمن لم يصب بهذا المرض؟ الجواب: لا بدون بشك:. وقد أفتى بتحريم القات علماء كثيرون منهم الشيخ/ أحمد بن حجر الهيتمي (974هـ) في كتابه: (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات)، والفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي الشافعي في كتابه (تحريم القات)، والشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ/ عبد العزيز بن باز، وعلماء آخرون؛

وأما شيخنا مقبل فهو كثير التنفير عنه والتحذير منه ويقول في بعض فتاويه هو أقرب إلى التحريم وقد وافق على هذه الفتوى وقد ألِّفت الكتب الكثيرة في تحريم القات وذكر أضراره ومفاسده منها: كتاب (كشف الشبهات عن أضرار القات) للدكتور/ إبراهيم بن عباس، وكتاب (القات) للدكتور/ المرزوقي والدكتور/ أبوخطوة، وكتاب (شهادات الثقات على أضرار القات) للشيخ/عائض بن علي مسمار، وكتاب (القات والمجتمع) لأبي إبراهيم الطيري.

وكتبه/ أبو نصر محمد بن عبد الله الإمام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير